تتواصل عمليات الجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي جوا وبحرا وبرا لتحرير مناطق ومحافظات اليمن من سيطرة الانقلابيين لتغدو بذلك عملية تحديد المساحات الجغرافية التي استعادتها الشرعية غير ثابتة كونها تتغير من يوم الى اخر بسبب استرجاع مساحات جديدة كل بين كل فترة زمنية وأخرى تحسب احيانا بالساعات. وما يجب تأكيده بداية في هذا الجانب ان قوات الانقلابيين المنهكة لم تعد تحقق أي تقدم ميداني ولم تستعد حتى موقع واحد منذ أكثر من 6 أشهر ويزيد وتحولت الى موقع الدفاع بعد ان كانت المهاجم والمبادر خلال الفترة الماضية. عملية تحرير واستعادة المناطق والمساحات من تحت سيطرة الانقلابيين كانت بدايتها من جنوب اليمن، حيث بدأ العد التنازلي للمغامرة الانقلابية المدعومة من دولة الملالي في شهر يوليو 2015م أي بعد اشهر قليلة من الاجتياح المقيت لعدد من مناطق اليمن ان لم يكن جميعها باستثناء حضرموت والمهرة وأجزاء من مأرب. المناطق المحررة وأهميتها وبالقرب من عدن توجد محافظة لحج المحررة ايضا، التي تتواجد فيها قاعدة العند الاستراتيجية التي تحولت الى مركز تدريبي للجيش الوطني بعد ان كانت مقرا لقيادة عمليات الانقلابيين في الجنوب كما يوجد مقر لقيادة قوات التحالف في القاعدة ومقر آخر لخبراء امريكيين يعملون في مجال مكافحة الارهاب بالتنسيق مع الجانب اليمني بعد ان كان هؤلاء الخبراء قد نقلوا عملهم الى جيبوتي إبان الاجتياح الانقلابي للجنوب. وتربط لحج محافظة تعز والشمال بمحافظة عدن كما ترتبط بحدود مع محافظة الضالع المتداخلة جغرافيتها بمحافظة اب الواقعة وسط اليمن، التي تشارك تعز في اقليم الجند ضمن التقسيم الفيدرالي الجديد. ثالث محافظات اقليم عدن التي حررها التحالف العربي في عملية الرمح الذهبي هي محافظة الضالع المخزن البشري للمقاومة الجنوبية الى جانب لحج وشبوة، التي تعد بوابة الجنوب مع الشمال من جهة اب وذمار وهي محافظة تشكل عمقا مهما للجنوب كون كبار قادة الجيش في دولة الجنوب السابقة كانوا ينحدرون من هذه المحافظة، التي بتحريرها تم وضع جدار يمنع أية محاولة للانقلابيين للعودة الى الجنوب. تعز والمخلوع وفي جنوب غرب اليمن تتموضع محافظة تعز التي شهدت وتشهد أعتى وأقوى المواجهات بين الانقلابيين وقوات الشرعية بطرفيها الجيش والمقاومة وتعد تعز ذات اهمية استراتيجية فهي بوابة الجنوب مع الشمال والمطلة غربا على باب المندب الممر المائي المهم دوليا وهي ايضا ذات اهمية كبيرة لكل الاطراف كون تعز تمثل قلب اليمن كما عرف عنها تاريخيا فمنها صعدت كل المشاريع الوطنية ومنها صعد المخلوع صالح الى الرئاسة وهي كانت عاصمة الإمام أحمد الذي يعد زعماء ميليشيات الحوثي امتدادا لمشروعه الإمامي والسلالي. وتمثل تعز أيضا شريان الإمداد الأهم لميليشيات الانقلاب وجيش المخلوع عبر البحر حيث تعد سواحل تعز من المخاء حتى حدود لحج بعد ذوباب مراكز التهريب الرئيسة، بل تعد ذات المنطقة مع مساحات اخرى على ساحل البحر الاحمر في الحديدة مركز التهريب الأنشط على مستوى الجزيرة العربية بكاملها حيث تدار من هذا الشريط الساحلي عمليات التهريب للسلاح والمخدرات والتجارة غير المشروعة وعمليات تهريب البشر الى دول الخليج. ومن أجل الحفاظ على موقع لها في تعز يعوض طردها من الجنوب عززت ميليشيات الانقلاب حضورها في تعز بأعداد كبيرة من المقاتلين والألوية العسكرية ووجهت كل القوة العسكرية التي نجحت في الفرار من الجنوب الى تعز لتبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطني للفصائل والكتائب المقاومة للانقلاب وتتحول تعز الى معركة استنزاف تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة حيث تعد جبهة تعز أكثر محور خسرت فيه الميليشيات مقاتلين وفي المرتبة الثانية مأرب. وكان لطيران التحالف العربي دور محوري في معارك تعز حيث تموضع طيران التحالف كجدار حماية لوقف أي محاولات للانقلابيين لاستعادة مساحات محررة الى جانب دوره الأساسي كرأس حربة في اي عملية عسكرية أو زحف تنفذه المقاومة والجيش الوطني ضد مواقع الميليشيات ووحدات جيش المخلوع صالح. وبعد أن كانت المساحة التي تتواجد فيها المقاومة والجيش الوطني داخل مدينة تعز تشكل اقل من 10% من مساحة المدينة وكان الانقلابيون في قلب مدينة تعز وكل المرتفعات التي تحيط بالمدينة وداخل كل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والامنية، أصبحت اليوم مدينة تعز بالكامل محررة من وجود الميليشيات الانقلابية باستثناء الجزء الشرقي باتجاه الحوبان الذي يربط تعز بمحافظة اب. وفي ريف تعز، استعادت الشرعية اهم المواقع الاستراتيجية ابتداء من جبل صبر ومنفذ ومرتفعات الضباب وجبل هان وتتوجه حاليا العمليات العسكرية نحو تحرير الشريط الجبلي غرب تعز، الذي يشرف على الشريط الساحلي الذي يضم ذوباب باب المندب وصولا الى المخاء العائد الى سلطة القوات الشرعية بعملية الرمح الذهبي للجيش الوطني وقوات نوعية للتحالف العربي. وبتحرير الساحل الغربي ومديرية مقبنة والوازعية وموزع غرب تعز تكون تعز أصبحت محررة بالكامل ولن يتبقى سوى جيوب صغيرة في محيط المدينة وشرقها ستنهار بمجرد انهيار الجبهة الساحلية. الجوف أما شرقا في محافظة الجوف فكانت المحافظة بكاملها تحت سيطرة الانقلابيين غير ان قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقبائل المحافظة وبدعم قوي من التحالف العربي طردت الميليشيات الانقلابية من الجوف في وقت قياسي ولم يتبق سوى مديريتين وجزء من مديرية تجري حاليا عمليات عسكرية لتحريرهما. وأعلن الجيش الوطني مؤخرا مديريات المطمة والزاهر واجزاء من مديرية المتون مناطق عسكرية مغلقة تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية مفتوحة لطرد الميليشيات الانقلابية من الجزء المتبقي من الجوف المحافظة ذات الاهمية الاستراتيجية كونها ترتبط بحدود مع محافظة صعدة معقل الميليشيات الانقلابية وتعد ايضا بوابة العبور الى محافظة عمران الواقعة بين صعدة وصنعاء، كما توفر الجوف ايضا جبهة مهمة في معركة العاصمة صنعاء عبر مناطق وجبال ارحب. كما تعد الجوف من المحافظات الحدودية مع المملكة العربية السعودية ومع محافظة حضرموت وهي من المحافظات ذات المساحة الكبيرة في اليمن وتوجد فيها ثروات نفطية مهمة. قلب المشروع وجوار الجوف تقع محافظة مأرب قلب المشروع الوطني ورأس الحربة في المعركة ضد ميليشيات الانقلاب الحوثية وجيش المخلوع صالح والمحافظة النفطية، التي توجد فيها مشاريع نفطية وغازية ومنطلق أنابيب صادرات النفط. كما تشكل مأرب حضورا معنويا كبيرا في الذهنية اليمنية الحاملة للمشروع الوطني الذي يواجه مشروع الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، حيث تعد مأرب بقبائلها وبالجيش الوطني الذي بدأ وتشكل على ترابها وبالعمق المذهبي أيضا الذي يواجه الفرز المذهبي القادم من صعدة وقبائل صنعاء ذات الهوى المذهبي الشيعي. وتزداد أهمية مأرب وتحريرها كونها شكلت منطلقا لتحرير الجوف أولا وللتوجه نحو العاصمة صنعاء ثانيا وللزحف نحو شبوة وتحرير آخر مناطقها من الوجود الانقلابي، وأخيرا التحرك من مأرب نحو محافظة البيضاء التي أعلن الجيش الوطني مؤخرا عن توجه لواء من قوات الجيش الوطني الى حدودها مع مأرب لبدء معركة التحرير وذلك بالتنسيق مع المقاومة الشعبية في البيضاء والتي وسعت عملياتها مؤخرا بإسناد من قوات التحالف العربي الجوية.،ولم يتبق من مأرب تحت سيطرة الانقلابيين سوى اجزاء قليلة من صرواح تدور فيها المعارك لإكمال تحريرها والوصول الى مشارف صنعاء العاصمة من مناطق خولان وسنحان مسقط رأس المخلوع صالح. الرئة الشرقية بعد تحرير محافظات اقليم عدن الأربعة غادرت ميليشيات الانقلاب محافظة شبوة ذات الثروة الغازية والنفطية، التي تقع شرق اليمن بين حضرموتومأرب وعلى حدود البيضاء دون قتال لتخفيف وطأة الخسائر على قواتها وتراجعت الى حدود البيضاء لتحتفظ بمناطق بيحان عسيلان في شبوة المحاذية للبيضاء لاستخدامها طريق عبور للدعم اللوجستي القادم عبر السواحل الشرقية من قبل مافيا التهريب والمخابرات الإيرانية. فشل المخلوع وعلى حدود شبوة شرقا توجد محافظة حضرموت بجناحيها الوادي والصحراء والساحل والتي تعد اكبر محافظات اليمن من حيث المساحة حيث تشكل مساحتها قرابة ثلث مساحة اليمن وفيها اهم حقول النفط ويقع الجزء الساحلي منها على بحر العرب. وكانت حضرموت خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة الذي دخل المحافظة بتسهيلات من نظام المخلوع وأذرعته الامنية والعسكرية واستمر المخلوع يدعم التنظيم في ادارة المحافظة وتوريد كل ميزانية المحافظة المالية لقيادة التنظيم من اجل تنمية وتقوية الهيكل التنظيمي والمالي للتنظيم لاستغلال ذلك كملف سياسي امام المجتمع الدولي. ولقطع خيط استغلال الانقلابيين لملف حضرموت والقاعدة سياسيا وهو ما بدأ فعلا بحديث مسؤولين في دول غربية عن ان حرب التحالف على الانقلابيين وفرت مناخا لتمدد القاعدة في اليمن قام التحالف العربي بعملية عسكرية خاطفة برية وجوية وبحرية انتهت خلال 3 أيام بتحرير حضرموت وطرد القاعدة منها الأمر الذي دفع الادارة الامريكية الى الاشادة بالعملية وبدور التحالف في مواجهة الإرهاب ليكسب التحالف المعركة عسكريا وسياسيا واستراتيجيا. ميدي وحرض وتعتبر محافظة حجة التي ترتبط بحدود برية وبحرية مع المملكة هي محور آخر له أهمية تتعلق بالمنفذ البري حرض الطوال ومدينة وميناء ميدي وللأهمية الاستراتيحية للجزء الحدودي من محافظة حجة عملت قوات التحالف والجيش الوطني على تحرير منفذ الطوال وحرض وميناء ومدينة ميدي وطرد الانقلابيين منها وقطع امداد الميليشيات الحوثية الانقلابية بالسلاح عبر البحر من خلال ميناء ميدي، الذي شكل طيلة عقدين من الزمن مصدر تسليح مهم للميليشيات الحوثية. الهدف القادم وبالنسبة لمحافظة الحديدة التي تنتظر عملية عسكرية كبيرة من محوري المخاء الخوخة ومحور ميدي ستكون الميليشيات الانقلابية فيها بين فكي كماشة عملية الرمح الذهبي التي أنهت مرحلتها الأولى بتحرير سواحل تعز الغربية وتأمين باب المندب والمخاء. وفور انتهاء عملية تحرير الحديدة آخر المعاقل الاستراتيجية، التي تسعى الشرعية والتحالف لاستعادتها من سيطرة الانقلابيين سيحشر الانقلابيون في مساحات جغرافية ميتة دون أي منفذ بري او ميناء بحري او ثروة نفطية في محافظات ليست ذات اهمية استراتيجية بل ستشكل هذه المحافظات عبئا كبيرا على ميليشيات الانقلاب الحوثية وجيش المخلوع من حيث كلفة إدارتها عسكريا وأمنيا، حيث ستنشط فيها عمليات مقاومة شعبية وتحركات للجيش الوطني لإكمال تحرير البلاد من سيطرة الانقلابيين. أولوية التحرير ووضع التحالف العربي من خلال عملياته العسكرية التي انطلقت في مارس 2015 م، وضع أهدافا استراتيجية محددة بدقة وبدأ بتنفيذها بشكل احترافي وبنسبة خطأ شبه معدومة تجسدت في أول استهدف للقدرات الجوية للانقلابيين وصولا الى عملية الرمح الذهبي وبناء الجيش الوطني ودعم المقاومة الشعبية وصولا الى تحرير المناطق اليمنية وفقا لأهميتها الاستراتيجية ومتطلبات العمل العسكري على الأرض. أخيرا فاجأ التحالف العربي الانقلابيين بعملية السهم الذهبي وتحرير اقليم عدن وبعد ذلك الزحف نحو صنعاء وصولا الى مشارفها في نهم، وبعد ذلك فتح جبهات محور صعدة والسيطرة على المنافذ البرية في المحافظة وكذلك محورية عملية الرمح الذهبي وهدفها الاكبر المتمثل في اغلاق السواحل اليمنية في وجه عمليات التهريب الإيرانية للسلاح الى الانقلابيين عبر هذه السواحل. إغلاق المجال الجوي والبحري والبري أمام الانقلابيين وحصارهم في مساحات جغرافية لا تشكل أية اهمية استراتيجية الا كونها أراضي يمنية سيتم تحريرها من سيطرة الانقلابيين لاحقا.