ليس بمستغرب على إيران تأييدها المطلق للنظام السوري الفاشي ومحاولتها المستميتة لإفشال محادثات الأستانة التي بدأت برعاية دولية للتوصل الى اتفاق بين المعارضة والنظام تؤدي الى وقف اطلاق النار بشكل حاسم للولوج منه الى مؤتمر جنيف للتوصل الى تسوية نهائية للأزمة السورية العالقة، فَيهم ايران أن تستمر هذه الأزمة قائمة الى أمد غير معلوم. هذا التأييد يؤكد من جديد على أن حكام طهران لا يريدون احلال السلام الحقيقي في سوريا بل يريدون ابقاء الوضع على ما هو عليه لتغدو الأراضي السورية بؤرة نزاع غير قابلة للحل، وهو أمر بدا واضحا منذ التدخل الايراني السافر في الشأن السوري. والتأييد في حد ذاته يعكس ما تفعله ايران في الوقت الحاضر في الأراضي العراقية واليمنية والسورية، فتدخلاتها السافرة في شؤون هذه الدول اضافة الى ضلوعها في عمليات ارهابية في البحرين والكويت، وصلتها بما حدث من عمليات ارهابية بالمملكة يؤكد أنها ماضية قدما في افشال أي محاولات جادة لانهاء الصراع الدائر في سوريا، فقد تمرست وفقا لتلك التدخلات على ابقاء المنطقة فوق صفيح ساخن دائم الغليان. ورغم أن المحادثات في العاصمة الكازاخستانية تجري برعاية دولية الا أن ايران عبر سياساتها الارهابية تضرب عرض الحائط بأي رعاية، وتضرب عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية التي اتخذت وما زالت تتخذ لاحلال الاستقرار والأمن والسلام في ربوع المنطقة العربية. ويبدو واضحا للعيان من خلال عداء ايران للمعارضة ورفع شأن النظام السوري من خلال تلك المحادثات التي يفترض أن تكون جادة لوقف اطلاق النار حتى يتسنى للطرفين المتنازعين انهاء الخلافات العالقة بينهما عبر مفاوضات جنيف المقبلة، يبدو أن ايران لا تريد بروز أي صوت للمعارضة. وفي الوقت الذي تعقد فيه محادثات الأستانة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار فان النظام السوري ما زال يشن غاراته الجوية على كثير من المدن السورية بمعاضدة وتأييد مطلقين من ايران ومن حزب الله الارهابي ومن سائر التنظيمات الارهابية التي ما زالت تعيث فسادا وخرابا في سوريا. ولا مناص في الحالة الراهنة للأزمة من ممارسة ضغوط مناسبة على النظام السوري لحمله على الانصياع لمسوغات السلام ومعطياته سواء في الأستانة أو في المحادثات القادمة في جنيف، وبدون تلك الضغوط فان النظام سوف يستمر في اعتداءاته على أبناء الشعب السوري لتبقى الأزمة قائمة دون حل.