تبدأ غدا في أستانة عاصمة كازاخستان برعاية دولية محادثات هامة بين المعارضة والنظام السوري على أمل التوصل الى وقف نهائي لاطلاق النار بين الطرفين، ورغم التفاؤل الكبير الذي أبداه وزير الخارجية الروسي حول وجود مؤشرات ايجابية فيما يتعلق بعملية السلام في سوريا، وأن محادثات أستانة قد تؤدي الى وقف نهائي لاطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سوريا، وبالتالي فإنها قد تمهد للولوج بسهولة لمؤتمر السلام المزمع عقده في جنيف للوصول الى عملية سلمية تنهي الصراع بشكل جذري في سوريا باتفاق بين المعارضة والنظام السوري. ورغم ما طرحه مبعوث الأممالمتحدة الخاص بالأزمة السورية حول أمله بأن يؤدي الانخفاض النسبي للأعمال العدائية والعنف في سوريا الى خلق أجواء مواتية لانجاح مؤتمر أستانة حيال وقف اطلاق النار بشكل حاسم مما يسهل التوجه الى جنيف لعقد المؤتمر الخاص بتسوية الأزمة السورية بطريقة نهائية، وتأكيده أن ما قد يتحقق في اجتماعات أستانة يمثل انجازا مهما. ورغم معظم الآمال الدولية التي تصب في روافد انجاح مؤتمر أستانة بحكم أنه يمثل خطوة مهمة نحو وضع الاطار المناسب للتمهيد لمحادثات جنيف الا أن سلسلة المحادثات التي جرت من قبل بين وفد المعارضة والنظام السوري لا تعطي الأمل الكافي بإمكانية التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار في سوريا، ولا تعطي الأمل بأن الطريق الى جنيف يبدو ممهدا لتسوية الأزمة العالقة. والسبب في ذلك يتمحور في أن النظام السوري تمرس دائما على خرق الهدن الموقعة بينه وبين المعارضة، وهو لا يسعى للتوصل الى وقف اطلاق نار دائم في سوريا بل يسعى لابقاء الوضع على ما هو عليه، وابقاء الأزمة القائمة على صفيح ساخن دائم الغليان وغير قابلة للحل رغم أن فصائل المعارضة أبدت ومازالت تبدي مرونة مشهودة ومعلنة لايقاف اطلاق النار تمهيدا لعملية سلمية نهائية تنهي الصراع القائم في سوريا. وإزاء ذلك فإن نجاح محادثات الأستانة يقترن بشكوك عديدة قد تحول دون الوصول الى وقف اطلاق النار، وقد تحول دون الوصول الى تسوية نهائية للأزمة عبر محادثات جنيف الا اذا توافرت الضغوط المناسبة على النظام السوري لارغامه على الانصياع لمستلزمات السلام الدائم في سوريا من خلال وقف اطلاق النار والعمل بجدية لتسوية دائمة تنهي الصراع القائم بشكل قاطع وجذري. وبدون تلك الضغوط فإن النظام سوف يستمر في خرق أي هدنة من شأنها أن تمهد لمشروع السلام الدائم سواء من خلال محادثات الأستانة أو محادثات جنيف.