لم ينته شهر يناير من عام 2017م الا ورجال الأمن البواسل يسجلون أهم عمليتين أمنيتين لا يفصل بينهما سوى 15 يوماً وذلك منذ انتهاء مقتل إرهابيين خطيرين في عملية أمنية بحي الياسمين في الرياض. بالأمس لم يغب عن أذهان سكان جدة حادثة حي الصفا الارهابية والخلية الارهابية التي قبض عليها وأعلن عنها والتي شهدتها المحافظة قبل 12 عاماً وما زال شهودها حتى اليوم يروون تفاصيلها في المجالس وما سطره رجال الامن من بطولات ملحمية في ملاحقتهم المطلوبين بين أروقة الحي حتى القبض عليهم. اليوم رجال الأمن يسجلون ملحمة جديدة مع فجر امس السبت وشاهدها سكان حي الحرازات بعد تعقب رجال امننا البواسل الخلية وضبطها التي لم تبتعد عن حي الصفا سوى طريق الحرمين السريع الفاصل بينهما. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، بأنه في إطار ما تقوم به الجهات الأمنية من مهام في مكافحة الإرهاب والإطاحة بأوكاره وخلاياه وعناصره وإضعاف المقومات التي يعتمدون عليها في الإعداد لمخططاتهم الإجرامية للإخلال بأمن البلاد واستقرارها، فقد باشرت الجهات الأمنية يوم أمس على ضوء المعلومات المتوفرة لديها مداهمة وكرين إرهابيين لخلية إرهابية بشكل متزامن، حيث كان يقع الأول منهما بحي الحرازات بمحافظة جدة، وهو عبارة عن استراحة، اتخذها عناصر الإجرام مأوى لهم، ومعملا لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة. وبتطويقها وتأمين المواقع المجاورة لها بادر من فيها وهما شخصان بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن، ولم يستجيبا لكل النداءات التي وجهت لهما بتسليم نفسيهما، ما اقتضى الرد عليهما بالمثل وفقا لما تطلبه الموقف. وحينما يئسا من القدرة على الإفلات من قبضة رجال الأمن أقدما على تفجير نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة ما أدى لتطاير أشلائهما في موقع الاستراحة مع انفجار المعمل الذي بداخلها، فيما لم يصب أحد من الموجودين بجوار موقعها الذي تم تأمينه قبل المداهمة أو أحد من المارة أو رجال الأمن بأي أذى ولله الحمد. أما الوكر الثاني فكان عبارة عن شقة سكنية بحي النسيم بمحافظة جده تواجد فيها شخص ثالث يرتبط بمن تم التعامل معهما داخل الاستراحة وتمكنت قوات الأمن بفضل الله من إلقاء القبض عليه قبل أن يتمكن من المقاومة ويدعى حسام بن صالح بن سمران الجهني سعودي الجنسية، وقبض بمعيته على امرأة تدعى فاطمة رمضان بالوشي على مراد (باكستانية الجنسية) يدعي المذكور أنها زوجته. آثار الرصاص في موقع الحادث كما ضبط بشقته على سلاح رشاش وحقيبة مشركة وأجهزة هاتف جوال في حالة تشريك غير مكتملة. ولا تزال الجهات الأمنية تباشر مهامها في رفع الأدلة والآثار من الموقعين والتحقيق مع المقبوض عليهما، وسيعلن لاحقا بالتفاصيل الكاملة. إمارة مكة: الأمن ينجح في مواجهة إرهابيين بجدة أكدت إمارة منطقة مكةالمكرمة نجاح عملية امنية نفذتها قوات الامن صباح امس السبت في حي الحرازات بمحافظة جدة والتي داهمت خلالها إرهابيين وتبادلت إطلاق النار معهم. وقالت امارة منطقة مكةالمكرمة: إنه ووفقا لمعلومات اولية فقد اسفرت العملية عن انتحار اثنين من الإرهابيين بعد استخدامهما الأحزمة الناسفة. أهالي حي الحرازات يكشفون: الإرهابيون تستروا بزي نسائي حي الحرازات في جدة الحي الذي يقطنه 100 ألف نسمة لم يغب عن أعين الرقابة الأمنية حتى وإن كان ذلك الحي نصفه ممتلئ بالاستراحات فظن الإرهابيون أنه الملجأ الوحيد لهم بالتخفي إلا أن الأعين الأمنية رصدتهم رغم كثافة السكان، ومع بزوغ فجر أمس إلا وأبطالنا البواسل يمطرون العدو برصاصات الفجر تلك الرصاصات التي تصدت لرصاصات الغدر والخيانة على وطنهم الغالي لتكشف وجه الارهاب الهالك والمتخفي بين السكان. وكشفت «اليوم» تفاصيل جديدة في حادثة نجاح قوات الامن في مداهمة الارهابيين بإحدي الاستراحات بحي الحرازات في جدة حيث اكد سكان الحي وبعد انتهاء العملية الامنية ان يوم أمس كان غير عادي لهم عند ما شاهدوا خلال توجههم للمسجد لأداء صلاة الفجر طوقاً امنياً ومنع رجال الامن الاقتراب من الموقع المحاصر ما دفع بالسكان لمراقبة الوضع من بعيد حيث سمعوا تبادلا لاطلاق النار قبل أن يحدث الانفجار الذي هز الحي. وحسب حديث السكان ل«اليوم» فإن من حسن حظ سكان الحي أن العملية تم تنفيذها في يوم إجازة السبت لعدم ذهاب الطلاب والطالبات للمدارس وكذلك الموظفون. «اليوم» تواجدت في موقع الحادثة الذي كان مطوقا بدوريات الأمن ويمنع الاقتراب منه رغم مرور اكثر من 12 ساعة على العملية الامنية التي تعتبر من انجح العمليات في مواجهة الفئة الضالة. وقال عبدالعزيز مرسال السلمي «أحد سكان الحي»: عند ذهابي لصلاة الفجر للجامع شاهدت الدوريات مطوقة الحي وكانت بكثافة كبيرة ما يدل على ان الامر خطير وان هذه القوات في مواجهة مع الفئة الضالة نظرا لحجم القوات المطوقة للموقع من جميع الجهات حيث يحد الموقع من الجهة الجنوبية جبل وكانت الدوريات أغلقته وبعد فترة وجيزة حدث تبادل لاطلاق النار بين رجال الامن والارهابيين ثم بعد ذلك حدث انفجار ضخم تسبب في اهتزاز للمباني المجاورة للموقع والحمد لله أن العملية تمت بدون حدوث أي اصابات في رجال الامن او في المواطنين. من جانبه، قال صاحب المنزل المؤجر للارهابيين عبدالله قاسم عسيري: «قبل شهرين تم تأجير المنزل لمواطن بطريقة نظامية عن طريق احد المكاتب العقارية ، وعند إبلاغه أن الحي عوائل ولا يسمح بسكن العزاب قال: إنه إستأجر المنزل لزوجته الثانية ، والرجل كان ملتحيا ولم نلحظ عليه أي شئ وقد استمر في السكن خلال الشهرين الماضيين وكان يغيب ويحضر وبرفقته سيدة منتقبة كنت اعتقد أنها زوجته وربما يكون من برفقته رجل متخف في ملابس نسائية . فتحة أحدثها الإرهابيون لإطلاق النار على رجال الشرطة عبدالله عسيري صاحب المنزل المؤجر للإرهابيين يتحدث ل «اليوم» عبد العزيز السلمي أحد سكان الحي يتحدث ل «اليوم» أمنيون: ضربة موجعة للإرهاب بعد تعقبهم وإحباط مخططاتهم أكد أمنيون أن العملية الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن في الحرازات في جدة ضربة موجعة للإرهابيين وكل من تسول له نفسه كون لدى رجال أمننا كل الامكانيات والمهارات في الرصد والمراقبة والمواجهة والتحقيق ولا يوجد لدى هذه الفئة الضالة أي ثغرة تستغل مع رجال الأمن فهم محاصرون وفي آخر أيامهم اصبحوا يتنكرون بالزي النسائي هروباً من الملاحقة الامنية. وأوضح اللواء متقاعد مسفر الغامدي أننا فوجئنا صباح أمس بكشف مجموعة من الارهابيين في حي الحرازات في شرق مدينة جدة تم إحباط العملية بكل اقتدار من قبل رجال الامن البواسل كالعادة يدل على المستوى العالي الذي وصل اليه ابناؤنا رجال الأمن والأجهزة المساندة الأخرى ممثلة في مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات المنتشرة في جميع مناطق المملكة وقد تميز هؤلاء الشباب من رجال الأمن بالأداء العالي في التعامل مع الإرهابيين مستخدمين التكتيكات التي تتميز بالسرعة العالية والدقة في الأداء مما يجعل الإرهابيين غير قادرين على التعامل واحباط اهدافهم وهزيمتهم وقد ظهر هذا التميز في الأداء في العمليات التي تمت خلال السنتين الماضيتين كما ان التعاون والمساندة من قبل المواطنين والمقيمين لرجال الأمن أصبح أكثر من ذي قبل وهذا مهم جدا ولا يوجد اي عذر لأي مواطن او مقيم في التبليغ عن اي تحركات او تصرفات غير عادية دون أي تردد من اي شخص كائنا من كان وقد طلبت وزارة الداخلية اكثر من مرة التعاون معها في دحر هؤلاء المجرمين بعد تبنيهم الافكار الهدامة التي لا تمت الى الإسلام بأي صلة. من جانبه، قال اللواء مهندس متقاعد نائب مدير عام الاتصالات السلكية واللاسلكية بوزارة الداخلية وعضو مجلس الشورى ناصر بن غازي الشيباني: «لا شك أن الفئة الضالة وضعوا في موقف لا مفر منه، هؤلاء الفئة الضالة منبوذة من المجتمع السعودي ومن المقيم ومن المبادئ الإنسانية ومن الدين ومن جميع الركائز وهم أمام قوات أمينة ليست عائمة في مواجهتهم او في رصدهم ومراقبتهم. وهم يدركون أن رجال الأمن لديهم مصادرهم عن كل كبيرة وصغيرة عن هذه الفئة وكل هؤلاء تحت المراقبة والرصد وبصفتي خارجا من رحم الأمن أعرف ان ما يقوم به هؤلاء هو تدمير لانفسهم فرجال الامن لديهم كل الامكانيات والمهارات في الرصد والمراقبة والمواجهة والتحقيق ولا يوجد لدى هذه الفئة الضالة أي ثغرة تستغل مع رجال الأمن فهم محاصرون وفي آخر أيامهم ولو نلاحظ وضعهم في الآونة الأخيرة فإنهم يتشبهون بالنساء في تحركاتهم وفقدوا الرجولة بهدف إرضاء أعداء الدين والمجتمع وأصبحوا دمارا لأنفسهم ولأهاليهم ولقبائلهم».