أكملت قوات نظام الأسد حصارها على وادي بردى قرب دمشق، إثر معارك مستمرة منذ حوالى شهر، وهي المنطقة التي تعد خزان المياه المغذي للمدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، رغم تواتر انباء عن وقف اطلاق للنار بالمنطقة، يأتي ذلك، تزامنا مع إعلان الأسد أن أولوية محادثات أستانا عاصمة كازاخستان بين نظامه والفصائل المعارضة، هي وقف إطلاق النار. مستبعدا التطرق لأي حوار سياسي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس: «بعد تقدم من الجهة الشمالية الأربعاء، حاصرت قوات النظام وميليشياته، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني اليوم (أمس) منطقة الوادي ». وأشار إلى أن النظام حاصر المنطقة «بعدما تمكنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة المعارضة في القلمون». وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس «حصار الوادي بعد قطع طريق القلمون شمالا». فيما تلقى مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعوة لحضور محادثات السلام في أستانا التي دعت إليها روسيا وتركيا وإيران، كما قالت المتحدثة باسمه يارا شريف، أمس. وتجري محادثات أستانا الإثنين، بحضور وفد سياسي سوري وآخرعسكري من الفصائل المعارضة، وهي الأولى التي ستجري برعاية روسية تركية إيرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن، التي ترفض طهران حتى مشاركتها في المؤتمر. وحول المؤتمر، قال الأسد في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة: «أعتقد أنه سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار». وأضاف: «ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي». وتشارك الفصائل المعارضة بدورها عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، الفصيل النافذ. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية. أما حركة أحرارالشام، الأكثر نفوذا بين الفصائل المعارضة، فقد أعلنت عدم مشاركتها في المؤتمر، مؤكدة في الوقت ذاته دعمها للفصائل التي ستحضره. وسترسل موسكو مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع للمشاركة في جولة محادثات السلام السورية في أستانا عاصمة قازاخستان، كما نقلت وكالة الإعلام الروسية الخميس، عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف. إلى ذلك، تزعم إيران الحليفة السياسية والعسكرية الكبرى للأسد، أن اجتماع أستانا خطوة أولى على طريق السلام، وهو ما يعتبر وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي في مواجهة التقارب بين روسيا وتركيا.