حاصرت قوات النظام السوري منطقة وادي بردى قرب دمشق، بعدما تمكنت من فصلها عن مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصدر عسكري اليوم (الخميس). وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «بعد تقدّم من الجهة الشمالية أمس، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، اليوم منطقة وادي بردى بعدما تمكنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون». وأوضح عبدالرحمن أن «قوات النظام عادة ما تلجأ الى استراتيجية الحصار لتفضي في النهاية الى اتفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدة قرب دمشق وفي مدينة حلب». وأكد مصدر عسكري «مواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية في مزارع بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى»، مشيراً في الوقت ذاته الى «استمرار المساعي لخروج المسلحين من البلدة من دون عمل عسكري لتجنيب منطقة النبع (داخلها) المزيد من الدمار». وتابع: «بلدة عين الفيجة سقطت عسكرياً والمسلحون مطوقون (...) ولا مفر لهم سوى بقبول التسوية أو استمرار العمل العسكري»، مضيفاً: «نحن نفضّل الحل الأول من أجل المباشرة بدخول ورشات الصيانة وإصلاح الأضرار وضخ المياه مجدداً». وعلى رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري في سورية، لم تتوقف المعارك المستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة ثانية، في وادي بردى منذ 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتخلل المعارك اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد أحمد الغضبان قبل أيام، ما أدى الى تدهور الوضع الميداني مجدداً بعد إعلان الوصول إلى اتفاق يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة، مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين في مغادرة الوادي. سياسياً، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن أولوية محادثات آستانة المرتقبة الأسبوع المقبل بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، هي وقف إطلاق النار، وذلك في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة نشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» مقتطفات منها. وقال الأسد في المقابلة: «أعتقد أنه سيركز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية». وأضاف: «ليس من الواضح إن كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي». من جهة ثانية، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم، إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أعدموا 12 شخصاً على الأقل في مدينة تدمر الأثرية التي استعادوا السيطرة عليها من الحكومة في كانون الأول (ديسمبر). وقال «المرصد» إن التنظيم المتشدد قطع رؤوس أربعة أشخاص، وهم من موظفي الدولة والمدرسين، خارج متحف. وأطلقوا النار على ثمانية آخرين منهم أربعة من قوات النظام وأربعة من مقاتلي المعارضة. وأضاف «المرصد» أن بعض عمليات القتل نفذت في مسرح روماني قديم في تدمر حيث قتل التنظيم العام الماضي 25 على الأقل من من قوات النظام. وانتزع التنظيم السيطرة على تدمر من الحكومة للمرة الثانية في كانون الأول. وكانت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها مدعومين بقوة جوية روسية استعادوا المدينة من التنظيم في آذار (مارس) بعد أن سيطر عليها التنظيم للمرة الأولى في العام 2015.