اصرت قوات الطاغية السوري بشار الأسد إثر معارك مستمرة منذ حوالى شهر منطقة وادي بردى قرب دمشق والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس. فيما أفادت مصادر في تقارير إعلامية أن طائرات روسية وسورية نفذت عشرات الغارات على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور (شرقي سوريا) مساء أمس الأربعاء الموافق 20 / 4 / 1438. وكان 10 أشخاص قتلوا في غارة لطائرات النظام السوري على حي العمال -جنوبي مدينة دير الزور-. بينما كشف مصدر ميداني -طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية- عن وصول دفعة جديدة من مقاتلي حزب الله اللبناني يبلغ عددهم مئتي شخص لدعم القوات الحكومية بدير الزور، إلى جانب تعزيزات ذخيرة عبر الحوامات من مطار القامشلي (شمال شرق سوريا) إلى مطار دير الزور. حصار وادي بردى
قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "بعد تقدم من الجهة الشمالية الأربعاء، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها وعلى رأسهم حزب الله اللبناني الخميس منطقة وادي بردى". وأشار إلى أن قوات النظام حاصرت المنطقة "بعدما تمكنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون". وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس "حصار منطقة وادي بردى بعد قطع طريق القلمون من الجهة الشمالية".
إستراتيجية متبعة
أوضح عبدالرحمن أن "قوات النظام عادة ما تلجأ إلى إستراتيجية الحصار لتفضي في النهاية إلى اتفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدة قرب دمشق وفي مدينة حلب". ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري في سوريا، لم تتوقف المعارك المستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية في وادي بردى منذ 20 ديسمبر. وتضم منطقة وادي بردى، وخصوصا بلدة عين الفيجة، المصادر الرئيسة التي ترفد دمشق بالمياه المنقطعة عن العاصمة بصورة تامة منذ 22 ديسمبر جراء المعارك.
وبحسب عبدالرحمن "تهدف قوات النظام إلى السيطرة على وادي بردى إن كان عبر عملية عسكرية أو عبر تسوية وضمان عودة المياه إلى دمشق". وأفاد المصدر العسكري بدوره أن "الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في مزارع بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "استمرار المساعي لخروج المسلحين من البلدة دون عمل عسكري لتجنيب منطقة النبع (داخلها) المزيد من الدمار".
غارات كثيفة
ذكرت مصادر وحسب تقارير إعلامية الخميس، أن طائرات روسية وسورية نفذت عشرات الغارات على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور (شرقي سوريا) مساء الأربعاء. وكان عشرة أشخاص قتلوا في غارة لطائرات النظام السوري على حي العمال" جنوبي مدينة دير الزور. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي أنه حقق تقدماً على حساب قوات النظام في دير الزور، كما واصل حصاره لمطار "تي فور" العسكري في ريف حمص، وأحبط مؤخرا هجوما لقوات النظام على جبل تياس القريب من المطار.
اشتباكات عنيفة
وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش الإرهابي في دير الزور منذ عدة أيام، حيث لجأ التنظيم إلى إشعال الإطارات وبراميل النفط للتشويش على حركة الطائرات الحربية السورية والروسية التي تشن غارات ضد أهداف للتنظيم بالمدينة.
محادثات أستانة
أعلن الطاغية السوري بشار الأسد أن أولوية محادثات أستانة المرتقبة الأسبوع المقبل بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة هي وقف إطلاق النار وذلك في مقابلة نشرت مقتطفات منها الخميس.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة يابانية تبث اليوم الجمعة ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على فيسبوك مقتطفات منها "أعتقد أنه سيركز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سوريا". وأضاف "ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي".
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله الخميس إنه تم توجيه الدعوة إلى الولاياتالمتحدة لحضور المحادثات بشأن الصراع السوري المقررة هذا الشهر في أستانة عاصمة قازاخستان.