يشرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، الحفل السادس لجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية الذي تقرر إقامته مساء الأربعاء 23 جمادى الآخرة، الموافق 22 مارس بالمدينةالمنورة. وقد منحت اللجنة العلمية المشرفة على جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية برئاسة الأستاذ الدكتور سعد الراشد، ومشاركة أعضائها:عبدالله الشهيل، ود. عبدالله العسيلان، ود. حمزة المزيني، ود. عبدالعزيز السبيل، وأمين عام الجائزة إياد أمين مدني؛ الجائزة هذا العام مناصفة بين د. عبدالرحمن الأنصاري، ود. سعد الصويان؛ تقديراً لمجمل أعمالهما، ومسيرتهما العلمية والبحثية الرائدة. وللدكتور عبدالرحمن الأنصاري دور رائد في التعريف بالتراث الحضاري للمملكة خاصة والجزيرة العربية عامة، وإشرافه على تأسيس الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، وإنشاء قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود، وعلى الحفائر الأثرية بموقع قرية الفاو عاصمة مملكة كندة، ومتابعته الحثيثة لتخريج جيل من الآثاريين السعوديين، ومشاركاته في العديد من المجالس والمراكز البحثية والتنظيمية داخل المملكة وخارجها. وللدكتور سعد الصويان، أستاذ علم الأنثروبولوجيا، دور بارز في تعزيز مكانة الدراسات الأنثروبولوجيا في المملكة، وتوثيق التراث المحكي، وجمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية، وكل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب ووسوم وديار وموارد ومعلومات إثنوغرافية، وتاريخ شفهي، وإشرافه ومشاركته في تأليف موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية التي صدرت عن دار الدائرة للنشر والتوثيق في 12 اثني عشر مجلدًا، التي تتناول جوانب الثقافة التقليدية في المملكة من الطب الشعبي والعطارة إلى الألعاب الشعبية إلى العمارة التقليدية والفلاحة والحرف اليدوية، والإبل والقنص، وكذلك عضويته في الجمعيات والمراكز العلمية والبحثية في حقل الاختصاص في داخل المملكة وخارجها. كما قررت اللجنة العلمية أيضاً، طرح الموضوعين التاليين لنيل الجائزة في مناسبتها التالية، وهما: البحر الأحمر في تاريخ وثقافة الجزيرة العربية من القرن11 إلى القرن 13 ه (17-19 م)، ودور المرأة في تاريخ الجزيرة العربية. وتشكل جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية رافدًا جديدًا من عشرات الروافد التي تهيئها المملكة لإثراء حركة الفكر والثقافة، وحفز البحث العلمي، وفتح آفاق الإبداع الأدبي والفني في المملكة وفي المنطقة. حيث تقدم الجائزة كل عامين، في الموعد الذي تحدده اللجنة العلمية المشرفة، في حفل عام، ويدعى إليه المهتمون بشؤون البحث العلمي والتاريخي من داخل المملكة وخارجها تحت رعاية شخصية عامة. وتخصيص جائزة ثقافية في مجال البحث في تاريخ الجزيرة العربية، ما هو إلا دعوة عملية إلى معرفة تاريخ وحضارة وتراث هذا الجزء من العالم العربي الذي هو بمثابة اللبنة الأساس في ذلك الكفاح الطويل الذي شهدته جميع الأقطار العربية. إذ تؤطر الجائزة أحداث الجزيرة العربية التي تعد منبتا من منابت البشرية، ومنبعا من منابع الفكر الإنساني، ومصدرا من مصادر اللغات والخطوط، ومهدا للأديان السماوية، وموئلا للإسلام، وأحداثا كان لها شأن كبير في تاريخ الشرق وأممه منذ فجر التاريخ، ومنذ أن أذن النبي ابراهيم عليه السلام بجانب البيت العتيق، فعلى أرضها أنشئت من قديم الزمان دول، وفي كنفها عاشت أقوام، وتحت سمائها ترعرعت حضارات وازدهرت مدنيات، ومنها انطلقت غزوات وفتوحات، وإليها اتجهت غزوات.