التقط الدكتور سعد الصويان -المولود في عنيزة عام -1944 في طفولته من فم راديو «لندن» اسم «الدراسة في أمريكا»، فمازح أهله قائلا «سأدرس في أمريكا». ولأن الوضعين الاجتماعي والاقتصادي مترديان في منطقة القصيم آنذاك، لم يكن الحلم سوى مزحة تتفكه بها العائلة، ولأنه أيضا لم يكن شغوفا بالدراسة فقد رسب في المرحلة الرابعة الابتدائية، لكنه قرر في المرحلة الثانوية أن يدرس جادا ليحصد المركز الرابع من العشرة الأوائل في المملكة، ويتحقق حلمه بالدراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1965. وابتعث الصويان لدراسة إدارة التعليم، لكنه اختار أن يغير تخصصه إلى علم الاجتماع الذي لم يتناول المجتمع الريفي ولكنه عنِيَ بالمجتمع الصناعي، فتخصص في الأنثروبولوجيا، ونال البكالوريوس في الاجتماع من جامعة شمال إلينوي عام 1971، ولم يتوقف عند ذلك بل استمر في ذات الجامعة ليحصد الماجستير في الأنثروبولوجيا عام 1974، ويحقق منتهى تحصيله العلمي بدرجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والفلكلور والدراسات الشرقية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 1982. وفي عام 1982، عيّن الصويان في جامعة الملك سعود على رتبة أستاذ مساعد، كما أشرف على متحف التراث الشعبي في كلية الأداب حتى عام 1984، ثم عيّن رئيساً للقسم حتى عام 1988، وحصل منحة من جامعة Erlangen-Nurnberg في ألمانيا لإجراء البحوث ومقابلة المتخصصين في الدراسات الشرقية، في عام 1987، ونشر الصويان عدداً من المشاريع العلمية، منها جمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية الذى موله مركز البحوث بكلية الأداب، جامعة الملك سعود، والذي تم فيه تسجيل مئات الساعات من تسجيل مقابلات شفهية مع المسنين من رواة البادية وجمع كل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب ووسوم وديار وموارد ومعلومات إثنوغرافية وتاريخ شفهي بين عامي 1983-1990. وأعير إلى دار الدائرة للنشر والتوثيق بين عامي 1991 و2002 مترئسا المشروع الوثائقي الملك عبدالعزيز آل سعود: سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية الذي صدر عن دار الدائرة للنشر والتوثيق في 20 مجلدا ضخما يقع كل منها في حدود 700 صفحة تحتوي على ملخصات عربية وافية لما لا يقل عن 50 ألف وثيقة تم جلب أصولها من الأرشيفات البريطانية والفرنسية والأمريكية كلها تتعلق بفترة حكم الملك عبدالعزيز آل سعود وتغطي الفترة التي تمتد من نهاية القرن التاسع عشر حتى نهاية عام 1953. وشارك في تلخيص وترجمة وصياغة هذه الوثائق عشرات المؤرخين والمتخصصين في اللغات الأجنبية، وعاد الصويان إلى طلابه في جامعة الملك سعود بعد أن تمت ترقيته إلى رتبة أستاذ عام 2003. كما أن الصويان في تلك الحقبة أشرف وترأس هيئة تحرير المشروع الوثائقي الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية الذي صدر عن دار الدائرة للنشر والتوثيق في 12 مجلدا يقع كل منها في حدود 500 صفحة يتناول كل مجلد منها جانبا من جوانب الثقافة التقليدية من الطب الشعبي والعطارة إلى الألعاب الشعبية إلى العمارة التقليدية إلى الفلاحة إلى الحرف اليدوية، وهكذا. وشارك في تأليف هذه المجلدات وكتابتها عشرات المتخصصين والأكاديميين والمهتمين بمختلف جوانب الثقافة الشعبية والحياة التقليدية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. كما شارك شخصيا في تأليف بعض المجلدات مثل مجلد الإبل ومجلد القنص والصيد. وألّف الصويان عددا من الكتب المهمة، منها: جمع المأثورات الشفهية، حداء الخيل، الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النص، فهرست الشعر النبطي، كما نشر كثيرا من الدراسات العلمية والمقالات في العديد من الصحف والمجلات العلمية التي تتجاوز 20 بحثا، وأثار إعلان الصويان عزمه بيع مكتبته بمبلغ تجاوز 3 ملايين ونصف، سخطاً بين المثقفين والمهتمين بالكتب.