أكد المترجم الفلسطيني العالمي صالح علماني الفائز بجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثامنة، في مجال جهود الأفراد، أن الجائزة باتت مشروعا ثقافيا عالميا بارزا ومهما، وعنوانا للثقافة العربية الإسلامية، وهدفا منشودا للمؤلفين والأدباء في مجال الترجمة، معربا عن سعادته الغامرة بنيل شرف الفوز بهذه الجائزة الرفيعة والمرموقة، التي جاءت متوجة لسنوات طويلة من العمل الثقافي والأدبي، الذي كرس فيه الجهد على ترجمة أعمال مهمة في الأدب اللاتيني إلى اللغة العربية. ونوه المترجم الفلسطيني علماني، في تصريح صحفي عقب تكريمه، بالعمل الكبير الذي تبذله أمانة الجائزة، في سبيل رصد الأعمال العربية في مجال الترجمة، لاسيما وأنه عمل شاق ويتطلب جهودا كبيرة، مشددا على أن الثقافة وجميع الأعمال والفنون المرتبطة بها تحتاج لمثل هذه الجوائز المرموقة، التي تبعث في نفس الحاصل عليها الفخر والاعتزاز بما قدمه طوال مسيرته العلمية والعملية، إلى جانب السعادة الغامرة بوجود كيانات ومؤسسات وجهات تقدر مثل هذه الجهود، التي تضيف للحراك الثقافي العربي بشكلٍ عام، وتثري القارئ العربي بالمعرفة، وتتيح له نوافذ على الثقافات الأخرى. وعد انضمامه إلى قائمة الفائزين بجائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة، وسام شرف له ولأسرته، ومفخرة يورثها لأبنائه وأحفاده، مؤكدا أن تتويجه بالجائزة شكل لديه حافزا استثنائيا لبذل المزيد من الجهد والمواصلة بالتزام ومثابرة على مشاريع التراجم، والتحرك باتجاه الأعمال الإبداعية في نفس المجال، ليظل جديرا بهذه الجائزة العالمية. وشدد على أن اقتران الجائزة باسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، ضاعف من قيمتها، ورسخ مكانتها عالميا، وجعل منها مشروعا ثقافيا رائدا، ومهد أمامها طريقا واسعا لتحقيق أهدافها في تعزيز الحوار البناء بين الثقافات والحضارات، وهو الأمر الذي يعود بالفائدة على الحركة الثقافية ذات العلاقة بالتراجم من وإلى اللغة العربية. ولفت المترجم الفلسطيني العالمي علماني الانتباه إلى ضرورة إيجاد وتفعيل خطة عربية شاملة، لضبط العمل في مجال الترجمة، وفق إستراتيجية مدروسة تلبي متطلبات مجتمعاتنا، وتعد رافدا مهما لثقافتنا الأصيلة، لاسيما وقد باتت الترجمة ضرورة حياتية في هذا العصر، الذي يعتمد بشكلٍ شبه كلي على التقنيات والوسائل الإلكترونية والاجتماعية الحديثة، أسهمت في تقارب المسافات وتضييق الهوة الثقافية والمعرفية بين الثقافات والشعوب، مشيرا إلى أهمية استفادة المكتبة العربية من الأعمال الفائزة بالجائزة، لإثراء وتلبية احتياجات الدارسين والباحثين المتخصصين من المراجع ومصادر المعرفة.