هل تختلف خريطة الدراما هذا العام عن السنوات الماضية؟ أم يستمر صراع المنتجين على نجوم ونجمات الصف الأول، ممن يستنزفون أكثر من نصف ميزانية الأعمال الدرامية، على حساب العناصر الأخرى، ويضعفون موقف الدراما المصرية في سباق المنافسة على استقطاب المشاهدين العرب، لصالح الدراما السورية والخليجية والمسلسلات التركية والمكسيكية المترجمة ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه خلال السطور التالية : في البداية يقول الناقد والسيناريست رفيق الصبان: إن أكبر خطأ، ارتكبه، وما زال يرتكبه عدد كبير من النجوم والنجمات، هو التعاقد على عمل دون وجود نص درامي، لان النجم هو الوحيد الذى يتحمل مسئولية النص سواء كان جيدا أم لا ، خاصة أن المسلسل يسوق باسمه. أما بالنسبة للمنتج فلا تقع عليه مسئولية لانه فقط أراد ان يتعاقد مع نجم ليبيع المسلسل باسمه ويحصل على قيمة ما أنفقه على العمل. ويضيف أنه فيما يتعلق بعودة النجوم فهذا امر طبيعي لدى بعض المنتجين الذين يعتمدون فقط على الأسماء الكبيرة، دون التركيز على ما يقدمه النجم، لكن هذا ليس معناه إخفاق الوجوه الشابة والدليل على ذلك إعجاب النقاد العام الماضي بمسلسلي "دوران شبرا"، و "المواطن اكس"، اللذين اعتمدا على نجوم ونجمات من الشباب، وحققا نجاحا كبيرا، مشيرا إلى أنه حتى في المسلسلات التى كان بها نجوم مثل مسلسل "الشوارع الخلفية" نجح بوجود وجوه شابة فيه. وقال الصبان: إن الأرقام الفلكية التي يحصل عليها النجوم هي أحد أسباب قيام ثورة الشباب الذي لا يعمل، والمسألة كلها بشكل عام تحولت الى تجارة من النوع الرخيص. أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن الوجوه الجديدة نجحت وتحولت الى نجوم يسعى المنتجون اليهم، لان نوعية الدراما التي قدموها كانت مكتوبة بشكل يلائم كل المشاركين في العمل، وهذا هو النجاح الحقيقي بعيدا عن وجود نصوص مفصلة على مقاس نجم بعينه. وتقول: إن عودة نجوم الدراما مرة أخرى الى الشاشة الهدف منه العائد المادي سواء للنجم أو للمنتج وطبيعي ان يقبل المنتج على نجوم تعود عليه بملايين الجنيهات، فمازال هناك نجوم مطلوبون تجاريا ومازالت الاعلانات جزءا أساسيا في ميزان العمل الدرامي، لذلك فإن أي مبلغ يطلبه النجم يرضخ له المنتج رغم انه من المفترض ان نحارب الأنماط القديمة، وهو صراع سيحسم في المستقبل لصالح الوجوه الشابة التى لا تعتمد على مسلسلات التفصيل، لكنها تعتمد على السيناريو والنص الجيد، خاصة بعد الثورة والدليل على ذلك ان نجوم ونجمات مثل غادة عبد الرازق ويحيى الفخراني طلبوا العمل مع مخرجين جدد. أما محمود عبد العزير فمعظم المشاركين معه في مسلسل "باب الخلق" من الشباب. واستطردت ماجدة قائلة : " أما فيما يتعلق بتعاقد المنتجين مع النجوم دون وجود نصوص درامية، فمن الواضح ان الانتاج الجديد يريد ان يتواجد فيقوم بعمل منظومة انتاج درامى مثل قنوات سي بى سي وهي قنوات لا نعرف رأسمالها ولا مصدر تمويلها. من جانبه، يؤكد المنتج حسام شعبان، المشرف على الانتاج بشركة "كينج توت" أن تعاقد الشركة مع النجمين مصطفى شعبان وعمرو سعد سببه وجود نصوص درامية قد تكون مناسبة لهما، مشيرا إلى أن فكرة التعاقد المبكر هي سياسة الشركة المتبعة منذ فترة، وقال : " نبدأ مبكرا وحتى لو لم يجد النجم الذى تعاقدنا معه ورقا يناسبه فسنبحث له عن ورق جيد حتى لو لم يلحق بالعرض في رمضان لاننا نريد ان نوجد سوقا دراميا جديدا بعيدا عن رمضان وكلها مشاريع قيد التحضير". أما عن أسباب ابتعادهم عن النجمين يحيى الفخراني ونور الشريف هذا العام، فقال : " رغم انه لا غنى عن هؤلاء النجوم إلا اننا نرى ان المستقبل للنجوم الشباب ونحن نقوم باعداد جيل جديد من الشباب وعليه ان يتحمل مسئولية عمل بأكمله، وأرى ان النجوم الشباب والوجوه الجديدة حققت نجاحا ونحن فى حاجة لمشاهدة وجوه جديدة ومواهب جديدة".