عبثاً يحاول المرء البحث عن الدراما اللبنانية على الشاشات الفضائية في رمضان. وعبثاً يحاول الناقد الفني شرح أسباب هذا الغياب. ومع هذا يُسجل لشاشة رمضان 2009 سطوع نجم الممثل اللبناني، حتى وإن تحقق ذلك من خلال «تغريبة درامية». أي من خلال اعمال عربية (مصرية او سورية او بدوية) لا اعمال لبنانية. صحيح ان وجود الممثل اللبناني في الدراما العربية ليس طارئاً. لكنّه لم يتجاوز في السنوات الاخيرة ساحة عارضات الأزياء والحسناوات اللواتي يتمتعن بجرأة زائدة، إذا استثنينا عملاً من هنا وآخر من هناك كان للممثل اللبناني فيهما ثقل ولم يكن مجرد شكل او كومبارس... تماماً كما حدث الموسم الماضي في مسلسل «اسمهان» الذي شارك فيه اثنان من ابرز الممثلين في لبنان: ورد الخال (برعت في دور والدة اسمهان «علياء المنذر») التي تعد من انشط ممثلات جيلها على رغم انها آتية أصلاً من عالم عرض الأزياء، وفادي ابراهيم (في دور الموسيقي فريد غصن) الذي جعله مسلسل «العاصفة تهب مرتين» في فترة سابقة النجم التلفزيوني الاول على شاشة بلده. اليوم يبدو ان هذه التجربة اثمرت. وها هي الدراما العربية تستعين وفي شكل أوسع بالممثل الممثل من لبنان لا الممثل الجسد، ما من شأنه ان يشكل حلاً ولو جزئياً لأزمة الفنان اللبناني الذي ملّ طرق ابواب المنتجين المحليين وشاشات التلفزيون من دون جدوى. وإذا كانت الفترة الماضية شرّعت أبواب الدراما العربية امام الجنس الناعم، فإن دورة هذا العام تستعين بنجوم مثل يوسف الخال في المسلسل السوري «الدوامة»، وعمار شلق في المسلسل المصري «ليالي» الذي تشارك فيه أيضاً من لبنان رولا شامية وماغي أبو غصن. اضافة الى مجدي مشموشي وفادي ابراهيم وسيرين عبدالنور في «الأدهم». كما تطل كارمن لبس في دور بديعة مصابني في «ابو ضحكة جنان»، إضافة الى نادين الراسي ومايا دياب في «كلام نسوان» ولاميتا فرنجية في المسلسل البدوي «جمر الغضا»، ومايا نصري ونادين نجيم في «رجال الحسم»... ويقيناً ان هذه التجربة قد تساهم في مضاعفة عدد الممثلين اللبنانيين في الدراما العربية التي تتجه اكثر فأكثر نحو الانتاجات المشتركة، ما يبرر الاستعانة بنجوم غير مستهلكين، ووجوه جديدة تعيد الشباب الى هذه الدراما التي استنفدت كل نجومها... خصوصاً ان أزمة الدراما اللبنانية لم تكن يوماً أزمة ممثل إنما أزمة نص لا يزال يعيش في غربة عن واقعه، الامر الذي يعزز المقولة التي تعتبر ان السينما مخرج والمسرح ممثل، فيما الدراما التلفزيونية نص جيد. إذاً، في انتظار النص الجيد والانتاج المناسب، لن يُحرم المشاهد اللبناني من نجوم بلاده على شاشة رمضان بل سيتابعهم في أعمال سيشاهدها آلاف من العرب من المحيط الى الخليج... علّ عجلة الدراما اللبنانية تتحرك يوماً.