هيَ لا تريدُ حنينها.. هي َ لا تريدُ الصبحَ في وجه الندى أو حزنَ قافيةٍ قديمة. هيَ لا تريدُ قصيدةً مسكونةً بدمِ الأساطيرِ التي زَيَّنْتَ خاتمها؛ لتسحرَ ما تشاء من النساءْ. هيّ لا تريدُ العطرَ يسبحُ في خيالكَ، فالتقطْ من حبِّهَا نفساً تقاسمَ شهوة الحجرَ اليمانيِّ المُشجَّرِ بالزمانِ وربَّما أشعلتَ أضحيةً بكأس العمرِ حتى كنتَ أبخرةَ الدخانْ. ولربَّما أثقلتَ زهركَ بالحنينْ. هيَ لا تريدكَ مثل زهرتها.. ومثل الأقحوانْ. هيَ إنْ أردتَ رحيقها، فاسكبْ مياهَ الأرضِ في دمها، ليشتعلَ المكانْ. وكنِ الصهيلَ.. كنِ المدى.. وكنِ الأنينْ. وكنِ اشتهاء الغيمِ في رئةِ السماءْ. ظلَّاً يُعانقُ ما يشاء من الحقولْ. مطراً يزقزقُ في الصباحِ ورِمْشَةً قبَّلتَ دمعتها.. حنينْ كنْ نومها، جسداً يُغَنِّي أمنياتِ الراحلينَ، وكأسها الصافي، وحلمَ الأنبياءِ كنِ الحقيقةَ والسماءْ وعلى حديقتها، فلا تكنِ المسافرَ، كالندى عنهَا..، ولا تكنِ المزاجيِّ الذي يهبُ الحياةَ قصيدةً مكتوبةً بندى المساءاتِ العنيدة. أو عازفاً يئستْ أغانيهِ القديمةِ من لقاءْ. كُنْ ما يريدُ الحبُّ من فنجانها..، كنْ ما تريدُ؛ لأنها لا تشتهي إلا الحياةْ. ** شاعر وفنان تشكيلي