عابثني نهار تمتد سطوره.. ليشب الفجر في القمم العوالي.. وأوراق تحكي عني.. ودوائر من أحزان.. وبقايا نجم يحترق.. وقوس النسيان.. وألم احتياجك.. وعدم وجودك. لقد أعلنت الحداد على قلمي.. ومحوت معالم الفرح.. وأسدلت ستار الوحدة.. وحين حانت الذكرى.. فتحت نافذة من دفء الماضي.. ليعيد الزرقة إلى نهاراتي الشهيدة.. وألمم صوتي الواهي داخل قصيدة.. وأراقب وجهي المنقوش من تعب المساءات الحزينة.. ومرارة تعلو في صدري المغموس في قافية انكساراتي.. وآهة قطفت من أقحوان الشعر.. أرأيت كيف انكسرت كما السراب على سفوح الأمسيات !! أرأيت وجع الكلمات تراكم فوق سطور الليلة الصماء !! أرأيت مكامن ألمي فغرست ورداً في أنفاس العذاب !! لقد جئت وحدي أنتدب من ملامحك ظلاً.. وحدي أسافر في صبا الأحزان.. وحدي أطلق أشرعتي في فضاء الكون.. وأقتبس ورد مصباحي.. وأوراقي.. وأغنيتي..وصوتي.. وأنت ساقيتي ومحرقتي وبيتي.. وأنت أرضي قبل أن يموت في عروقها الهوى.. ويبرد النهار ويضيع وجهك القديم.. ويتوه صوتي في حدائق السؤال.. وتهفو المعاني إلى عيني المرهقة.. وترحل في الأفاق بغير كلام وغير جواب غير سؤال.. هل سأراك حينما يشتد بك الحزن.. ثم يشتد بك الشوق.. أم تشرع الحنين في عراء أضلعي.. ومن قصيدتي المتعبة يخرج ألف استفهام يهدهد هذياني على ساقية العتاب.. الريتاج