في مشتهى رملٍ حزينٍ لم أجدْ نَفَسَاً يُخبئ ما يشاءُ العطرُ في رئتي.. ولم يجدِ الكلامُ صدىً، ولم تجدِ الرِّياح..، المشتهى هذي ظِلالُ الوقتِ ذكرى مسَّهَا قبسٌ، وذكرى تسهرُ الأحزان فيها. وندىً يطيلُ غيابها؛ كي نستريح على الرمالْ كالذكرياتِ الساهراتِ على الحكاية والندى موتى وأحلامٌ تمزقها المساءاتُ القديمهْ وهناك حيث سنابلُ الموتى وأسوارُ الزمانِ أعودُ منسياً يحاصرني دمي.. حلمٌ وذكرى.. بعض أشكال الغيابْ ظلّي يحاصر بعضهُ والذكرياتُ الواقفاتُ على سهولِ الحبَّ تُنْسَى وخطايَ في عُمْرِ البساتين التي عَشِقَتْ حذائي ذاتَ يومٍ لم تزلْ عُمْراً نَسِيَ التوجه للقيامةِ مثلما نَسِيَتْ ملاحمنا الأماني.. لم نزلْ، كحديقةٍ منسيةٍ في شارعِ الكلماتِ يعبرنا الحنينُ إلى الرجوعِ مجدداً.. كقصيدةٍ نُسِيَتْ ملامحنا فتاه بها المكانْ وكعشبةٍ نَبَتَتْ بعيداً عن خطاها..، شَعْرِ امرأةٍ نسي التألق حين عانقه الغبارْ. «كنّا» نلونُ ما نشاء من الزمانْ وحدي أنيسُ الريح أمشي دونما شفقٍ يظلل مشتهايَ وغربتي وعلى أنيني كل حبٍّ صافحَ اللغةَ القديمهْ فتشتُ عنها لم أجدْ إلا صدىً تعبت مواجعه، وعُمْرَا تعبَ الرحيلُ من الخطى قدمايَ تُبحر في أنين الراحلينْ متوجعاً، كالذكريات الساهراتِ على مودتها. الأرضُ سيدةٌ مقدسةُ بماء الوردِ والشجراتْ حملت خطايَ على خطاها. كانت ملامحها تغنِّي خلفَ ظلِّ شُجَيْرَةٍ نُسِتْ هي الأخرى فتاه بها الزمانْ. خطوي بعيدٌ والرحيلُ على اشتهاءِ الوقتِ يُنسى. جسدٌ حبيسُ الذكرياتِ بكوكبٍ ضيعتُ كلَّ حروفهِ العجلى، فماتَ كما الدخانْ. أبدٌ يقاومُ وجهَ شيءٍ ما وحكايةٌ نَسَجَتْ روايتها..، وماءٌ أشبعَ الغيماتِ في وقتِ الظهيره. وخطىً على إيقاعها يمشي الزمانْ لا مشهدٌ إلا«كَ» يا قدراً ترتلَ في المكانِ ولا مدىً يمشي؛ ليحضن زهرةً ودَّعْتَهَا وبلا مكانٍ، فاشِعلْ القبسا. وارفعْ ذراعكَ ما استطعتَ ولا تودعها مَغِيْبَا. وكنِ المساماتِ التي في الغيب تُمْطِرْ. ريحاً تسافرُ خلف غيمتها الغريبةِ، والشجرْ فلربَّما كانت على كل الصحاري نسمةٌ تشتاقُ ظلَّ الماء في وقت الظهيره سرْ أيّها التعبُ المفدى في انحناءِ الوقتِ وامشِ حافيَ القدمين كالأمواج، إذ تتراقصُ اللحظاتُ فيها.. واقتبسْ من نورها جرْسا. وكنِ المؤذن ساعة الميلاد للرمل المسافر مثل يومٍ ساجدٍ لجلالة مفقودةٍ في عشبةٍ ملأت حكايا الخاطئينْ.