نبه خبير في أمن المعلومات، إلى أن تزايد عدد أجهزة انترنت الأشياء سيخلق بيئة من الهجمات الإلكترونية لا يمكن السيطرة عليها، ويجعل مستخدمي الإنترنت المنزليين أكثر عرضة للاختراق، وذلك بسبب الثغرات الأمنية المرتكزة على بروتوكولات الإنترنت مثل الكاميرات، وأجهزة التلفاز الذكية والثلاجات وغيرها، حيث تعتبر هذه الأجهزة الأكثر استهدافاً لهجوم الروبوتات. وأوضح بيتر تران المدير العام والمسؤول الأول للأمن السيبراني والدفاع حول العالم لإحدى أهم الشركات، أن بروز إنترنت الأشياء كبيئة ناشئة أدى لحدوث هجمات إلكترونية من المتسللين ومجرمي الإنترنت من داخل البلاد وخارجها، والاستفادة من الطبيعة الهشة للأجهزة المتصلة بالإنترنت، متوقعاً أن يرتفع عدد أجهزة إنترنت الأشياء التي تتراوح بين أجهزة مراقبة الأطفال في المنزل ومجموعة أجهزة تسجيل الفيديو الرقمية، في عام 2020 إلى أكثر من 50 مليار جهاز، مما يضاعف عدد أجهزة إنترنت الأشياء للشخص الواحد إلى 6.6 جهاز. وقال تران: إنه يوجد حالياً نحو 22.9 مليار جهاز تابع لإنترنت الأشياء على شبكة الانترنت يستخدمها جميع سكان الأرض الذين يبلغ عددهم نحو 7.1 مليار نسمة، بواقع 3.2 جهاز للشخص الواحد، وفي أسرة متوسطة العدد مكونة من أربعة أشخاص، يصل مجموع أجهزة إنترنت الأشياء في البيت الواحد إلى 13 جهازاً لدى الأسرة الواحدة على مستوى العالم. يجب اختيار مصنّع تلك الأجهزة بعناية قبل شراء التقنيات القائمة على إنترنت الأشياء وأضاف: إن ارتفاع عدد أجهزة انترنت الأشياء سيضيف طبقات متعددة من التعقيدات الأمنية، ليس فقط لناقلات الهجمات المتطفلة على الأنظمة التي تعتمد شبكة الإنترنت العالمية، بل ستعمل أيضاً على فتح المجال أمام خلق المزيد من وسائل الهجمات التخريبية والهدامة. واعتبر الخبير الأمني، أن أكبر مشكلة تواجه معظم أجهزة إنترنت الأشياء تكمن في عدم وجود طريقة سهلة للتحديث أو لزيادة أمنها، ومع زيادة أعداد هذه الأجهزة لأكثر من الضعف في السنوات القليلة المقبلة، يجب أن يكون هناك تغيير جذري في كيفية الاهتمام بالنواحي الأمنية عند تصميم الأجهزة، فضلا عن التحول في عقلية الأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة في استخدامها. وحول الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية أجهزة انترنت الأشياء من الهجمات، حث تران المستهلكين والشركات على اتخاذ خطوات عدة لتجنب الاختراقات المستقبلية التي تستهدف أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة بالإنترنت، حيث يتوجب اختيار مصنّع تلك الأجهزة بعناية قبل شراء التقنيات القائمة على إنترنت الأشياء. وشدد على أنه يجب على المصنعين الالتزام بشكل واضح بتوفير التحديثات كجزء من برنامج تحليل البيانات والإطلاق الرسمي للمنتجات، كما أنه ينبغي على الشركات أيضا تقييم والموافقة على اتفاقيات معينة لمستوى الخدمة وأهدافها مع الموزعين لضمان تحديد المسؤوليات بوضوح، مطالباً المستخدمين بأن يكونوا على علم بأن أجهزة إنترنت الأشياء في الواقع ما هي إلا أجهزة كمبيوتر، وبالتالي فهي ترث نقاط الضعف والمخاطر نفسها، وتتطلب الرصد والكشف والاستجابة.