إنه سيناريو كأنه مأخوذ من إحدى روايات ستيفن كينج، الروائي المتخصص في قصص الرعب: سائق ينطلق على طول طريق سريع مزدحم يجد فجأة سيارته يتم الاستيلاء عليها من قِبل قوة خارجية. أولًا يتم الاستيلاء فقط على الراديو، ثم المسَّاحات، ثم يتصرف مكيف الهواء على نحو عشوائي. ثم – في الوقت الذي تنقضُّ فيه نحوك شاحنة ب18 عجلة بسرعة عالية – يتوقف ناقل الحركة. كل هذا حدث فعلًا في الفترة الأخيرة مع اندي جرينبرج، الصحفي في مجلة «وايرد»، عندما وافق على السماح لاثنين من قراصنة الكمبيوتر بالعمل على متن سيارة الجيب المتصلة بالإنترنت التي كان يقودها.. هذان الشخصان، وهما تشارلي ميلر وكريس فالاسيك، كانا يقومان بإجراء بحث تموّله الحكومة في أمن أنظمة السيارات الذكية. وقد تمكّنا من السيطرة على سيارة الجيب من على بعد 10 أميال. وكانت بعض السيارات البالغ عددها 471 ألف سيارة على الطريق عُرضة لمثل هذه الهجمات، حسب تقديرهما.. تجربتهما ينبغي أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ بالنسبة لشركات صناعة السيارات - وللجميع. لا شك في أن القارئ لاحظ أنه يجري ملء الأشياء اليومية أكثر وأكثر بأجهزة الاستشعار والاتصال بالإنترنت.. بحلول عام 2020، قد يكون هناك 50 مليار جهاز مثل هذه الأجهزة موصولة عبر الإنترنت. هذه الظاهرة، والمعروفة باسم إنترنت الأشياء، تَعِد بتحقيق كل أنواع الفوائد للشركات والمستهلكين على حد سواء. ولكن كثيرًا من الشركات المصنعة المعنية لديها خبرة قليلة بالأمن الرقمي، وعدد قليل من الزبائن يعرفون كيفية حماية سياراتهم (أو فرشاة أسنانهم) بشكل صحيح من القرصنة الخبيثة. ونتيجة لذلك، تم بالفعل اختراق أشياء مألوفة مثل أجهزة مراقبة الأطفال، وأقفال الغرف والأجهزة الطبية. يجب على المصنّعين أن يتوقعوا استمرار هذا الاتجاه، والإعداد له من أجل معرفة نقاط ضعفها قبل تطويرها. وهذا يعني جعل الأمن السيبراني شيئًا أكثر من فكرة طارئة عند تصميم منتجات جديدة.. وهذا يعني أيضا الصراحة مع المستهلكين حول ما تفعله تلك المنتجات بالضبط وما تقوم بمشاركته عبر الإنترنت. أما بالنسبة لشركات صناعة السيارات، فقد كانت مواطن ضعفها واضحة منذ سنوات. وقد ألحّ الكونجرس عليهم حول هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أنها بدأت بتشكيل مجموعة لتجميع بيانات الأمن السيبراني، تُدعى أوتو إيزاك، هناك الكثير مما يمكنهم القيام به. بداية، يجدر بهم أن يعملوا على تعزيز التكنولوجيا التي تستطيع اكتشاف المتطفلين الرقميين، وأن تبدأ بصورةٍ آليةٍ في إصدار تحديثات أمنية لبرامجها. لكن ما هو أهم من ذلك هو أنه ينبغي لها أن تضمن أن الأجزاء الحساسة في السيارة، مثل الكوابح وأنظمة التوجيه، تكون معزولة عن المكوّنات التي يمكن للقراصنة اختراقها.. كذلك يجدر بها أن توسّع من استخدام الباحثين الأمنيين الخارجيين - على سبيل المثال من خلال عرض مكافآت للقراصنة الذين يستطيعون العثور على نقاط ضعف في السيارة. ومن الممكن أيضًا أن يستفيد المستهلكون من نظام لتقييم تقدّم الشركات، وهو أمر يقترحه مشروع قانون معروض الآن أمام الكونجرس، حتى يتمكن المستهلكون من معرفة الشركات التي تأخذ الأمن السيبراني على محمل الجد. وكانت شركات صناعة السيارات تتنافس دائمًا بخصوص السلامة.. لكنها بحاجة الآن إلى توسيع مفهومها للسلامة، بحيث يشمل العصر الرقمي. مواطن ضعف شركات صناعة السيارات كانت واضحة منذ سنوات