اختلط الحابل بالنابل في وسطنا الرياضي فالساحة الرياضية تعبت من ردة الفعل المبالغ فيها.. حتى أصبح الصواب خطأ.. والعكس صحيحا.. فلم يعد بإمكان أي ما كان معرفة الصواب من الخطأ. بسبب معرفته لردة الفعل المخطط لها من جانب.. والعشوائية من جانب آخر.. فضاعت الهيبة والمصداقية..!! ¿¿ الوسط الرياضي ملأ الدنيا ضجيجا في قضايا هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما ترك الحبل على الغارب في قضايا مصيرية ترسم المستقبل. ¿¿ ما يتداوله الوسط الرياضي وصل لحد الخرافات والافتراء والتدليس وبعضه يدخل في خانة التضليل والتزوير وهذا ثبت بالدليل القاطع، فالنقد الرياضي الذي يجعل من الحبة قبة والمنتعش في القضايا الصغيرة وسلق البيض، غائب عن كواليس الحراك في القضايا الكبيرة، وكله يستند في نقده بناء على أهواء شخصية والجميع مستعد لتجاهل المهنية والموضوعية في نقده، لمجرد نصرة صديق أو النيل ممن هو ضدهم. ¿¿ هي الحقيقة شئنا ام أبينا.. من لبسوا ثوب المظلومية هم الأكثر استفادة.. ومن لبسوا ثوب الدلال في وسائل الإعلام هم الأكثر قسوة. ¿¿ الوسط الرياضي الذي هو من المفترض ساحة لنبذ الخلافات ودعوة للتقارب، حاد عن جادة الطريق ولم يعد كما كان في الماضي، وأصبح بحاجة لاقتباس المقولة السياسية «في السياسة ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم، فالمصالح تتصالح»، لكننا كنقاد رياضيين على العكس تماما فالصديق على صواب دائم وندافع عنه باستماتة بعيدا عن الحيادية والموضوعية والمصلحة العامة، مهما اتخذ من قرارات خاطئة، والعكس صحيح فالمعارضة على خطأ دائما مهما حالفها الصواب وحققت من انجازات واتخذت من قرارات صائبة. ¿¿ «المعارضة والموالاة» ان جاز استخدام هذا المصطلح السياسي في الوسط الرياضي، بحاجة لوقفة مع النفس وبحاجة للدخول في تحد مع الذات من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة وكشف حالة السواد السائدة في وسطنا الرياضي. ¿¿ نحن بحاجة لخلق ثقافة جديدة في هذا المضمار، لا سيما أن ثقافة «الغاب» في ردة الفعل ساهمت في خلق أجواء ملوثة في الوسط الرياضي امتدت لتشمل سلبيات اجتماعية لم تكن موجودة في الحقل الرياضي سابقا. ¿¿ من مصلحة الرياضة السعودية تعميم هذه الثقافة.. رغم التيار المعاكس لها في وسائل إعلامية شخصية أو جماعية لها.. فهناك من يصر على تصدير ثقافة الانفعال والردح والتدليس تجاه كل قرار حتى لو كان صائبا.. ليطل السؤال برأسه.. لمصلحة من وإلى متى..؟! ¿¿ نحن بحاجة لتشجيع تلك الثقافة وبحاجة إلى حرية مسؤولة لردة الفعل.. دون تأجيج الساحة الرياضية ودغدغة مشاعر الجماهير بالميول. ¿¿ الرياضة لغة التسامح والتقارب بين الشعوب.. لكن النقاد حولوها للغة التباغض والتباعد، فنحن بحاجة لمسئول يتصدى للمشهد برمته ويكون بمقدوره اعادة العربة الى القضبان لتسير بنا نحو الهدف المنشود، والعودة لنشر المحبة والتسامح والموضوعية والحياد في الوسط الرياضي الذي من المفترض أن يكون قاعدة وليس استثناء كما هو حادث الآن.