بعد دخولنا معترك جولة الإياب المصيرية في دوري جميل 4 لكرة القدم، اختلفت منافساتها عما قبلها.. وباتت النزاعات تصب في مجرى واحد.. ولم تعد أنصاف الحلول مجدية مع مصير ومستقبل الاياب الحاسم.. وهذا يتطلب الحذر الشديد والإحساس بالمسؤولية أكثر، خاصة أن الصراعات ستكون حبلى بالأسرار والتقلبات.. والخفايا والمفاجآت.. والابتسامات والدموع. ¿ وهذا المشهد الجديد والحاسم سيطرح تغييرات ومعطيات وإملاءات على فرق الصدارة وربما يثقل كاهل الغالبية ويقلب موازين كراسي الزعامة المتحولة والمتحركة وسيكون المشهد اشبه بسباق التتابع (البدل) بحيث يقوم العداء الاول بتسليم العصا إلى العداء الثاني وهكذا دواليك.. أما العالقون في حراك القاع المتسارع فلن يكونوا مستسلمين وربما يعكسون تغييرات جديدة وغير متوقعة تكسر الاجواء السابقة الملبدة وتفرض موازين قوى جديدة وجاءت نتائج منافسات الجولة (15) متوقعة وهذه أهم وأبرز عناوين الجولة. ¿ قدم فريق الاتفاق شوطا نموذجيا أحرج فيه مضيفه النصر.. وجسّد تكامله وبراعته وامتلاكه أسباب القوة والتوازن والاستقرار، لكن كان ينقص فارس الدهناء نهاية الهجمة.. فيما انتاب النصر التردد والارتباك واتسم الاداء بالتوتر والتسرع لكنه تحول (180) درجة في الشوط الثاني وقلب الطاولة رأساً على عقب.. وتسيد العالمي وسيطر واستحوذ وتوج حسن الراهب السيادة بهدفين نظيفين، وأكد النصر أن الشمس لن تغيب عنه. ¿ واصل فريق الهلال تمسكه بالصدارة واكتسح فريق التعاون (2/4) بأداء رائع ومبهر وخلص الزعيم المباراة منذ الدقيقة (22) بعد أن قصف السكري بثلاثة أهداف متوالية ووقف كالشجرة الباسقة التي تفرد أغصانها.. بالمقابل قدم السكري مباراة سيئة وأظهر انخفاضاً وتدني في الاداء وكان دفاعه مكشوفاً ومتعرياً وحارسه مهزوزاً وسط بحر متلاطم وعاصف وغير مستقر. ¿ ولا أجد مبرراً لتواضع وتقلب اداء فريق الاهلي غير المبرر واهتزاز توازن اللاعبين وعجزهم في حسم فوزهم على فريق الفتح (آخر فرق الدوري) إلا بطلوع الروح ولم ينج إلا في الدقائق الاخيرة بحل العقدة وخطف الفوز بهدفي علي العواجي فيما مازال وضع فريق الفتح يتأزم من جولة إلى اخرى دون بصيص افق لتحسين الاوضاع، خاصة أن طريق النموذجي لم يكن مفروشاً بالورد لأن جميع فرق أطراف القاع مُهددة وتبذل المستحيل لتحسين أوضاعها. ¿ وجاء الشوط الاول من لقاء الفيصلي والقادسية متوتراً شابه الحذر والاستراتيجية الدفاعية المشتركة وانتهى (1/1) ونشط الفيصلي في الشوط الثاني بالروح والعطاء وسرعة التحرك وتوسيع مساحة الانتشار، وأضاف هدفين ايضاً، فيما اثار فريق القادسية جدلاً وحرجاً بعد خسارته (3/2)، التي أزّمت حظوظه وهبط من التاسع إلى العاشر. ¿ واستعاد فريق الشباب صحوته ونفض غبار الازمة العابرة وأزال الكابوس الأليم، الذي لازمه مؤخرا وحقق فوزا ناصعاً على فريق الباطن (1/3) وقدم عرضاً مقنعاً فاق الطموحات.. فيما لن استخدم أنا كلمات ضبابية أغش من خلالها الباطن وأجعل من الاسود رمادياً، بل أود أن أُصارحه بالقول: حالة الفريق لم تتحسن وهي انعكاسة للتردي والخنوع الحاصل.. ووجود ثقوب واضحة في بنية الفريق وانعدام الحماس وتواضع الأداء الجماعي. ¿ وها هو فريق الوحدة يسترد استقراره وهيبته ويرفع عقيرته في وجه الرائد فينسف الظنون والتوقعات ويقدم درساً بليغاً في العزم والتصميم ويقلب الموازين ويحول نتيجة تقدم الرائد بهدف إلى فوز ثمين (1/2) وصُدمت برائد التحدي وبعروضه المتعثرة والعقيمة.. ولمسنا في صفوفه فوضى في جماعية الاداء بسبب غياب المعايير وخلل المكاييل... وإلى اللقاء.