قاموس كرة القدم يختلف عن القاموس والبروتوكول الدولي الذي ينص على التقيد بنظام المراسم بدقة.. والدخول بموكب رسمي من بوابات محددة والاستقبال وفق آليات وترتيبات واضحة ومتبعة.. بينما القاموس الدولي لمراسم كرة القدم يقتضي الدخول بالخداع والمكر والمهارة واختراق الدفاعات والحواجز عنوة ومن كل الاتجاهات دون استئذان.. وبتحريض جماهيري كبير على انتزاع الفوز بالقوة والحيلة.. والحوار لا يتم بالكلام والنقاش والتفاهم.. إنما بالأقدام والأجسام وبالاعتماد على القوة واللياقة والرشاقة. ¿ ويبدو أن نادي الاتحاد اقترب من كسب الرهان والتحدي وسيجبر الفيفا على سحب قرار العقوبة المتسرع بحق فريقه بعد أن اثبت مصداقيته وبراءته بسداد المطلوب وسيتراجع الفيفا عن قراره في غضون اليومين المقبلين وهذا يكشف عشوائية لجنة شؤون اللاعبين في الفيفا ويؤكد أن قاموسها يتواءم مع قاموس كرة القدم.. وهذه أبرز عناوين الجولة (14) من دوري جميل. ¿ رسخ فريق الاتحاد حضوره كمتصدر لدوري جميل للأسبوع الثاني على التوالي واستمر نهوضه وفرض هيبته ورسّخ بسمة الامل والتفاؤل على وجوه جماهيره الكبيرة وكسب رائد التحدي (2/3) بعد مباراة عاصفة ومثيرة وسطر صفحة ناصعة توجها بأداء مبدع ومقنع وواصل تعلقه بحبال الصدارة.. كما قدم الرائد عرضا قويا وتقدم بهدفين لهدف لكن خبرة لاعبي العميد وفي وقت متأخر حسمت النتيجة. ¿ وخسر الوحدة ايضا مع مدربه الجديد عادل عبدالرحمن أمام التعاون (1/3) وفشل في تحقيق الفوز في آخر سبع مباريات وتحول حلم الربيع الاخضر لفرسان مكة إلى ظلام دامس وبقي في المقعد قبل الاخير ب(10) نقاط ملوما محسورا لأنه أكثر الفرق خسارة (10) هزائم وأكثرهم في تلقي الاهداف (19) هدفا وهناك ثقوب كبيرة في بنية الفريق.. فيما استحق التعاون الفوز بجدارة ورفع رصيده إلى (18) نقطة وظهر كفريق متكامل انتاجا واداء وبات يتطلع لتحسين مركزه لاحقا. ¿ وفريق الاهلي أدى دوره ببراعة وعكس وضعه كحامل لقب الدوري واكتسح فريق الاتفاق (1/4) وبات يشكل خزانا يزيد من اشتعال أجواء الصدارة.. أما الاتفاق فمازال مستواه الحالي في تقلب وعدم استقرار.. ولم يفز في آخر أربع مباريات حيث تعادل مرتين أمام الشباب والقادسية.. وخسر مرتين أمام الاتحاد وأخيرا أمام الاهلي.. وأمامه مباراة قادمة وصعبة الاحد المقبل أمام النصر في الرياض. ¿ وتأرجح اداء فريق الخليج على نحو لا يسر.. ولابد من فرض الاستقرار والتوازن ثم النهوض نحو الاعلى.. وتلافي الوقوع في أخطاء قاتلة.. والدانة تقدم على الفيصلي بهدف آل سالم.. ولما تراخى في الشوط الثاني عادله الفيصلي بهدف ايفيرالدو.. والخليج مازال يتخبط في سباق محموم بين قوى أطراف القاع الذي يشتعل والخوف من تبعات التخبط.. والفيصلي مازال يغوص في أخطاء قاتلة ومهمته لن تكون سهلة إذا واصل الانحدار على هذا المنوال. ¿ وكانت فرص فوز الهلال متاحة وراجحة للتغلب على فريق الباطن للفارق الفني والفردي والجماعي ورغم طرد ادواردو منتصف الشوط الاول إلا أن السيادة بقيت هلالية فالتقط الفرص وسجل هدفين نظيفين فيما ظهر الباطن مترددا وعالقا بين سندان سوء الاداء الجماعي.. ومطرقة الزعيم التي لا ترحم ولعب الباطن بالطريقة الشامية وفرطوا في كل الفرص لأنهم يحترمون المثل القائل: (من يعرف حده.. يقف عنده). ¿ وفريق القادسية واصل صحوته ولم يخسر في الاسابيع الاربعة الاخيرة ففاز على الوحدة والرائد وتعادل مع الاتفاق والفتح وهذا يشير إلى تبدل دور وعطاء الفريق نحو الافضل والتحول الجذري لمستواه الفني فيما أوقعنا فريق الشباب في حيرة لتقلب وتغيّر مستوى أدائه ويكفي أن نقول إنه لم يحقق الفوز في آخر اربع مباريات وهذا يقلص فرصه في المنافسة على الصدارة. ¿ وفريق النصر كسب الرهان والتحدي رغم النقص إلا أنه جسّد مقولة (النصر بمن حضر) وواصل عروضه القوية وهزم فريق الفتح (2 /1) بعد أن قلب النتيجة بعد تقدم النموذجي بهدف مبكر بالمقابل لا أحد يستطيع تشخيص حالة الفتح الراهنة والمتقلبة خاصة وأنه مازال يعيش مرحلة حساسة وحرجة وإدارة النادي تدرك خطورة الوضع وهي قادرة على إزالة هذا الكابوس الأليم... وإلى اللقاء.