فاحت من معارك الجولة الثانية لدوري جميل 4 في كرة القدم رائحة توزيع الطعنات والضمادات ونالت من الأندية القوية، فالاتفاق والباطن اسقطا على ملعبيهما النصر والشباب، فيما واصل ثلاثي الصدارة الاهلي والهلال والاتحاد الفتك بالأندية الاضعف.. وأندية المنطقة الشرقية خسرت في الجولة الأولى ماعدا القادسية المتعادل.. وعدّلت مسارها في الجولة الثانية ففاز الاتفاق والباطن وتعادل القادسية مرة اخرى وخسر الفتح والخليج مرتين. اعتقد أن غالبية الفرق تجتاز حقبة ضبابية غامضة ومتقلبة وتتمسك بخرائط متصدعة أفرزتها عبثية بعض معسكرات الاعداد، لكن فترة توقف الدوري الحالية (26) يوماً بسبب استحقاقات المنتخب السعودي في خوض التصفيات التأهيلية لمونديال روسيا (2018) ونهائيات كأس أمم آسيا في استراليا (2017) وماعلينا إلا الصبر والانتظار لأنه أفضل مستشار.. كما أن الوقت هو أنجع الاطباء وأكثرهم أهمية.. ووحده الوقت يستطيع التمييز بين النجاح والفشل ونستعرض أبرز عناوين الجولة الثانية من دوري جميل. بسرعة فائقة وخلال أسبوع واحد استعاد الاتفاق نهجه القوي والمنظم، واسترد هيبته ووقاره بعرض رائع ومبدع وفاز على فريق النصر، أحد الفرق الكبيرة والمرشحة للصدارة، بهدف مقابل لا شيء، ونجح التكتيك الصلب والمتوازن في احباط جميع المحاولات النصراوية لتعديل النتيجة، وأهم المهم أن فارس الدهناء أثبت وجوده بين فرق الكبار كفريق متكامل وقادم بعد فترة التوقف لقطف النجاح، بالمقابل حشد النصر كل قواه وقدراته وضغط في الشوط الثاني بشدة وباءت محاولاته بالفشل لافتقادها إلى النهاية السليمة. ولم تثمر التحذيرات التي قلناها لفريق الخليج.. ومازال يكرر نفس الاخطاء السابقة وهذا التقلب في المستوى ينذر بقلق مخيف، وطالبناه غير مرة بصنع وتحضير خيار مُرضٍ ومقبول عند الزنقة.. ولم نطالبه بتقديم (مخلّل خيار) وبعد تعرضه للخسارة الثانية أمام الاتحاد (2/3) عليه الصمود والثبات في وجه العواصف، وإذا صعب عليك الفوز ابحث عن التعادل أمام الكبار.. والاتحاد تفوق بالارادة والطموحات وحقق فوزه الثاني. وخسارة الفتح على أرضه (0/1) أمام الاهلي بطل الدوري جاءت مقبولة من حيث النتيجة والصمود، لكن يبدو أن فتح الموسم الماضي يختلف عن حال فتح الآن بعد أن مُني بأول خسارتين، وهناك نظرية في علم التدريب تقول: (حارب خصمك القوي بالسلاح الذي يخشاه هو.. ويضعفه.. وليس بالسلاح الذي تخشاه أنت)، بالمقابل اكتفى الاهلي بهدف الفوز المبكر وحافظ عليه وتمسك بنهج السلامة لعدم شعوره بخطر يهدده. وجاءت هزيمة الشباب من الباطن (0/1) محتملة؛ لأن ظروف الليث المالية والنفسية تتراوح بين الصعب والمستحيل، والفريق يعاني من ثغرات اضافة لوجود لاعب اجنبي واحد الجزائري بن يطو ووجود المدرب سامي الجابر خلف فريق الشباب لا يكفي ولابد من إزالة الاعباء والضغوط وتوفير فرص ثمينة لتحقيق الآمال والطموحات، أما فريق الباطن فهو متحمس ومجتهد ونشط ويتحلى لاعبوه بالروح القتالية العالية، والباطن معتاد على أرضية ملعبه العشب الصناعي. ويبقى الهلال من أكثر فرق جميل توازناً واستقراراً بعد تحقيق فوزه الثاني على فريق التعاون في بريدة (0/2) وزادت ثاني هزيمة للسكري من قلق وغليان محبيه.. وللأمانة أبلى التعاون بلاء حسناً وشاطر الزعيم في الاداء والاستحواذ والمستوى في الشوط الاول، لكن كان حِملُ الزعيم في الشوط الثاني أثقل من تحمّل السكري وتساهل الحكم الحنفوش مع اخطاء بعض لاعبي الهلال وتغاضى عن طرد الجحفلي وعن خشونته المتعمدة مرتين. مرة ثانية بلع القادسية التعادل أمام الفيصلي (1/1) بالخبر تحت حرارة عالية ورطوبة شديدة، وبذل لاعبو الفيصلي جهداً فوق طاقتهم واعتبروا التعادل فوزاً، بالمقابل لم يُقدم القادسية المستوى المتوقع وأود أن أقول للاعبيه ومن الآخر (مصير نادي القادسية معلق بين أقدامكم مع مباريات مرحلة الذهاب.. وأنتم مطالبون بحصد أكبر قدر من النقاط، كي لا يتكرر مشهد اواخر الموسم الفائت وليس كل مرة تسلم الجرة). وألحق الرائد بالوحدة خسارة مؤلمة (1/3) استحقها الوحدة الذي لعب اسوأ مبارياته وعانى من تفكك دفاعه وضعف حارسه السديري الذي تسبب بهدفي سعيد المولد، وخلّفت الهزيمة جروحاً ومخاوف على أجواء الوحدة، وبالمقابل عزز الفوز من جبروت الرائد وجعله يرفل بالأمان مبكراً بعد أن عودنا على اهتزاز ركائزه في المواسم الماضية، وأضاء نجم الرائد الجديد سعيد المولد ومن أول مشاركة طريق فريقه وسجل هدفين وكان نجم المباراة.. وإلى اللقاء.