تحل علينا الذكرى السنوية الثانية لتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم ونحن في وضع مختلف مقارنة بمنطقتنا المحيطة فالحروب والنزاعات تنهش في الدول المجاورة وتقطعها إرباً وتحولها إلى كتل ملتهبة تأكل الأخضر واليابس..لا تبقي على أحد ولا ترحم امرأة أو طفلا، إن الربان الماهر هو من يستطيع قيادة السفينة وسط الأمواج المتلاطمة والقائد الحذق هو من يقود طائرته وسط العواصف الهوجاء بكل مهارة واقتدار، وهذا هو سلمان الحزم الذي يقود شعبه ومملكته بكل مهارة وسط تلك العواصف والبراكين التي تنوء بحملها الجبال. لو تحدثنا عن الناحية الأمنية لوجدنا أن الملك سلمان تسلم زمام الحكم في وقت كثرت فيه الحروب في المنطقة واشتدت الفتن وتنوعت الفرق والمذاهب وكشر أصحاب الضلالات عن أنيابهم حتى خشينا على أنفسنا وبلدنا ولكن بفضل الله ثم حكمة خادم الحرمين استطعنا تجاوز أغلب هذه العقبات ونعمنا ولله الحمد بالراحة والطمأنينة،.. جيشنا يخوض حرباً مع الحوثي والمخلوع وسينتصر ان شاء الله فقد استطاع سلمان الحزم بقيادته الماهرة تكوين عاصفة الحزم بقيادة السعودية وعدد من الدول الصديقة لإعادة الشرعية لليمن الشقيق حتى تمكنت الشرعية في اليمن من السيطرة على أغلب أجزاء هذا البلد الذي عانى من الاختطاف، أيضا عانت المملكة في هذا العهد الميمون من الإرهاب ومخططاته وتمكنت من القضاء عليه وعلى من يقف وراءه كما اشتد عود مهربي ومروجي السموم ولكن رجال سلمان كانوا لهم بالمرصاد خلاف الخلايا النائمة التي تتربص بنا الشرور، وجميع هذه المشاكل الأمنية هي ارهاصات أو توابع لما تعانيه المنطقة من انفلات أمني وحروب وبرغم ذلك تميز العهد السلماني بالاستقرار والطمأنينة. أما الجانب الاقتصادي فإن الوضع لم يختلف عن الأمني حيث عانت أغلب دول العالم من هزات اقتصادية كما أصاب أسعار النفط هبوط مخيف أثر على خطط الدول المنتجة ومنها المملكة التي تعاملت مع هذا النزول بكل حكمة واقتدار وبرزت إلى النور في عهد ملك الحزم أكثر الخطط وضوحاً هي رؤية المملكة 2030 التي تناولت جميع مجالات التنمية والاقتصاد وتعاملت معها بما يمكن المملكة من تقليص الاعتماد على موارد النفط خلال السنوات القادمة.. وبرغم هذا الركود الاقتصادي الذي يلف العالم فإن المملكة استمرت في ضخ مشاريع التنمية والتطور في مفاصل هذا الكيان الشامخ وليس ببعيد عنا زيارة خادم الحرمين الشريفين قبل ما يقارب الشهر للمنطقة الشرقية وضخه حفظه الله عشرات المليارات التي تصب في صالح التنمية في المنطقة في جميع المجالات بما يوحي أنه ليس هناك أزمة اقتصادية تعصف بالعالم. ومما يؤكد الدور الريادي للمملكة في هذا العهد الزاهر وثقلها العربي والإقليمي والدولي هو تكوين التحالف الإسلامي من 41 دولة بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب هذا الحلف الذي انضوى تحت لوائه أغلب الدول العربية والاسلامية والصديقة ليؤكد براعة هذا القائد الفذ في لمّ الشتات ووحدة الصف وتحقيق التوازن في المنطقة. لم يخل عهد الملك سلمان من الجوانب الخيرية حيث أنشأ حفظه الله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمد يد العون للمحتاجين من كافة أصقاع الكرة الأرضية. من أهم مزايا العهد السلماني هذه اللحمة الوطنية التي تلف كافة أطراف الوطن في تناغم وتجانس قلما تجد له نظيرا.