* عودنا الاتحاديون على الخروج عن المألوف وتحقيق المعادلة الصعبة، وما بين الشرق والغرب يكتب الاتحاد رواية جديدة من التحدي والتغلب على الصعاب. * الاتحاد في مواقف كثيرة حول الضعف لقوة والخسارة لانتصار مبهر، وهذه الصورة المشرقة نتمناها في أمسية الجوهرة المشعة اليوم عندما يستضيف فريق اتليتكو مدريد «الروخيبلانكوس» في احتفاله بالتسعينية كأقدم الأندية السعودية تأسيساً. * أمسية اليوم في المباراة الاستعراضية ستكون الصورة التي اعتدناها وهي لقطة المدرج مكتملة فصناع القرار لن يضيعوا هكذا فرصة، خصوصا عندما تكون المحطة عالمية. * الاتحاد رواية عشق عفوية في فكرتها، وبسيطة في منهجها، وسهلة في تداولها؛ لأنها تخرج من البيت والحارة وتتمدد إلى أقصى مدى، لا تحتاج لرتوش التشكيليين ولا لخبراء التجميل لمكيجتها. * الاتحاد المثير للإعجاب يزداد قوة كلما تكالبت عليه المصائب، سواء جاءت فرادى أم بجسر يحمل على أرصفته أطنانا من شحنات الديون والخلاف والاختلاف والانقسام إداريا وشرفيا وجماهيريا وإعلاميا. * هذا الموسم تحديداً مر الاتحاد بأصعب الأوقات بداية من وفاة رئيسه أحمد مسعود -رحمه الله- الذي سيكون الغائب الحاضر في ليلة الوفاء لكل الاتحاديين، ولكل الرجال الذين مروا من هنا، أمثال علي سلطان وحمزة فتيحي والامير طلال بن منصور وجمال ابو عمارة ومنصور البلوي وحاتم باعشن، فكل منهم وضع لبنة في تشييد الصرح العريق صاحب التاريخ المديد، الذي يتوارث عشقه الاجيال. * العشق هو سلاح الاتحاد في مواجهة العواصف الذي يصل بالمحب لحد الهيام، وهو وراثة تناقلتها الأجيال من جد لأب لابن لحفيد، وقلما نجده في منظومة الأندية الأخرى مهما علت شعبيتها وبطولاتها وإنجازاتها. * لا أعرف سر الرواية الاتحادية التي كلما قرأتها أزداد حيرة في فهمها، وأقع في بحر الغموض لتفسيرها، فحتى الثمانيني منهم بكل ما يملكه من مليارات نجد توهجه في العشق كما الصبي الذي للتو قد نهل من هذا الحب من أسرته وحارته، فالهيام لدى الاتحاديين لا يخفت مع تقدم الزمن، ولا يتبدل مع المليارات والملايين، ولا يختلف في قلب صغير أو كبير. * تلك الصورة شاهدتها في الأفراح والأتراح لأبناء العميد، فهم من يطلق عليهم «عشق بالوراثة»، ولم تتغير تلك الصورة منذ أن كان «معملها» يخرجها بالأبيض والأسود، ولم تزدها الألوان مع تطور الزمن إلا نقاء في حب لا يتبدل. * الاتحاد نادي الأغنياء والفقراء والمترفين والبسطاء، له في بورصة القلوب رقم صعب في عدده وتميزه ووفائه، وهو المدرج الذي لا تفارقه حياة الفرح بأهازيج يطرب لها الخصم والمحايد والمحب، وإذا اكتمل لحن عميد الأندية ما بين المستطيل الأخضر والمدرج، فإنك تحتار في أيهما الأجمل والأفضل. * الاتحاد له جمهور مختلف الأطياف، فجمهور العميد لغة جميلة على المدرج، فيها كلمات تحمل معنى كبيرا، وحروفا تتناغم، وأمواجا تتراقص، وجماعية أداء كأنك تشاهد سيركا، وفرقة موسيقية محترفة.