وسط أجواء احتفالية كبيرة، يحتضن استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة مساء اليوم الجمعة، المباراة الودية التاريخية التي تجمع الاتحاد وأتلتيكو مدريد الأسباني، بمناسبة مرور تسعين عاما على تأسيس عميد الأندية السعودية. وسيلعب الاتحاد المباراة بجميع لاعبيه الحاليين دون الاستعانة بأي لاعب آخر، فيما سيلعب الفريق الأسباني الشوط الأول بكامل نجومه على أن يزج بالبدلاء في شوط المباراة الثاني. هذا ويسبق المباراة مهرجان يشتمل على أغنية للاتحاد وعروض مرئية على شاشات الملعب قبل دخول نجوم الفريقين لتحية الجماهير التي من المنتظر أن تزحف منذ وقت مبكر لحجز مقاعدها والاستمتاع بالمباراة ومشاهدة نجوم الروخي بلانكوس. فهد المولد كاراسكو محمود كهربا يا عميد.. عمرك مديد لم يكن يوم الرابع من شهر يناير للعام 1927 يوما عاديا، بل كان يوما تاريخيا، إذ شهد ولادة أول نادٍ رياضي سعودي على أيدي مجموعة من أبناء مدينة جدة. هذه المجموعة الشابة قامت بعقد اجتماع مطول في غرفة اللاسلكي بحضور كل من عبدالصمد نجيب وعثمان باناجة وعبدالعزيز جميل وعبداللطيف جميل وإسماعيل زهران وحمزة فتيحي وصالح سلامة وعلي يماني وأحمد أبو طالب، واتفقت خلاله على تأسيس فريق سعودي يحتوي على أبناء السعودية بهدف التنافس مع الجاليات المسلمة المقيمة في جدة ونتج عن هذا الاجتماع، الذي استمر لساعات طويلة تحديد اسم للفريق واختيار رئيس له يقوم على شؤونه وتدبير أموره، وبعد مشاورات ونقاشات استقر الرأي على اختيار اسم الاتحاد، وأول مَنْ فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبدالعزيز جميل، الذي قال في الاجتماع، طالما نحن مجتمعين هنا ومتحدين سموه «الاتحاد». وبعد عشرين عاما على تأسيس النادي شهدت الرياضة السعودية نقلة نوعية. حينما أولى الأمير الراحل عبدالله الفيصل وزير الداخلية في ذلك الوقت، الرياضة اهتماما كبيرا ووجد في الاتحاد نواة طيبة لمستقبل رياضي مشرق، وحضر لأول مرة مباراة بين الاتحاد والمنتخب البريطاني للبوارج التي أقيمت عام 1949 وفاز فيها الاتحاد، بعد ذلك تكفل الأمير الراحل بنقل الفريق إلى القاهرة للتعرف عن كثب عن كرة القدم المتقدمة آنذاك في مصر، وأخذت الرياضة في تلك الفترة الصبغة الرسمية الحكومية، التي تمخضت عن الاعتراف الرسمي بها وتشكيل جهاز تنظيمي حكومي لها في عام 1952. مقر نادي الاتحاد نجوم محليون وعالميون تألقوا مع «الإتي» لعب للاتحاد الأقدم العديد من الأسماء اللامعة، التي ساهمت في تتويجه بالبطولات ومثلت المنتخبات الوطنية في الكثير من التظاهرات الإقليمية والقارية والعالمية، ومن أولئك اللاعبين حمزة فتيحي وعبدالمجيد كيال وعيسى خواجي وسعيد غراب وعيسى حمدان واحمد جميل ومحمد الخليوي ومروان بصاص وباسم اليامي ومحمد نور وسعود كريري ومرزوق العتيبي وخميس العويران واحمد الدوخي وحسن خليفة وحسين الصادق ومبروك زايد وأسامة المولد وحمزة إدريس ومناف أبو شقير وصالح الصقري ومحمد السويد وإبراهيم السويد وعبدالله فوال وصلاح المولد وجبرتي علي وغيرهم من النجوم، فيما يتواجد حاليا مع الفريق فهد المولد وعساف القرني واحمد عسيري وعدنان فلاتة وعبدالرحمن الغامدي. كما استقطب الفريق عددا من اللاعبين الأجانب البارزين من جميع القارات، ونجحوا في صناعة الفارق وتركوا بصمة في الكرة السعودية أمثال الألماني ثيو بوكير والسويدي توماس سيوبرج والروسيين فلاديمير وسيرجيف والبرتغاليين نونو أسيس وباولو جورج والإيطالي دونادوني والأمريكي هوجو بيريز والمكسيكي جاريد بورجتي والبيروفي الفونسو والأرجنتيني زاراتي والبرازيليين بيبيتو وتشيكو وفاجنر وماجنو ألفيس وسيرجيو ريكاردو والمصري حسني عبدربه ومواطنيه إسلام الشاطر وعماد متعب والمغربي هشام أبو شروان ومواطنيه احمد بهجا وعزيز أوزوكات وعبدالجليل حدا (كماتشو) والغيني الحسن كيتا ومواطنه البرنس تاجو والسيراليوني محمد كالون والغاني سولي مونتاري والعماني أحمد حديد والروماني سان مارتن والفنزويلي جيلمين ريفاس، وحاليا التشيلي كارلوس فيلانويفا والكويتي فهد الأنصاري والتونسي احمد العكايشي والمصري محمود كهربا. محمد نور تشيكو صنّاع القرار.. قول وفعل لا يختلف اثنان على أن جماهير نادي الاتحاد هي الأولى على مستوى الخليج من حيث الحضور والدعم والمساندة حتى باتت شريكا رئيسا في كل ما تحقق للفريق من انجازات وحضور مميز في كل مشاركاته الداخلية والخارجية منذ سنوات طويلة. فالجماهير الاتحادية التي يقودها العندليب صالح القرني صاحب الصوت الشجي والأهازيج الأكثر رواجا في الساحة الخليجية، لم يتخلوا عن فريقهم في يوم ما، بل دعموه وساندوه في أحلك الظروف إيمانا منهم بدورهم تجاه ناديهم ومدى تأثيرهم على نتائجه وبث الروح والحماس في نفوس نجومه ولعل نتائج الفريق، التي حققها في هذا الموسم خير دليل على ذلك. وفي هذا اليوم الذي يحتفل فيه ناديها بمناسبة مرور تسعين عاما على تأسيسه، سيتوافد صناع القرار مبكرا لملعب الجوهرة المشعّة لدعم فريقهم أمام اتلتيكو مدريد الاسباني في المباراة الاستعراضية وسيلهبون المدرجات بحضورهم الكثيف وأهازيجهم الطربية لإخراج الحفل بالشكل، الذي يعكس عراقة ناديها العميد، ويكشف عن قاعدته الجماهيرية العريضة. تجدر الاشارة، إلى أن تذاكر مباراة اليوم نفدت في ساعات معدودة، حيث تسابقت عليها الجماهير من أجل حضور هذا الاحتفال، الذي سيبقى عالقا في الأذهان. جماهير الاتحاد 57 لقب بطولة تزين جدار «العميد» منذ بداية النشاط الرياضي بصفة رسمية بدأ الفريق يدلف نحو منصات الذهب، فحقق 57 بطولة بين رسمية وودية كان أبرزها التتويج بالثلاثية عام 1997 والرباعية عام 1999، كما توج بسبع بطولات خارجية كان أهمها الفوز بلقب دوري أبطال آسيا عامي 2004 و2005 والمشاركة في كأس العالم للأندية. ولم تقتصر بطولات نادي الاتحاد على كرة القدم فحسب، بل حقق بطولات عديدة داخليا وخارجيا في كرة السلة وكرة الطاولة وكرة الطائرة وكرة الماء وغيرها من الألعاب الفردية، مؤكدا أنه ليس نادي اللعبة الواحدة وإنما نادٍ لكل الألعاب. وتعاقب على رئاسة النادي الملقب ب «العميد» على مدى تاريخه 39 رئيسا بعضهم تبوأ المنصب أكثر من مرة، وكان أول هؤلاء الرؤساء علي سلطان بينما كان آخرهم المهندس حاتم باعشن، الذي سبق له شغل أكثر من منصب في إدارات سابقة. فرحة لاعبي الاتحاد بالتتويج بلقب أبطال آسيا مدربون عالميون أشرفوا على كتيبة «النمور» أشرف على تدريب الفريق، قائمة من أبرز المدربين الأوروبيين واللاتينيين والعرب، يأتي أبرزهم الألماني ديتمار كرامر والإنجليزي بوب هاوتون والبلجيكي ديمتري والروماني يوردانيسكو والبوسني وحيد خليلوفيتش والبرتغالي مانويل جوزيه والبرازيلي كاندينيو ومواطنه أوسكار والأرجنتيني كالديرون والمصري محمود الجوهري والفرنسي برونو ميتسو وحاليا التشيلي لويس سييرا.