«قلبي وصل قبلي إلى الشرقية»، بهذه الجملة المليئة بالمشاعر والبلاغة بدأت الشاعرة الدكتورة فوزية أبوخالد كلمتها، في حفل تكريمها في مهرجان بيت الشعر الثاني، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء الخميس الماضي على مسرح الجمعية. حيث أوضحت «لا تسعفني الكلمات للتعبير في هذا الموقف، عندما هاتفني الشباب «أحمد الملا وعبدالوهاب العريض وعبدالله السفر وزكي الصدير» للقدوم للمهرجان؛ من أجل التكريم، لم أتمالك نفسي من الفرح، وسيأتي يوم وتحتفي فيه الحياة بكل من يؤرقه ضمير وكل من يعيش على أمل وكل من يحيا على حب وهذا اليوم قد أتى، فشكراً لكم جميعاً وشكراً لرفاق الضمير وشكراً لرفاق الأمل والحب شكراً لأرض الشرقية ونخلها وصباياها وناسها وحساها وسيهاتها وبحرها وشعرائها وأطفالها شكراً لكم، وتحية للواقفين على جبهات المقاومة والجهاد في نجران وفي حلب وفي الموصل وفي فلسطين وفي كل مكان من ملكوت الكرامة». وقد افتتحت الشاعرة المكرمة المعرض التشكيلي «شكل2» الذي ضم بين جنباته 20 لوحة قدمها 20 فنانا ومصورا فوتوغرافياً دمجت بها مقاطع شعرية للشعراء المشاركين في المهرجان مع الأعمال الفنية للفنانين، بحضور مدير ادارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، ومصاحبة الكثير من الفنانين والشعراء والمثقفين في المنطقة الشرقية، كما وقعت الشاعرة كتابها «كمين الأمكنة» ووقع أيضا الشاعر علي الدميني كتابه حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد. الشاعرة تلقي كلمتها وفي كلمة مدير الجمعية أحمد الملا، الذي شكر الحضور باسم إدارة مهرجان بيت الشعر الثاني بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وجه التحية أيضا لجميع المشاركين الشعراء والفنانين من موسيقيين وتشكيليين ومسرحيين وصناع الأفلام والمتطوعين الذين شيدوا هذا البيت وحولوه إلى مهرجان. وقال الملا: لن أستطيع تقديم الشكر والامتنان إلى شخصية هذا العام فهي صاحبة الفضل: بشجرتها تعلقنا ومن مسيرتها تعلمنا وبكلماتها آمنا حاولنا هنا أن نضع اللبنة الثانية لفعل نراه جديرا بأن يصبح تقليدا نتمنى أننا استطعنا أن نقدمه كما يجب علينا فإن قصرنا في ذلك فهي محاولة المحب مع وعد على استمرار المحاولة. نحن جميعا في ضيافتك فأنت المهرجان» حضور ملأ جنبات المعرض وتحدث مستشار مهرجان بيت الشعر عبدالله السفر قائلا: «بيتُ الشعر» الذي أطلقتْهُ جمعية الثقافة والفنون بالدمام، لا ليكونَ مجرد اسمٍ، أو يافطةً دعائيّة.. فمنذ لحظةِ بزوغِهِ وهو مُشرَع النوافذ على العمل الثقافي، ولا أقول «الشعري» فقط، بنشاطٍ وفعاليّات لا تتوقّف على مدارِ العام.. والقمّة التي يلمعُ فيها العمل والذروة التي يسطعُ عندَها الضوء هي المهرجان.. «مهرجان بيت الشعر» الذي انعقدتْ دورتُهُ الأولى خلالَ العامِ الماضي بعنوانٍ كبير هو رائدُنا الفذ والعملاقُ الرمز أستاذُنا محمد العلي؛ الحاضر بيننا بتأثيرِهِ الذي لا يذهب من الذاكرة، ولا ينزاح اسمُهُ لا من الفكرِ ولا الشعر ولا تاريخ الصحافة. وهذا المساء، وعلى الطريقِ نفسِهِ من الاحتفالِ والتكريم، يستدرجُنا الجمالُ إلى دانتِهِ الباهرة؛ الشاعرة فوزيّة أبو خالد؛ يستدرجُنا الجمال إلى حضرةِ الاختلافِ والتمرّد؛ «الصوتِ المحارِب» والذي يقعُ في المقدّمة؛ موقفاً لا يداهن ولا يهادن.. وإعلاناً ناصعاً أحدَّ من النصل وأرقَّ من الورد.. وتعبيراً يشتعلُ بالدهشةِ ويورِقُ بالتأمل. وتأكيداً على سمة جوهريّةِ لمهرجان بيت الشعر تتلخّص في انفتاحِهِ على جميع التجارب والأجيال؛ وأنّهُ بيتٌ لكل الشاعرات والشعراء؛ أتى المهرجان بهذا الوجه من التعدّدِ، والانبساطِ إلى مساحةٍ أكبر سعوديّاً وخليجيّا وعربيّاً. كما شقَّ المهرجان هذا العام فُرجةً ضوئيّةً للأصوات الجديدة والمتميّزة عبر مسابقة «جائزة بيت الشعر للكتاب الأول» وفي فعلٍ حقيقي يترجم التجاور بين الأجيال وحوار التجارب الشعرية؛ تنافذاً واستكمالاً. إن مهرجان بيت الشعر أكبرُ وأشملُ من مناسبةٍ تختصر الشعر في المنبر، إنه يسعى سعياً حثيثا نحو أن يصبح نشيداً للحواس، تصغي إليه الروح: في الكلمة، والخط، والكتاب، واللوحة، والصورة الفوتوغرافية، والفيديو، والسينما، والمسرح. مهرجانٌ للشعر لكن يعنيه أن يكون مطابقاً لاسمِهِ ومعناه؛ قوسَ قزحٍ إبداعي يرتفع في ألوانِهِ البهيجة أربعَ ليالٍ يستحقُّ مَن اشتغل عليها إعداداً وتنفيذاً ومتابعة كلَّ الشكر والتقدير. تلا ذلك عزف موسيقي لعازف البيانو «غسان الجشي»، وأغنية «النساء» قدمتها فرقة جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وهي من كلمات فوزية أبو خالد وألحان محمد عبدالباقي وغناء عماد محمد. رئيس جمعية الثقافة والشاعرة نجوم الغانم يقدمان درع التكريم للمكرمة واستعرض الفنان زمان جاسم عملا فنيا بالفيديو ارت بعنوان «نافذة فوزية»، تلا ذلك فيلم وثائقي مدته 15 دقيقة، وثّق وقدم سيرة الشاعرة وحياتها الثقافية والشعرية، وقرأ الشعراء «محمد الحرز، رباب اسماعيل، غسان لخنيزي، ياسمين الخميس، عبدالله المحسن، الدكتوره أميره كشغري» مقاطع منتخبة للشاعرة فوزية أبو خالد. يذكر أن مهرجان بيت الشعر الثاني دورة فوزية أبوخالد، يأتي بمشاركة 20 شاعراً وشاعرة من 11 دولة عربية في الأمسيات الشعرية التي ستتلاقى مع بقية الفنون في بيت واحد خلال أربع ليال، وإيماناً بضرورة تقديم الفنون متجاورة في طليعة الفعل الثقافي، لتعزيز حضورها في مشهدية بصرية، ومنهم: اليوم السبت24 ديسمبر: الشعراء «نجوم الغانم، خالد السنديوني، محمد بنيس، محمد عبدالباري، أحمد كتوعة، محمد حبيبي، أبرار سعيد» يوم الأحد 25 ديسمبر: الشعراء«هيلدا اسماعيل، خالد البدور، صبري رحموني، سماء عيسى، ابراهيم حسن، علي الفيلكاوي، محمد خضر». كما سيتلو كل أمسية حفل توقيع لعدد من الإصدارات الشعرية الجديدة.