يكثر الحديث خلال الفترة الماضية عن الأزمة المادية، ومعاناة أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في المملكة من تأخر حقوقها، حتى طالبت بتأجيل الدوري خلال فترة من الفترات، لعدم قدرتها على تحمل النفقات الناتجة عن اقامة المنافسات، والتنقل المستمر لخوض المباريات. وحين يتم الحديث عن هذه الضائقة المالية الصعبة والحقيقية، يستغرب المتتبع لدوري الدرجة الأولى، من التعاقدات العشوائية مع المدربين، وكذلك اللاعبون الأجانب والمحليون، ممن ينتج عنه الاقالة فيما يتعلق بالمدربين وفسخ العقود بالنسبة للاعبين، وكل ذلك يكلف خزائن الأندية الكثير من الأموال، التي لا يمكن لها تحملها. فبعد انقضاء (12) جولة فقط من دوري الدرجة الأولى، استغنى (11) فريقا عن مدربه، فيما احتفظت خمس فرق فقط بمدربيها، وهي: أحد، النهضة، الحزم، الفيحاء، ووج، حيث يشرف على أحد الوطني عبدالوهاب الدوكالي، ويقود النهضة الكرواتي ميلادين، فيما يتولى تدريب الحزم الوطني خليل المصري، ويتواجد في الدكة الفنية للفيحاء الخبير التونسي الحبيب بن رمضان، أما وج فيقوده التونسي محمد دحمان. والمثير في الأمر، أن بعض الأندية لم تكتف بتغيير مدرب واحد خلال هذه الفترة القصيرة والممتدة لاثنتي عشرة جولة، حيث قامت بالاستغناء عن أكثر من مدرب، وان كان هجر استثناء بالنظر للعقوبة التي تعرض لها مدربه التونسي محمد المعالج أثناء فترة الاستعداد، قبل أن تقيل الوطني سمير هلال، ليقود الدفة الفنية الوطني الاخر ماجد الطفيل. وبالنظر لجنسيات المدربين، الذين أشرفوا على تدريب فرق دوري الأولى، نرى أن الجنسية التونسية ما زالت تحظى بثقة أندية الدرجة الأولى، من خلال تواجد (14) مدربا، فيما تبدو أن الثقة بالمدرب الوطني بدأت في أخذ نصيبها من خلال تواجد (6) مدربين، في مقابل (5) مدربين مصريين، وبرازيلي، واورجوياني، واخر كرواتي. أما السؤال الأهم، الذي يطرح نفسه في ظل الأزمات المادية، التي تعاني منها أندية الدرجة الأولى، فهو: إلى متى ستكون الثقة أكبر في المدرب الوطني؟!، خصوصا في ظل امتلاكه الامكانات الفنية اللازمة، وتألق العديد منهم مع أندية الأولى، خلال السنوات القليلة الماضية.