أكدنا غير مرة أن موقع الزعامة متحرك، يتغير من أسبوع إلى آخر، إلا أن الزعيم تمسك بكرسي الصدارة للأسبوع الثالث على التوالي.. لكن ملفات صراع القمة في دوري جميل ما زالت عالقة وستبقى معقدة طالما بقي فارق النقاط ضئيلا بين أقوياء القمة وبقيت النتائج متداخلة.. وهناك حراك يوحي بتغيير مراتب ساكني شفا الهاوية والقاع بعد فوز القادسية والفتح لأول مرة.. وهذا الجمع بين هذه المتناقضات صعد وفك العقد وحل الكلمات المتقاطعة ما زال غامضا.. وكان عشاء الجولة الحادية عشرة منوعا ومختلطا بعضه طيب المذاق.. وبعضه زقوم وعلقم مسكوب في صحون اليأس والبعض الآخر مسموم وإليكم أهم وأبرز عناوين الجولة (11). ¿ كانت صورة الحدث البارز في الجولة (11) الصحوة القوية والعودة المظفرة لفريق القادسية الذي رفض الإقامة الدائمة والعيش في القاع وحقق بجدارة أول فوز ناصع في الدوري على فريق الرائد (0/3) توجه بنهج هجومي ومنظم وفاعل ومؤثر وأوقف مسلسل الأزمات والمطبات المظلمة.. وقلت سابقا (استبعد رضوخ فريق القادسية واستسلامه للهاوية) وها هو يعود بصحوة الانقاذ، بالمقابل استحق الرائد الهزيمة وظهر متمهلا ومترددا أو متخبطا خاصة وأنه لم يفز في آخر أربع مباريات ونأمل ألا يواصل التدهور. ¿ وبقي فريق الهلال على كرسي الصدارة متربعا ومتمددا للأسبوع الثالث على التوالي بعد فوزه المستحق في الدربي على جاره فريق الشباب (0/3) وأكد الزعيم أنه فريق متماسك ومُنظم ومُحصن.. واستطاع دفاعه أن يُلجم ويُحبط كل هجمات الليث.. ولم يقدم الشباب ما كان متوقعا منه.. وخاض امتحانا شديد التعقيد بسبب تفوق الزعيم فنيا وفرديا وجماعيا. ¿ وأتوقع أن يشكل النهوض الوازن للفتح صداعا لجيران القاع بعد تسجيل فوزه الأول على الوحدة (2/4) بمستوى جماعي رائع وأداء متقن.. ولقد عانى المدرب فتحي الجبال من مرحلة الآلام للمدرب السلف وحان الوقت لانتشال النموذجي من وسط الحرائق.. فيما واصل فريق الوحدة تخبطه ودخل في الفصل الأصعب والأخطر واستحق الخسارة. ¿ وارتقى فريق التعاون إلى المركز السابع ب (15) نقطة بعد فوزه على فريق الخليج بالخبر وبصعوبة (0/1) وأثبت السكري أن نهجه الصحيح.. وحساباته الدقيقة والجديدة قد أثمرت وخرج من قمقم وصراعات المؤخرة التي لازمته في بداية الدوري وعلى مبدأ (أنت إذا أردت فقد قدرت) وعاد الخليج إلى (عادة حليمة) وخسر وجلس ملوما محسورا في ظلام القاع ويحتاج لإحياء الأمل والتعويض. ¿ وحاول فريق الباطن القيام بدور المُعرقل والمُعطل كعادته.. لكن فريق النصر كشف الباطن.. وكسر ظهره.. وأحبط حساباته.. وحبس أنفاسه وخنقه وألحق به أربعة أهداف نظيفة سجل منها حسن الراهب هدفين وصنع الثالث.. وعرى محدودية لاعبي الباطن.. وبرع في تقديم نفسه كصانع للحل بعد أدائه وعرضه المقنع والنصر ولولا التسرع لرفع النتيجة إلى الضعف.. بالمقابل بقي الباطن مجروحا وقلقا من عتمة خط الزلازل وقسوة الحال.. وبات مذعورا من ضراوة ومصير المستقبل. ¿ ونجح فريق الاتحاد في اعتراض رياح الاتفاق الشرقية وغير صورتها ومسارها وحفل الشوط الأول بالأخطاء وانتهى بالتعادل (1/1) لكن العميد تفوق في الشوط الثاني وكانت هجماته أكثر عددا وخطرا واستحق الفوز (1/4) بالمقابل كانت النتيجة ثقيلة على الاتفاق لوقوع بعض لاعبيه بأخطاء فادحة أهمها هدية هدف المدافع جمعان الدوسري في مرمى فريقه بالخطأ واستقبال الحارس الكسار هدف المولد من مسافة (30) مترا ونأمل لفارس الدهناء تلافي الأخطاء الدفاعية ووصل ما انقطع. ¿ ولأن فريق الأهلي انكب بعد نكسة الهلال وراجع حساباته ونجح مجددا في مداواة جراحه وقام بعملية استنهاض ولملمة أوضاع بعض اللاعبين وربط ما انقطع وجاءت الفرصة لتحقيق أحلامه وطموحاته.. وفجر غليله بفريق الفيصلي وهزمه (3/6) وزاد من قلقه وخوفه وحرقته التي ترجمها الفيصلي في دفتر خسائره وأوجاعه.. وفي ظل ارتباكه وتخبطه وفقدان توازنه وفشله في لجم هجوم الملكي الصارخ... وإلى اللقاء.