مشكلة قمة دوري جميل «4» أنها منطقة خطرة ومتصدعة.. تغلي وتتآكل من إبحار المتسابقين من عدة جهات.. وتفور من نزاعات وتجاذبات مكوناتها.. واختراقات أطرافها ما أعطى هذه القمة صورة عاصفة وثائرة بالانعطافات والمفاجآت التي هزت تركيبة وهيبة خماسي فرسان القمة وهم: الاتحاد، الهلال، النصر، الشباب، والأهلي.. وهناك مشهد بالغ الخجل.. ويكسر قلبي حين أرى رباعي القاع المتهالك من المنطقة الشرقية وهم: الباطن، الخليج، القادسية، والفتح، يترنحون في أسفل قاع الترتيب، وهذه باختصار أهم وأبرز عناوين الجولة الثامنة. ¿ لا يحتاج أحد للإقرار والتأكيد على أن الحضور الميداني لفريق الهلال أمام مستضيفه فريق الفتح كان هزيلا.. ولا يليق بالزعيم أن يفوز على آخر فرق الدوري بشق الأنفس وطلوع الروح.. ولم ير الزعيم النور والنجاة إلا في الدقيقة الاخيرة (89) بهدف بونيتيني وتعانق المدرب الجديد دياز وفهد المفرج في فرحة غامرة بالنصر المظفر.. في المقابل قدم الفتح نفسه كفريق ناضج ومنظم ولعب أقوى وأحلى مبارياته وأحرجوا الهلال وكشفوا عجزه.. وهذا ما دفع النموذجي إلى التَماهي مع ما حدث ونهنئ لاعبيه على الروح القتالية ونتوقع له نتائج مفرحة. ¿ أثبتت إدارة نادي الاتفاق أنها فاعلة في إطفاء الحرائق وإعادة الاستقرار والنهوض بمستوى اداء فريقها الذي عاد بقوة وضرب فريق التعاون بقسوة وبعثر شمله بهزيمة مُرة (0/3) ونفض فارس الدهناء غبار التأرجح وأعاد الفرحة والأمل لقلوب جماهيره.. في المقابل، ما زال التعاون يتخبط ويدفع أثمان العواصف التي ضربته وفككت ركائز تجانسه وبات فوق صفيح حارق. ¿ ومعايير القوة الاتحادية لم تبالِ بالمتاريس والمحاذيز التي تعترضه ويتجاوزها بكل شجاعة وإقدام.. لكن تأخر العميد بالتسجيل في مرمى فريق الباطن أثار غضب وقلق جماهيره إلى أن جاء الفرج واستعاد وضعه الطبيعي وسجل هدفين نظيفين وبقي على قمة الصدارة.. في المقابل، لم يفز الباطن واستمر في خياراته ومغامراته ومنذ الاسبوع الثالث وجماهيره تكتوي ألما من زيادة الطعنات الموجعة أمام الاتفاق والرائد والوحدة والاتحاد ومن قبلهم الهلال الامر الذي دفع إدارة الباطن إلى إعفاء المدرب المصري عادل عبدالرحمن. ¿ وحاول فريق الرائد المنتعش المجازفة، وتقدم بهدف بانغورا في الشوط الاول، لكنه وقع في أخطاء قاتلة في الشوط الثاني ولم يسمح له العالمي بالتمدّد وقيده وأجبره على الانحناء وأخذه على حين غرة وسجل في رائد التحدي ثلاثة أهداف خلال (13) دقيقة، وأعاد النصر التوازن والروح وكشف (قرقعات) الرائد وأوقفه عند حده وحافظ على مركزه الثالث.. واعتقد أن إبعاد حسين عبدالغني لا يضر العالمي بقدر ما يعزز ويقوي موقفه. ¿ (كما تُدِين.. تُدان) فالدور الفاعل والأداء المتقن ومجزرة الأهداف الوحداوية في مرمى الباطن الاسبوع الماضي ارتدت عليه بعد أن تلقى مرمى الوحدة أربعة أهداف نظيفة أمام الاهلي مع الرأفة بعد أداء مضطرب ومتهور من فرسان مكة واستسلموا أمام تكامل وتميز الملكي وقوته الوازنة والضاربة وهذا ما صعّب من عملية الوحدة العثرة وكشف الفروقات. ¿ وأزمة القادسية ليست معقدة وعثرة فريق القادسية متكامل الصفوف، وإنما تنقصه الروح والتوازن والحماس.. وربما يكون الحال متشابها مع فريق الخليج أيضا الذي تنقصه الإرادة والروح المعنوية بوجود مجموعة متكاملة ومدرب قدير هو القادري ومباراتهما انتهت نتيجة ومستوى صفر/صفر. ¿ ويبدو أن فريق الشباب لا حدود لطموحاته هذا الموسم بعد تقدمه وتفوقه في رحلة الأمل والاستقرار، بعد أن حقق انتصاره الرابع على التوالي، وخطف فوزا صعبا من أمام الفيصلي في الوقت بدل الضائع (90+3)، وبقي الشباب رابعا وعزز رصيده ل (17) نقطة، في حين ان الفيصلي ترفع عن التسجيل وأهدر فرصا ثمينة أثارت امتعاض وغضب جماهيره الساخطة، ولا بد من إعادة النظر في حساباته ومجازفاته... وإلى اللقاء.