حظيت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالثقة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- لتواصل أداء رسالة مملكتنا السامية في نشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية في شتى بقاع المعمورة، فقد ابهجت موافقة الملك المفدى– أيده الله- العالم العربي والإسلامي بافتتاح مركز لتدريب معلمي اللغة العربية والدراسات الإسلامية الحكوميين في إندونيسيا بمدينة مالانق، لتواصل هذه الجامعة العريقة أداء دورها الفاعل في خدمة اللغة العربية وعلومها من خلال معاهدها في العديد من الدول الشقيقة والصديقة. وما كان من الجامعة إلا أن تفاخر بهذه الثقة السامية الكريمة ويرفع معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل باسمه واسم كافة منسوبي ومنسوبات الجامعة بالغ شكره وتقديره للمقام الكريم على دعمه المستمر للجامعة، مؤكدا أن الجامعة لن تدخر جهدا في خدمة الوطن وتحقيق رسالته، مواصلة أداء الأمانة الملقاة على عاتقها، وصقل خبراتها التي تجاوزت الأربعين عاما في شتى مجالاتها. إن اهتمام هذه البلاد المباركة التي تحمل على عاتقها نشر اللغة العربية والعلوم الإسلامية في إندونيسيا جاء لعدة اعتبارات، لكونها أكبر دولة إسلامية في العالم، فقد وضعتها كثافتها السكانية إلى جانب قدراتها الاقتصادية في مرمى المخططات التي تهدف إلى طمس عقيدتها الإسلامية، ومن هذا المنطلق كانت مواجهة تلك المخططات ضرورة حتمية ليتمكنوا من مجابهة تلك الحملات الشرسة التي تقودها منظمات خفية لتزعزع ارتباطهم بلغة القرآن الكريم وتزرع بذرات الفتنة في نفوسهم. وتعكس الموافقة الكريمة اهتمام ولاة الأمر حيال تذليل الصعوبات التي يواجهها تعليم اللغة العربية هناك، ومن بينها أن غالبية معلمي اللغة العربية ليسوا من المتخصصين فيها، الأمر الذي يحول دون تحسن أدائهم التعليمي. مما يؤدي لضعف في المهارات الاتصالية ومهارة الكلام، والقدرة على تحدث العربية بطلاقة، وهو ما ينعكس بدوره على مستوى المتلقي. وانطلاقاً من حرص قيادتنا الرشيدة لتعليم اللغة العربية فقد وجّه معالي مدير الجامعة عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بتطوير سلسلة من كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالتعاون مع معهد تعليم اللغة العربية في الجامعة، وذلك لبث دروس تعليم اللغة العربية «عن بعد» عبر أنظمة التعلم الإلكتروني لديها؛ لتكون رافداً وداعماً لمراكز تعليم اللغة العربية. وإن مما لا شك فيه فإن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أصبحت تباهي أعرق الجامعات في خدمة لغة القرآن الكريم، وتقديم كل ما يمكنها لخدمة دينها ووطنها، نائلةً شرف دعم واهتمام قادة هذه البلاد التي طال كريم عطائها القريب والبعيد، وستواصل –بإذن الله- مسيرتها بتعليم اللغة العربية وتدريب جيل جديد من المعلمين ليحملوا مشعلها بعيدا عن الغلو والتطرف. تحقيقاً لتوجيهات ولاة أمرنا –يحفظهم الله-.