عبرت الفنانة التشكيلية السعودية الرائدة صفية بن زقر عن سعادتها بمناسبة ترشيحها للحصول على وسام الملك عبدالعزيز في الفنون البصرية والذي سوف يتم منحه لها خلال مهرجان الجنادرية لهذا العام. وقالت الفنانة القديرة صفية بن زقر خلال حديث أجرته مع «الجسر الثقافي» مساء أمس: «سعادتي لا توصف بهذا الترشيح، والذي أبلغني به صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني». وأضافت: «بكل تأكيد إن مثل هذا التكريم في حياتي يعني لي الشييء الكثير، كما أن هذا الوسام ليس لي وحدي بل هو لكل امرأة أو فنان قدم شيئا للإنسانية والوطن الغالي، وأن ترشيح مسيرتي الفنية وموضوعاتي المتخصصة بالمحافظة على تراث المملكة للحصول هذا الوسام لهو أكبر تكريم للفن والفنانين». وعن دورها كفنانة سعودية رائدة وما يضطلع به مركزها المسمى (دارة صفية بن زقر) بمدينة جدة كذاكرة تسجيلية للحفاظ على التراث بالمملكة وتشجيع الباحثين، تقول: «بكل اعتزاز أعد من الرواد في الفن التشكيلي السعودي، وفي الحقيقة أعتبر نفسي من المؤسسين للحركة التشكيلية السعودية لأن معرضي الشخصي الأول كان عام 1968م بجدة ويعتبر من البدايات في الحركة التشكيلية السعودية، وأقيم تحت مظلة أمير المنطقة وبتغطية إعلامية مميزة وسط حضور كبير من المثقفين والفنانيين والمهتمين، وكنت أخشى في ذاك الوقت من رفض هذه الحركة الفنية إلا أنها ولله الحمد نالت استحسان وقبول المجتمع، مما جعلني أواصل مسيرتي الفنية». وحول توظيفها التراث في معظم أعمالها الفنية تعلق بالقول: «ربما حدد معرضي الشخصي الأول (خطي الموضوعي) الذي استمررت عليه بعد أن تلمست حب الناس لموضوعاتي، والتي واكبت حينها فترة انتقالية في كثير من الموروثات التي يجهلها الأطفال فيما يحن لها الكبار في السن، لذلك تلمست إقبال الناس على لوحاتي والذي حمسني على أن أستمر في كتابة التاريخ بريشتي». أعمالها جسدت تفاصيل للحياة الشعبية وأكدت أن المشوار لم يكن سهلا، لأن لوحاتها من البداية أصبحت مادة بحثية، ما جعلها حريصة على أن تكون دقيقة في تقديم المعلومات التي يعتمدها الباحثون، خصوصا في الملبس الذي أخذ منها فترة زمنية لتجميع المعلومة الصحيحة لتغطية جميع مناطق المملكة. وقدمت الفنانة الرائدة صفية بن زقر في نهاية حديثها الشكر لجميع العائلات الكريمة اللاتي تبرعن للدارة ليستفيد منها ما لا يقل عن 160 باحثا وباحثة في دراسات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، مشيرة إلى أن مكتبة الدارة ما زالت مفتوحة لجميع الباحثين. يذكر أن الفنانة التشكيلية صفية بن زقر ولدت في مدينة جدة، وانتقلت مع أسرتها لتتلقى تعليمها المدرسي في القاهرة، وسافرت إلى لندن لمدة عامين (1976-1978م) للدراسة ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم والجرافيك في كلية «سانت مارتن للفنون»، وبدأ مشوارها الفني الطويل بأول معرض لها في عام 1968م، اعتبرت من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة، كما أقامت معارضها الدولية في كل من باريس وجنيف ولندن، وأسست «دارة صفية بن زقر» وبدأ العمل بها في عام 1995م لتكون منبرا ثقافيا تستنير به الأجيال. وألفت كتاب «المملكة العربية السعودية.. نظرة فنانة إلى الماضي» باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقدمت كتابها الثاني «صفية بن زقر... رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي»، كما أن بعض أعمالها الفنية مقتناة في السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وإنجلترا واليابان والسويد وإسبانيا ولبنان. وتنظم دارتها مسابقات فنية سنوية للأطفال والنشء منذ عام 2001م من خلال اختيار مواضيع مختلفة تحفز بها خيال المشاركين على الإبداع. ومن الجوائز التي حصلت عليها «كأس ودبلوما دي إكسيلانس من جرولا دورا عام 1982م في إيطاليا» وشهادة تقدير من اليونيسيف عن لوحة حراج الجمال 1995م، وشهادة تقدير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب باسم الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، وجائزة المفتاحة من الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز 2003م.