تصوير - محمد الحربي وسط حضور نسائي متميز لاول مرة في اثنينة الاستاذ عبدالمقصود خوجة الثقافية المعروفة شهدت عددا كبيرا من اهالي جدة والمثقفين والمبدعين والاعلاميين والكتاب الصحفيين من بينهم معالي الدكتور سفر ومعالي الدكتور سهيل قاضي والاساتذة محمد سعيد طيب والدكتور عبدالله مناع والاستاذ محمد سعيد العامودي والدكتور البروفسير عبدالله باسلامة والدكتور حسن سفر والاستاذ عبدالعزيز حنفي والاستاذ عبدالله بن زقر وعدد كبير من الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات وكوكبة من رجال الادب والفكر والثقافة .. بدأت هذه الامسية الجداوية العابقة. كلمة صاحب الاثنينية بدأت الامسية بكلمة لصاحب الاثنينية الاستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة الذي تحدث عن الفنانة التشكيلية الاستاذة صفية بن زقر وقال: تحتفي اثنينيتكم الليلة باحدى رائدات الفنون التشكيلية في مملكتنا .. اول فنانة سعودية تعليماً اكاديمياً في فن الرسم اشتهرت بتوثيق رسوماتها الفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمنطقة الحجاز عامة ومنطقة جدة خاصة ، سعادة الاستاذة صفية بن زقر فأهلا وسهلا ومرحبا بقامتها وقيمتها الفنية. ان المتتبع لمسيرة ضيفتنا الكريمة يرجح ان اربع عواصم عالمية تضافرت في صياغة ريادتها الفنية .. ولادتها في حارة الشام بجدة التي التقى فيها تراث الماضي بالحاضر على امر قد قدر ثم القاهرة التي ارضعتها بواكير العمل الفني ومثلت لديها بداية مشوار رغبة ان تكون رقما مهماً في خارطة الابداع الفني وتحدياً تجابه به الصعوبات ولندن التي حصلت في كليتها سانت مارتين على شهادة الرسم والجرافيك واخيرا باريس التي منحتها ألقاً وحضوراً في المشهد الفني فلاقت لوحاتها الفنية استحساناً مما حدا بالفرنسيين تسمية لوحتها (الزبونة) ب (موناليزا الحجاز) لتجسيدها جمالية زي المرأة التراثي المدني وما فيه من زخارف اسلامية تنسق بتفاصيل أكثر دقة وامتاعاً للملتقي لتلفت بتلك اللوحات انتباه العالم ان المرأة السعودية بوسعها الوصول الى العالمية وان بلادها تزخر بفنانات سعوديات يقدمن الفن بمقاييس عالمية. يحمد لضيفتنا الكريمة ان قطفت حصاد سنينها في دارة بجدة تحمل اسمها ، تهدف الى الحفاظ على التراث الحجازي الاجتماعي اكثر من 300 لوحة نتاج رحلتها مع الفن الى متحفها الشهير الذي اهدته للوطن.. وفي هذه المناسبة كتبت مقالا نشرته "عكاظ" بالعدد رقم 12209 بتاريخ 24 / 10 / 1420ه 30 / 1 / 2000م اي قبل ستة عشر عاماً جاء فيه: يعرف شوبنهاور الجمال بأنه "صفة للشيء الذي يبعث اللذة في النفس وسيحرك فيها ميلا لا اراديا الى التأمل ويشيع في داخلها لوماً من السعادة الخاصة وفي هذا الاحساس يوجد سر تقدير الجمال والاعجاب بالعبقرية الفنية". تداعى هذا التعريف الى ذاكرتي عندما سعدت بتلبية دعوة كريمة لحضور افتتاح "دارة صفية بن زقر" التي احتلت موقعاً مميزاً على شارع ولي العهد بجدة والدارة نفسها عبارة عن تحفة معمارية استوحت الفنانة التشكيلية الاستاذة صفية بن زقر خطوطها وملامحها من مدائن صالح .. وهذا اول مؤشر على التوجه العام الذي تنتهجه هذه الفنانة المبدعة حيث اشارت في بداية المطبوعة التي وزعت في حفل الافتتاح الى افتتانها بالتاريخ فكتبت "احببت التاريخ وكان من الصعب عليَّ ان اكتبه فبادرت برسمه .. تراث الماضي يحمل معاني جميلة كان يحز في نفسي ان اراها تندثر وتغيب الى الابد لذلك بادرت الى تسجيلها فانا اؤمن بالماضي اذ بدونه يجرد الانسان من حصونه وجذوره. بهذا الوضوح أجابت الاستاذة التشكيلية عن اي تساؤل قد يتبادر الى ذهن المتلقي عن القضية التي تعمل من اجلها انها تكتب التاريخ بالريشة واللون وهذا قدرها كما هو قدر غيرها ان يكتبه بالحرف ولكنها في النهاية حقائق ثابتة لا تقبل الجدل .. ولها الحق في ان تؤدي رسالتها بالطريقة التي تراها مناسبة وتتفاعل مع كيانها كإنسانة تشعر بدور يجب ان تؤديه لخدمة المجتمع وهو دور يجد مناكل تقدير ومؤازرة وتثمين وامتنان .. ولاشك ان هناك سعة في المجال الفني والابداعي بصفة عامة لاستيعاب كل التوجهات الخيرة التي تساهم في البناء الحضاري الذي تتطلع اليه واستغرب ان يرى البعض في ما تقوم به الاستاذة ضربا من التوقع في الوقت الذي اختارت في المنهج الذي تخصصت فيه مثل اي انسان ناضح شرق وغرب ثم قرر اختيار تخصص دقيق يبدع من خلاله ولماذا نكر على الفنان اختيار تخصص دقيق بينما نبيح ذلك لغيره من فروع العطاء الانساني؟!! ولماذا يصر البعض على تقليد الآخرين في مذاهبهم ومدارسهم ويرى النجاح في التقليد بينما التميز يأتي لايجاد نسيج متكامل من العطاء الذي يثري بتنوعه مجمل الثقافة الاجتماعية. اما اعتراض الآخرين على ما اسموه بالوجوه الكالحة التي تظهر في بعض لوحات الفنانة التشكيلية صفية بن زقر فليس له ما يبرره لان ميولها الفنية تجذبها نحو التراث وبالتالي نقلت الينا بصدق وعفوية شديدين الواقع الذي عشناه وفي ذلك محمدة كبيرة حتى تقف وتقف الاجيال القادمة على درجة الرقي والتطور التي شملت المجتمع والنقلة التي انتظمت مسيرة التنمية .. وكنا نعرف فان البشر قد تحسنت ظروفهم الصحية والجمالية وغيرها بمرور الزمن واذا كان البعض يرى ان ندفن تلك الحقب الماضية في رمال النسيان فهل يا ترة ينطبق ذلك على الحضارة الفرعونية التي طبقت شهرتها الآفاق ونطالب بطمسها من خريطة الوعي الثقافي لانها تحمل جوها لا تتماشى مع مواصفات اليوم .. ان مقارنة العمل التراثي بالعمل التشكيلي الحديث تعتبر جائزة جائرة وخارج اطار الفهم الفني لطبيعة العملين. التهنئة للسيدة الفاضلة الفنانة التشكيلية الاستاذة صفية بن زقر على هذا الانجاز الرائع والعمل المبرور الذي سيخلد اسمها واسم عائلتها العريقة بأحرف من نور على امتداد التاريخ الذي احبته .. وهنياً لها هذا التواصل الجميل مع ماضينا التليد الذي نعتز ونفخر به في وقت تسعى كبريات الدول لبذل مكل غال ونفيس من اجل ان يكون لها تاريخ نتكئ عليه وبعض الجول تحاول ان تصطنع تاريخاً مزيفا وتلوي عنق الحقائق لتخدم مصالحها وفق استراتيجية واضحة تعرف تماما اهمية توظيف التاريخ لخدمة الحاضر والمستقبل قلك ان اي امة بلا تاريخ هي امه بلا هوية. أجدد الشكر للسيدة الفنانة التشكيلية صفية بن زقر التي ضحت بالكثير لاقامة هذا الصرح المهم وجعلت منه معلماً بارزاً من معالم مدينة جدة ويزيد من تقديري لهذا العمل انصراف البعض عن هذه الاعمال الجادة وتبديد ثروات ضخمة على مستحضرات وصوالين التجميل التي تقتصر على العناية بالقشور وترك اللب ولفكر والفن والثقافة ونهباً للأهواء والفضائيات التي تنازعها لتضبغها بالشكل الذي تريد ولا يعني هذا ضرورة الانصراف عن الزينة والجمال (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) ولكني اعني ضرورة مراعات الوسطية والالتزام قدر الامكان بالاسبقيات التي جعلت منا خير امة اخرجت للناس والله الموفق وفي مناسبة احتباء الاثنينية بتاريخ 24 / 1 / 1428ه 12 / 2 / 2007م اي قبل ثمانية اعوام بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسها عندما سئلت عن الصالون الثقافي لضيفتنا الكريمة قلت : "انا لا استطيع المقارنة لكنني زرت المقر يوم لاافتتاح وكان معنا الاستاذ وخيب بن زقر وكتبت كلمة في "عكاظ" اشيد بالدور الذي قامت به هذه السية الفاضلة اقامت دارة بملغ ضخم ووضعت فيها مقتنيات ذات قيمة كانت ربما سعت سيدة اخرى غيرها لتشتري خواتم ألماس وتزين بها أناملها وحلقان وغيرها .. الخ لكنها وضعتها في مؤسسة ثقافية تخدم فيها وطنها فالدور الذي تقوم به دور ريادي ولا استطيع المقارنة لكنني استطيع ان اقول اننا نكمل بعضنا بعضاً واي جهد يطلب منا القيام به ونستطيع القيام بكل تقدير لمن يطلبه. ويومها مع الاسف لم يكتب احد غيري مقالة يشيد بما قامت به السيدة الفاضلة رغم ان كثيراً من الصحفيين والمثقفين رأوا بأم اعينهم ما رأيت ولكن لماذا نكران الجميل .. يومها "حرقني قلبي" وكتب مقالتي ولم اعتب فيها على احد لكنني تكلمت بما رأيت وأشدت بذلك العمل العظيم وفعلا وضعت لنفسي يومها مئة علاقة استفهام لماذا نكران الجميل لسيدة قامت بهذا العمل الجليل وثقت هذه المعلومة في "الاثنينية" الجزء الرابع والعشرين صفحة 520. الجدير بالذكر ان دارة "اثنينيتكم" شهدت اول اجتماع تأسيسي لبيت التشكيليين عام 1412ه 1990م اي قبل اربعة وعشرين عاما ضم الدكتور المهندس محمد سعيد فارسي رئيسا فخريا والدكتور عبدالله مناع نائبا للرئيس وعضوية كل من شخصي والشيخ عبدالرؤوف خليل يرحمه الله ومعالي الدكتور رضا عبيد والدكتور عبدالله دحلان والدكتور عبدالحليم رضوي يرحمه الله والاستاذ عيسى عنقاوي وتقرر تشكيل لجنة تنسيق للفنانين التشكيليين به1ه الدارة ايضا بتاريخ 20 / 9 / 1413ه الموافق 13 / 3 / 1993م تضم الاستاذ طه الصبان رئيساً والاستاذ هشام بنجابي نائباً له وعضوية كل من الاساتذة نائل ملا وعبدالله حماس وضياء عزيز ضياء وبدأ نشاطه الفعلي تحت مظلة الرعاية العامة للشباب والرياضة بتاريخ 1 / 1 / 1414ه الموافق 26 / 6 / 1993م احببت ان اذكر هذه المعلومات للتاريخ والتوثيق. السيرة الذاتية المختصرة لسعادة الاستاذة صفية بن زقر - ولدت الفنانة صفية بن زقر في مدينة جدة . انقلت مع اسرتها لتتلقى تعليمها المدرسي في القاهرة. - صافرت الى لندن لمدة عامين (1976 - 1978م) للدراسة ضمن برنامج دراسي حصلت بعده على شهادة في فن الرسم الجرافيك في كلية "سانت مارتن للفنون". انجازاتها: بدأ مشوارها لافني الكويل بأول معرض لها في عام 1968م اعتبرت من اوئال مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة كما اقامت معارضها الدولية في كل من باريسوجنيفولندن. اسست "دارة صفية بن زقر" وبدأ العمل بها في عام 1995م لتكون منبرا ثقافيا يستنير به الأجيال. النشاطات الثقافية: - لها مجلس فني / ادبي شهري من عام 1994م يعرف باسم المجلس الثقافي لدارة صفية بن زقر. - ألفت كتاب "المملكة العربية السعودية .. نظرة فنانة الى الماضي" باللغتين الانجليزية والفرنسية. -قدمت كتابها الثاني "صفية بن زقر .. رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي". - بعض أعمالها الفنية مقتناه في المملكة العربية السعودية والولياات المتحدةالامريكية وانجلترا واليابان والسويد واسبانيا ولبنان. - منذ عام 2003م - 2006م اقامت الدارة مناظرة شعرية سنوية في شهر مارس من كل عام من منطلق الحفاظ على التراث الادبي بمشاركة المهتمات بالادب العربي من اكاديميات ومثقفات. - تنظم مسابقات فنية سنوية للاطفال والنشء باسم دارة صفية بن زقر منذ عام 2001م بانتيار مواضيع مختلف تحفز بها خيال المشاركين على الابداع. النشاطات الثقافية - في بداية حياتها الفنية ساهمت بكتابة مقالات في الفن التشكيلي في الصحف المحلية وكانت بدايتي في جريدة البلاد. - القت العديد من المحاضرات في جدة والرياض والقاهرة. بعض المعارض الفنية - 1393ه - 1973م : معرض خاص في قاعة ودستوك في لندن. - 1400ه - 1980م : معرض شخصي في قاعة باتريك سيل في لندن. - معرض شخصي في قاعة جرون في باريس. - معرض شخصي في قاعة أرت دي فيشين - جنيف. 1402ه - 1982م : معرض جماعي (50 فنانا) حيث عرضت كضيفة شرف في قاعة ردك في جدة. 1428ه - 2008م: معرض شخصي "مجموعة الملابس التراثية الفنية" في دارة صفية بن زقر. 1433 - 2013م : افتتاح عرض جدارية بمسمى (مساجد يشد اليها الرحال) بمناسبة مرور 17 عاما على تأسيس دارة صفية بن زقر. بعضاً من الجوائز التي قدمت لها: - كأس ودبلوما دي اكسيلانس من جرولا دورا عام 1982 في ايطاليا. - شهادة تقدير من اليونسيف عن لوحة حراج الجمال 1995م. - شهادة تقدير من بيت الفوتوغرافيين 1999م. - شهادة تقدير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب باسم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز. - جائزة المفتاحة من صاحب السمو الملكي الامير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير 2003م. - درع تقدير من الشباب البريطانيين 2005م. - درع شكر وتقدير من مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين على المشاركة في البرنامج الصيفي في الفنون التشكيلية 2005م. - درع شكر وتقدير ووفاء من المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لعام 1427ه.