كما أشار فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، فإن الطائفيين باستهدافهم مكةالمكرمة بصاروخ بالستي كما فعل الحوثيون مؤخرا، فإنهم بذلك يستخفون ويستهينون بالشريعة الإسلامية الغراء ويضربون بتعاليمها ومبادئها عرض الحائط، وقد عهد عنهم ذلك، وقد تجدد هذا الاستخفاف من خلال فعلتهم اللئيمة المشؤومة بمحاولة الاعتداء على مكةالمكرمة، والاعتداء على البيت الحرام وهو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. إنه عمل إجرامي يضاف إلى ما تمرس عليه الحوثيون من أعمال إجرامية، فهم يمثلون في واقع الأمر منظمة إرهابية لا تقل أعمالها التخريبية عن حجم تلك الأعمال التخريبية الشنيعة التي تمارسها التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وحزب الله وسواهم من التنظيمات التي ما زالت تستهين بالحقوق والأعراف والقيم، وتستهين في الوقت ذاته بالعقيدة الإسلامية السمحة بكل مبادئها وقيمها الخالدة. إن تعظيم وتقديس الشعائر الزمانية والمكانية أمر حث رب العزة والجلال عليه، وحث خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات على إجلالها وحبها، وعلى رأس الأماكن المقدسة بيت الله الحرام بمكةالمكرمة، حيث حاول الحوثيون الاعتداء عليه، وهو من أعظم الأماكن المقدسة التي باركها الله لوجود بيته العتيق فيها، فالحوثيون بعملهم الإجرامي الذي أقدموا عليه يشابهون اليهود الذين ما زالوا يعيثون فسادا وتخريبا في المسجد الأقصى الشريف. فالتشابه واضح بين حقد الحوثيين وحقد اليهود على المقدسات الإسلامية، فالأفعال متجانسة، فكما دنس اليهود المسجد الأقصى الشريف فهاهم الطائفيون المتمثلون في الحوثيين يحاولون الاعتداء على المسجد الحرام بمكةالمكرمة، فعملهم شبيه أيضا بما فعله أبرهة المنبوذ، غير أن المولى القدير أبطل كيد الحوثيين ورد فعلتهم الشنيعة إلى نحورهم فحمى حرمة بيته العتيق. ما فعله الحوثيون كان محط شجب واستنكار من كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فور حدوثه، وهي غيرة إسلامية على بيت الله العتيق وعلى مسجد خاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام، وهي غيرة كان لا بد من ظهورها على السطح ليعلم أعداء الإسلام والمسلمين أن عدوانهم على البيت الحرام يمثل أكبر انتهاك لتعاليم الإسلام ومبادئه الخالدة، ويمثل حقدا دفينا ضد الإسلام والمسلمين. العمل القبيح الذي أقدم عليه الحوثيون باطلاقهم الصاروخ البالستي على مكةالمكرمة وهو من صنع حكام طهران الذين ما زالوا يمدونهم بالأسلحة والذخائر للاعتداء على أبناء اليمن العزل في منازلهم، والاعتداء على أراضي المملكة، والاعتداء على مقدسات المسلمين هو عمل جائر لا تفسير له، إلا أن أولئك الضالين المضللين بطائفيتهم المذمومة أرادوا بذلك الاعتداء على الإسلام وانتهاك المقدسات. لقد كشف الحوثيون بعملهم الشائن من خلال عدوانهم السافر على مكةالمكرمة عن وجههم الأسود الذي لا يحمل غير الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين، وإزاء ذلك فإن كافة المسلمين في كل مكان إضافة إلى استنكارهم لما فعلته تلك الفئة الضالة فإنهم مطالبون بقطع أي صلة تربطهم بهذا الحزب الإجرامي، ومطالبون باستمرار تنديدهم بكل الجرائم التي يمارسها الحوثيون ضد اليمن وضد جيران اليمن وضد العقيدة الإسلامية السمحة.