تواصلت ردود الأفعال الإسلامية والعالمية المستنكِرة استهداف الحوثيين مكةالمكرمة، بعد إطلاق صاروخ باليستي اعترضته القوات السعودية هذا الأسبوع، فيما لم يصدر أي بيان إيراني يدين الحادثة، في حين دعت منظمات وجمعيات إسلامية لمواجهة الحوثيين في شكل أكبر. وندد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير بالأفعال «الآثمة والأعمال الخبيثة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وزمرتهم، وتعمدهم استهداف أقدس البقاع مكةالمكرمة، معتبراً ذلك صداً عن سبيل الله وانتهاكاً لأمن البلد الحرام وحرمته وترويعاً للطائفين ببيته العتيق». وقال في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية: «إن الله تعالى أمر بحفظ البيت الحرام وتعظيمه وتقديسه وتنزيهه عن أفعال الملحدين، وأخبر أن الصد عنه من أفعال الكفار والمشركين. فقال الله في كتابه العزيز: ((وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ))». مذكراً بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن مكة حرّمها الله ولم يحرّمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشاهد الغائب» متفق عليه. وأضاف فضيلته: «أي إسلام يدّعيه الحوثي وأتباعه، وقبلة المسلمين وأقدس مقدساتهم وأفضل البقاع بيت الله الحرام، مهوى أفئدة المسلمين لم تسلم من حقدهم وخبثهم وصواريخهم؟ وأي هدف ينشد أولئك بإطلاق صواريخهم على مكةالمكرمة إلا إخافة الطائفين والمعتمرين والمسافرين إلى بيت الله الحرام وبث الخوف والرعب في نفوس قاصديها»؟ وشجب ممثل دار الفتوى اللبنانية لدى أستراليا الشيخ مالك أحمد زيدان «جريمة ميليشيا الحوثيين بإطلاق صاروخ باتجاه منطقة مكةالمكرمة». وقال إن العمل الذي «قام به الانقلابيون الحوثيون يعد اعتداء إجرامياً شنيعاً»، مشيراً إلى أن «الانقلابيين في اليمن ومن ورائهم إيران لم يراعوا حتى حرمة مكةالمكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وهذا دليل واضح على فساد عقيدتهم وخبث نواياهم». وأعرب رئيس مجلس العلماء في نيوزيلندا الشيخ محمد ماهر فيض الرحمن، ورئيس مجلس الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا الدكتور حازم زياد عرفة، في بيان مشترك، عن تضامن المسلمين في نيوزيلندا مع السعودية في مواجهة هذا «الاعتداء السافر»، مؤكدين أن استهداف هذه «البقعة المباركة من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران عمل آثم وجبان تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية، ويعد اعتداء سافراً على حرمة المقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم». وأكد البيان «قدرة قوات التحالف على إنزال الهزيمة بالحوثيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن». وفي مكةالمكرمة، قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ محمد الخزيم أمس: «إن ما تقوم به هذه الجماعات التخريبية يعد عملاً إجرامياً واعتداء آثماً يؤدي إلى ترويع الآمنين والمستأمنين في بلد الله الحرام»، مؤكداً أن «الأمة الإسلامية جميعها تستنكر ما حدث من استهداف لهذه البلاد الطاهرة، وطن المقدسات وبلد المشاعر والحرمات، كما أن المملكة حماها الله تعمل على ردع ودحر من يحاول مساس أمن الوطن». إلى ذلك، أعربت جمعية علماء الهند المركزية عن إدانتها واستنكارها استهداف منطقة مكةالمكرمة، ووصفت ذلك بالعمل «المشين والمستفز لمشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم». وقال الأمين العام للجمعية الدكتور عزير أحمد القاسمي في بيان له: «إن الحوثيين هم قرامطة هذا العصر، وإنهم قربت نهايتهم، فمن قصد هذا البيت العظيم من جبار بسوء إلا قصمه الله وأهلكه، وإن في قصة أصحاب الفيل لعبرة». واستنكر رئيس مجلس الأئمة بأستراليا الشيخ شادي السليمان باسمه ونيابة عن أئمة وخطباء وعلماء أستراليا «جريمة إطلاق الميليشيا الحوثية صاروخاً على مدينة مكةالمكرمة. وأعرب في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية عن تنديده القوي بهذه الجريمة والاعتداء الآثم. وقال: «إن الاعتداء على مكةالمكرمة هو اعتداء على الإسلام ومبادئه ومقدساته وعلى المسلمين في العالم كله، ودليل آخر وثابت على عدم صلة المهاجمين بالإسلام والمسلمين».