بدأت الاستشارات النيابية مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، لتسمية رئيس جديد للحكومة، حيث تتجه أغلبية النواب إلى تكليف الرئيس الأسبق سعد الحريري بتأليف الحكومة الجديدة التي ستتولى إدارة الإنتخابات النيابية في مايو 2017. وهكذا، عهد جديد سينطلق في لبنان بعد فراغ رئاسي وتعطيل حكومي دام ثلاث سنوات تقريباً. وترى مصادر متابعة في تصريح ل«اليوم» أن «مهمة الرئيس الحريري لن تكون سهلة على صعيد التأليف لأن ثمة مطبّات تنتظره بدءاً من تلويح الفريق الشيعي بأنه سيكون في موقع المعارض للحكومة مما يهدد تكوينتها في المنظور الميثاقي عدا عن الصراع على الحصص والحقائب الأساسية، سواء السيادية منها أو الخدماتية وأهمها وزارة الطاقة التي ستكون موضع استقطاب كل القوى عشية البدء بتلزيم بلوكات النفط في جنوبلبنان». وتعتبر أن «اللغم الأكبر الذي يواجه الحكومة هو البيان الوزاري الذي سيفرض فيه «حزب الله» وفريقه بنوداً منفرّة لفريق 14 آذار والرئيس سعد الحريري، خصوصاً بما يتعلق ببند «الجيش والشعب والمقاومة» الذي يصرّ الحزب على وضعه في البيان، كما يسعى إلى انتزاع شرعية لقتاله في سوريا، وهذا بند أخطر من السابق، لأنه يتناقض مع توجه الدولة وخطاب القسم الذي ألقاه عون وفيه يؤكد على تحييد لبنان عن أزمات المنطقة». وتوضح المصادر أن «الكباش على هذه العناوين سيؤخر ولادة الحكومة أشهراً ثم يضعها أمام مهلة زمنية ضيقة جداً تجعلها أمام حتمية التحضير للانتخابات النيابية، ما يعني أن حكومة العهد الأولى ستكون عاجزة عن إنجاز أي أمر إصلاحي أو إنقاذي في عهدها»، الا انها تعتقد أنه «إن كان الرئيس نبيه بري من ضمن الحكومة ربما سوف تكون مهمة التأليف أسرع مما إن كان خارجها». وكانت الاستشارات في يومها الأول، قد استهلت بحسب الأعراف مع رئيس الحكومة المستقيلة تمام سلام الذي أكد بعد اللقاء أنه «سمى الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة»، مشدداً على «ضرورة تأليف حكومة جامعة وطنية». من جهته، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي أنه «من الثابت الوطني لدي دعم مقام رئاسة الوزراء وانطلاقة أي عهد جديد لا تكون الا بحكومة يرأسها سعد الحريري». بدوره، قال رئيس «كتلة المستقبل» النائب فؤاد السنيورة بعد لقائه عون: «أسمي الحريري لتولي الحكومة الأولى في هذا العهد»، مشيراً إلى أنه «هنأ الرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وتمنى له التوفيق». أضاف: «نحن نعارض بشرف وكرامة ونؤيد أيضاً بشرف وكرامة». أما الرئيس سعد الحريري، فقد غادر قصر بعبدا بعد مشاركته في الاستشارات النيابية من دون الإدلاء بأي تصريح. وفي دردشة مع الإعلاميين، اكتفى الحريري بالقول: «متفائل بالعهد الجديد». أما نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، فقال: «سميت الحريري لما يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المركز». كما سمت كتلة «المستقبل» وتكتل «التغيير والاصلاح» الرئيس الحريري.