أطلقت إدارة مستشفى الثورة بمدينة تعز، نداءً عاجلاً تحذر فيه من توقف المستشفى بشكل كامل خلال الأيام المقبلة، إذا لم تتوافر احتياجاته المالية للتشغيل، في ظل ازدياد الأوضاع المأساوية منذ انقلاب الحوثي والمخلوع على السلطة أواخر سبتمبر 2014م، وما سبق من تحذيرات من انهيار شامل، بالقطاع الصحي والغذائي والإنساني، كانت أطلقتها عدد من المنظمات الدولية والمحلية على رأسها منظمة الأغذية العالمية. في أثناء ذلك شنت قيادات ميليشيات الحوثي هجوماً غير مسبوق ضد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واتهمته بأنه منحاز وغير حيادي، ضمن محاولات مستمرة من قبلها لتحقيق مكاسب سياسية، خصوصاً مع فشل الجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية. وفي السياق الصحي، أوضحت إدارة مستشفى الثورة في بيان لها: انهم استقبلوا خلال الفترة الماضية آلاف الجرحى والمرضى، إضافة إلى إجراء قرابة أربعة آلاف عملية، ونحو عشرين ألف غسلة لمرضى الفشل الكلوي. وأشار البيان إلى أن المستشفى يواجه احتمال توقفه عن العمل بشكل كامل بسبب انعدام المواطنة التشغيلية، داعيا «وزارة الصحة ومنظمات العمل الطبي والإنساني في اليمن» لمواجهة كارثة توقف الهيئة عن العمل، مضيفًا: إن عشرات الحالات من مرضى الفشل الكلوي معرضون للموت حال توقف الهيئة عن الخدمة. مؤججو الحرب يتهمون ولد الشيخ وفي تناقض غريب، قال الناطق باسم ميليشيات الحوثي الطائفية محمد عبدالسلام: إن ولد الشيخ أحمد تحول إلى مؤجج للحرب يمارس الشحن الطائفي والمذهبي، ويعتمد المغالطات والافتراءات، لا سيما عندما تحدث عن استهداف الحوثيين لمكة المكرمة، وقال عبدالسلام: إن ذلك كذب وزور وافتراء. مما يشير إلى أن إحاطة المبعوث الأممي لمجلس الأمن قد أثارت عليه ردود أفعال غاضبة كان موقف ميليشيات الحوثي الأبرز في هجومها الصارخ وحملة انتقاداتها غير المسبوقة ضد ولد الشيخ أحمد. وأشار عبدالسلام إلى أن ولد الشيخ أحمد افتقد إلى الحياد وتجاوز دوره كوسيط أممي، وقام بالتضليل الإعلامي، وأوضح أن الأممالمتحدة لابد لها أن ترمم ما هدمه مبعوثها الذي انزلق نحو منحدر خطير بتحوله إلى أسوأ بوق أممي لدول التحالف. هذا الهجوم تزامن مع تصريحات لما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين الذي أوضح أن إحاطة ولد الشيخ أحمد في مجلس الأمن اتسمت بالمغالطات والتحريض وعدم الحيادية. وكان المبعوث الأممي قد تحدث في إحاطته التي ألقاها في مجلس الأمن عن القصف الذي تعرضت له صالة العزاء في صنعاء، معبراً عن أسفه للضحايا الذين سقطوا في الحادثة، غير أن قيادات ميليشيات الحوثي وصفت في تصريحات لها المبعوث الأممي بأنه كاذب ومضلل. يذكر أن حملة انتقادات الميليشيات ضد ولد الشيخ أحمد ليست الأولى، فقد سبق أن اتهمته بأنه منحاز وغير حيادي، وأنه لا يقول الحقيقة، وليس مؤهلاً للقيام بدور الوسيط الأممي. قتلى للانقلابيين بالمواجهات قُتل 8 وجرح العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح في مواجهات بتعز، كما شهدت الجبهة الشرقية للمدينة اشتباكات عنيفة في وقت ما زالت الميليشيات تواصل قصفها على الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية على مناطق جديدة في منطقة الأقروض بتعز. كما شهدت جبهة نهم بمحافظة صنعاء معارك عنيفة تركزت تحديداً في منطقة بني بارق ومسورة، بدعم من غارات التحالف التي استهدفت مواقع الانقلابيين في المرتفعات الغربية لمديرية نهم، وذلك بالتزامن مع صول تعزيزات عسكرية من الجيش الوطني إلى الجبهة. من جهتها، شنت طائرات التحالف غارات على ثكنات للميليشيات في منطقتي حاز وقاع المنقب في ضاحية همدان شمال صنعاء. وفي محيط العاصمة، شنت المقاتلات عدة غارات جوية استهدفت مواقع الميليشيات في جبل النبي شعيب، في بني مطر غربي صنعاء، كما قصفت مواقع في محافظة حجة. واستهدفت طائرات التحالف العربي بغارات متفرقة مناطق على الساحل الغربي لليمن، في منطقة الكويزي في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة، إلى المطار الحربي في مدينة الحديد. كما شنت ثلاث غارات على منطقة المخا غرب محافظة تعز. في سياق مختلف، أكدت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة مأرب في اجتماع مشترك، رفضها لخطة التسوية التي قدمها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، باعتبارها جاءت ضد تطلعات وآمال الشعب اليمني الذي عانى من ويلات انقلاب ميليشيات الحوثي والمخلوع وما رافقه من قتل ودمار. وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية، أن أحزاب المؤتمر الشعبي العام، والرشاد السلفي، والاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، اعتبرت أن أية تسوية سياسية لا تستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، تكرس الانقلاب وتشرعن له، كما تهدر تضحيات الشعب اليمني الذي قاوم الانقلاب منذ لحظته الأولى وما زال يواصل الكفاح ويقدم التضحيات. وثمّنت الأحزاب دور التحالف العربي بقيادة المملكة، واتفقت فروع الأحزاب على إنشاء تكتل سياسي في مأرب يوحد الجهود وينسقها في ظل المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد.