في 31 اكتوبر 2016، انتخب العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية بعد 890 يوما على الشغور الرئاسي وعدم اكتمال نصاب جلسات الانتخاب ال 45. بالأمس، خرج الدخان الأبيض من الجلسة 46 بانتخاب عون رئيسا ب 83 صوتا بعد ثلاث عمليات اقتراع من الدورة الثانية، إذ تعذر تأمين الأصوات المطلوبة في الدورة الأولى. وهكذا عاد الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا الذي كان يحلو له تسميته «بيت الشعب»، بعد خروجه القسري منه العام 1990 تحت وابل من قذائف الجيش السوري الذي اقتحم القصر ووزارة الدفاع وقتل من قتل وأسر آخرين بعضهم لم يعرف مصيره بعد. وشارك 127 نائبا في الجلسة الرئاسية ال 46 لانتخاب الرئيس. وبعد انتظار وتعطيل النصاب، افتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب الرئيس التي بدأها ممازحا، حيث قال: «انتظرنا سنتين ونصف السنة». وأضاف: «حضور جميع النواب ولا اعتذار». ثم بدأت تلاوة المواد الدستورية الخاصة بالرئاسة، إضافة إلى النظام الداخلي وكيفية الانتخاب. ولاحقا وزعت الأوراق لبدء الاقتراع. وشدد بري على أن «الفوز من الدورة الأولى يتطلب 86 صوتا، وبعدما جال صندوق الاقتراع على النواب، بوشر فرز الأصوات». وفي الدورة الأولى، حصل عون على 84 صوتا، فيما توزعت الأصوات الأخرى كما يلي: 36 ورقة بيضاء و6 ملغاة وصوت للنائبة جيلبيرت زوين. بعد 5 دقائق أعلن بري عن الدورة الثانية، وجال صندوق الإقتراع مجددا على النواب، وعند البدء بفرز الأصوات تبين أن هناك 128 صوتا لا 127، فأعاد بري الدورة الثانية التي تتطلب 65 صوتا ليفوز الرئيس. وانتهت الجولة الثانية للدورة الثانية أيضا ب 128 صوتا، فطلب بري من النائبين أنطوان زهرا ومروان حمادة أن يقفا أمام الصندوق وليأتي كل نائب ويدلي بصوته من أجل صحة التصويت. وغضب بري مما يحدث إذ قال للنواب «يا عيب الشوم.. هناك سفراء يتابعون الجلسة ولا يجوز أن يحصل هذا الأمر». وبعد إعلان فوز عون، قال الرئيس بري: «أهنئ الرئيس في هذه اللحظة الوطنية والاقليمية والدولية الأشد صعوبة»، مشددا على ان «التهديد الفعلي والمستمر لبلدنا ينبع من عدوانية اسرائيل». وتابع بري: «المجلس النيابي يعهد اليكم قيادة سفينة البلاد الى بر الأمان»، مؤكدا ان «انتخاب ميشال عون بداية وليس النهاية». وختم: «لدعم الجيش بالعديد والعتاد للقيام بمهام الدفاع إلى جانب المقاومة والشعب ولوقف استنزاف ثروة لبنان». وتلا الرئيس عون خطاب القسم في مجلس النواب، واضاف: «أتيت من مسيرة نضالية طويلة مليئة بالتضحيات خصوصا في المؤسسة العسكرية والسلطة العامة، ونأمل بتأمين استقرار يطمح إليه اللبنانيون كي لا تكون أول خطوة لكل لبناني السفر وأشدد على الشراكة الوطنية». وتابع: «علينا أن نعيش روح الدستور من خلال المناصفة الفعلية وإقرار قانون انتخابي والوحدة الوطنية من مقومات الاستقرار الأمني»، معتبرا ان «لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة وسنمنع وصول أي شرارة إليه». وشدد على «اننا ملتزمون بقرارات الجامعة العربية وسنتبع سياسة خارجية تنأى بنفسها عن نيران المنطقة وسنحمي وطننا من العدو الإسرائيلي». وأكد عون ان «لا حل في سوريا من دون عودة النازحين ويجب تثبيت حق العودة للفلسطينيين»، مشددا على «اننا سنحمي لبنان من الإرهاب عبر سياسة استباقية وأولويتي دعم الجيش ليحفظ السيادة». وقال: «لن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ارضنا المحتلة». وشدد على ضرورة أن «يكون هناك خطة اقتصادية يتم البناء عليها». وبعد ذلك، انتقل الرئيسان بري وعون إلى قاعة الشرف في مجلس النواب لتقبل التهاني، لينتقل بعدها إلى قصر بعبدا حيث يتسلم مقاليد الحكم. وبرز خلال فرز الأصوات في المجلس النيابي وجود 5 أوراق اقتراع كُتب عليها «ثورة الأرز في خدمة لبنان». وما إن أعلن عن هذه الأوراق حتى نشر رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل عبر «تويتر» صورة برفقة النواب وعلق قائلا: «ثورة الأرز.. في خدمة لبنان». ومن الأوراق اللافتة ورقة كتب عليها «ميريم كلينك»، «ستريدا طوق»، «Zorba De Griek»، «مجلس شرعي او غير شرعي». ويشار إلى أن مناصري «التيار الوطني الحر» أقاموا احتفالات في المناطق، حيث شهدت حارة حريك والأشرفية والطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري في بعبدا مسيرات سيارة وعلقت أعلام «الوطني الحر» والرايات تعبيرا عن فرحهم بانتخاب عون رئيسا.