قبل أيام وجهت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية سؤالاً للمرأة السعودية جاء فيه: «هل أنتِ امرأة سعودية؟ نود أن نعرف منكِ عن حياتكِ وتطلعاتِك وآرائك حول المجتمع السعودي»! ولولا أن السؤال ورد في تويتر باللغة العربية، وتطوّع بعض المغردين لوضع وسم له ونشره، لما عرف به أحد! وبما أن السؤال قد طرح ونوقش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والنيويورك تايمز جادة في سؤالها، وليست هازلة كما يتبادر لذهن العاقل أول مرة، فمن الغريب أن يدس محررو صحيفة عريقة أنوفهم في قضايا لا تقدم لصحيفتهم ولا لقرائها إضافة كما تحرص على ذلك الصحف التي تحترم تاريخها وقراءها، حتى ولو كانت تعاني من الخسائر وضعف الإقبال، إلا أنني سأهتم بهذا السؤال مراعاة لوضع النيويورك تايمز وتاريخها المهني القديم، وأرد عليه بمجموعة من الأسئلة التي قد توقظ مسؤوليها وتنقذهم من هذا المسار المنحرف الذي يسيرون فيه: من الذي أعطى صحيفة النيويورك تايمز الحق في توجيه السؤال للمرأة السعودية أو غيرها من نساء الأرض غير الأمريكيات، بل والادعاء بأن محرريها قادرون على رسم حياة هؤلاء النساء ومستقبلهن؟! ما هذا الغرور والتعالي الذي يتملك هؤلاء؟! هل انتهت نساء العالم، حتى تترك النيويورك تايمز نساء 230 دولة، وتتوجه بالسؤال للمرأة السعودية، هل هي بهذه الدرجة من الأهمية رغم التجاهل الطويل ورفض هذا التميّز؟! هل انتهت مشاكل المرأة الأمريكية التي يجب أن تكون محور اهتمام النيويورك تايمز لكونها هي قارئتها، بالإضافة إلى كونها تعاني معاناة كبيرة تستحق أن تفرد لها التحقيقات، ويُسعى في وضع الحلول المناسبة لمشكلاتها، فعقلاء مجتمع النيويورك تايمز يصرخون مما تتعرض له المرأة، وعدد منهن على بعد أمتار من مبنى الصحيفة؟! أعتقد – كما يعتقد كل عاقل- أن هذا أفضل وأنجح للنيويورك تايمز، بدلاً من الانشغال بنساء لا يفرقن بين كون النيويورك تايمز صحيفة مرموقة أم اسم لمطعم؟! أتمنى أن تكون هذه الأسئلة البسيطة والمباشرة، وسيلة لإيقاظ الزملاء في النيويورك تايمز، ومن لفّ لفهم، من حالة التيه التي عاشوا فيها طويلاً!