انتزع مقاتلو الجيش الحر المدعوم من تركيا أمس الأحد، السيطرة على قرية «دابق» الاستراتيجية من قبضة تنظيم داعش، في وقت أعلن الجنرال فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما في تصريحات ل«قناة روسيا 1» أن الوضع في سوريا معقد جدا، ولم يستبعد شامانوف زيادة احتمالية قيام واشنطن بضرب جيش النظام، مشيرا في ذات الوقت لاحتمال حدوث صدام مسلح روسي أمريكي وفقا لروسيا اليوم. وبرر رئيس لجنة الدفاع بالدوما توقعاته، بأن الجانب الأمريكي يرفض مواصلة التعاون مع روسيا، ويتنصل من التزاماته ويواصل تأجيج الوضع. وأعرب شامانوف خلال لقائه بالقناة الروسية؛ عن اعتقاده بأن الأمريكيين سيستخدمون الصواريخ المجنحة من السفن والغواصات لضرب المواقع السورية إذا قرروا إشعال الحرب ولن يستخدموا الطائرات الحربية. دابق في قبضة الحر وتزامن الهجوم على دابق مع هجوم على بلدة صوران ومحيطها، بقصف مكثف من قبل الفصائل على البلدة. ول«دابق» أهمية رمزية للتنظيم الذي نشر هناك نحو 1200 من مقاتليه، بعضهم قام التنظيم بسحبهم من جبهات حمص وجبهات مع قوات سوريا الديمقراطية، وأرسلهم إلى جبهة دابق، ومن ضمنهم نحو 1000 مقاتل استقدمهم التنظيم من خارج سوريا، وقدموا إلى الرقة ومن ثم توجهوا إلى دابق. وقال أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد ل«رويترز» والمرصد السوري لحقوق الإنسان: إن مقاتلي معارضة سوريين تدعمهم تركيا انتزعوا السيطرة على قرية دابق الاستراتيجية الواقعة في شمال غرب سوريا من تنظيم داعش في ساعة مبكرة من صباح الأحد عقب اشتباكات. وأضاف عثمان والمرصد ان مقاتلي المعارضة سيطروا على بلدة صوران المجاورة لدابق. وتم الإعلان عن معركة استعادة دابق السبت، حيث أعلن قائد من المعارضة المسلحة أن الجيش الحر، مدعوماً من تركيا، بدأ هجوما على قرية دابق في شمال غرب سوريا لاستعادتها من «داعش». فيما شهدت محافظة حلب استشهاد 10 مواطنين بينهم مقاتلان اثنان من الفصائل المقاتلة، خلال اشتباكات مع قوات وميليشيات النظام جنوب حلب، واستشهد رجل وطفل جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في حيي الميسر والسكري بمدينة حلب، و4 مواطنين بينهم مواطنتان وطفلة إثر قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية جزرايا، وشخصان اثنان استشهدا جراء سقوط قذائف على مناطق أحياء المنشية والمحافظة والسليمانية بمدينة حلب، وفي حمص استشهد 7 مواطنين بينهم مقاتلان اثنان من الفصائل المعارضة جراء قصفٍ للطيران على ريف حمص الشمالي، واستشهد مواطن إثر قصف لقوات النظام على مناطق ببلدة الغنطو، و3 مواطنات استشهدن جراء قصف على مدينة تلبيسة، وطفل إثر سقوط قذائف على منطقة الكراج الشمالي بالمدينة. وفي ذات المنحى، قصفت الطائرات الروسية مناطق في ريف جسر الشغور بريف إدلب الغربي، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، كذلك شهدت قرية جزرايا بريف إدلب الشرقي قصفا جويا أسفر عن استشهاد شخص وإصابة نحو 20 آخرين بينهم أطفال ونساء. في المقابل قتل 9 على الأقل من قوات الأسد وميليشياته إثر استهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة بآلياتهم في عدة مدن وبلدات وقرى سورية. وقتل ما لا يقل عن 12 من قوات وميليشيات النظام إثر اشتباكات مع تنظيم داعش وجبهة النصرة والقوات والفصائل المقاتلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة استهدفت مراكز وحواجز وآليات ثقيلة في محافظات حلب وحمص، وحماة ودير الزور. كما قتل عنصران على الأقل من ميليشيات النظام من جنسيات عربية واسيوية، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة وفصائل المعارضة المقاتلة، إضافة لمقتل عنصرين من ميليشيا حزب الله اللبناني خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة. أسطول روسي بالمتوسط من جهتها، أضافت وزارة الدفاع الروسية أن حاملة الطائرات الروسية ادميرال كوزنتسوف برفقة سفينة «بيوتر فيكلي» الحربية والمدمرة «فايس اميرال كولاكوف» إضافة إلى سفن ضخمة مضادة للغواصات، تهدف إلى حماية الملاحة البحرية و«الرد على أي شكل من أشكال التهديدات ومن بينها القرصنة والإرهاب الدولي «على حد قولها». ويأتي إرسال حاملة الطائرات إلى منطقة المتوسط بعد أسابيع من إعلان وزير الدفاع سيرغي شويغو؛ نية موسكو تعزيز قدرات القوات البحرية الروسية في المنطقة. على صعيد بعيد، يعقد وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم الاثنين اجتماعا في لكسمبورغ لتبادل وجهات النظر والمعلومات عن الوضع في مدينة حلب السورية. ويستعرض الوزراء التطورات الدبلوماسية ومايمكن للاتحاد الأوروبي أن يسهم في التوصل إلى وقف الأعمال العدائية في سوريا، ووصول المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات نحو حل سياسي. فيما قالت روسيا: إن كل المشاركين في محادثات لوزان اتفقوا على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبلهم من خلال حوار يشمل كافة الأطراف كما أكدوا التزامهم بالحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية بعدما انتهى الاجتماع دون انفراجة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية الأحد أنه كي ينجح اتفاق أمريكي روسي لوقف إطلاق النار يجب فصل المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام وغيرها من «الجماعات الإرهابية» التابعة لها. ولم تشارك أوروبا في الاجتماع بلوزان. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع وزراء خارجية الدول الاوروبية في لندن اليوم الاحد لبحث الصراع في سورية، بعد يوم من انتهاء المحادثات مع روسيا بشكل غير حاسم. ويناقش الدبلوماسيون نتائج اجتماع كيري الذي عقد السبت في سويسرا، والذي شارك فيه وزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر، وكيفية تقليص العنف في سورية، التي تجتاحها حرب أهلية منذ خمس سنوات. لافتة في احتجاجات أثناء اجتماع لوزان تجرم الأسد وحليفته روسيا