انتعشت أسعار النفط الخام بنسبة تخطت 15% منذ أن وافقت أوبك على تخفيض إنتاجها. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا عن موافقة بلاده على الانضمام إلى اتفاق أوبك، مما دفع بأسعار خام برنت نحو أعلى مستوياتها منذ عام. وعلى الرغم من عدم الاتفاق على التفاصيل الكاملة للصفقة حتى الآن، فقد شهدت السوق ارتفاعا في الأسعار نتيجة لزخم المعنويات الإيجابية ومؤشرات الشراء الفنية. ويمكن أن تستمر حالة انتعاش الأسعار هذه لفترة أطول نظرا لسهولة انتقالها عبر التصريحات الداعمة التي أطلقتها جهات منتجة مختلفة. ومع ذلك، يؤدي استمرار ارتفاع الأسعار إلى ازدياد مخاطر انتهاء حالة الانتعاش هذه بهزيمة ناجمة عما تنطوي عليه من إمكانية فتح الأبواب أمام المنتجين ذوي التكاليف المرتفعة، وخاصة في أمريكا الشمالية. ويعد ارتفاع الأسعار بمثابة أخبار طيبة بالنسبة للمنتجين الذين عانوا من انخفاضها على مدى عامين. إلا أن الارتفاع الكبير في الأسعار ينطوي على مخاطر تخفيض وفرة العرض بوتيرة أكثر بطئا، سواء من ارتفاع حجم إمدادات الدول غير الأعضاء في أوبك، أو من احتمال ما قد يؤدي إليه هذا الارتفاع من تباطؤ في نمو الطلب. وفي الأيام التي أعقبت اتفاق أوبك، زادت صناديق التحوط الكبيرة ومديرو الأموال الرهان على ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط وبرنت بنسبة قياسية بلغت 141 ألف عقد تداول في أسبوع واحد فقط، مما دفع إجمالي القطع العملاني الصافي - دائن إلى 612 ألف عقد تداول والقطع العملاني الإجمالي إلى مستوى قياسي جديد عند 810 آلاف عقد تداول. وإلى حد ما، نجمت زيادة تقلبات أسعار النفط عن صناديق توجهت بقوة نحو مسار اضطرت إلى السعي للخروج منه في نفس الوقت. ومنذ أن أصبحت البيانات المجمّعة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط متاحة في عام 2011، شهدنا ستة تغيرات أسبوعية فقط في المواقف لأكثر من 100 ألف عقد تداول، وقعت أربعة منها خلال الأسابيع الثمانية الماضية. وشهدنا اليوم تداولات أكثر حذرا في السوق لأسباب ليس أقلها أسعار الدولار التي اتجهت مجددا نحو الارتفاع. ومقابل سلة من العملات، وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 27 يوليو نظرا للأسباب الكامنة وراء تجديد هذه القوة. وقد تزيل حركة الدولار بعض التشويق على المدى القصير في سوق النفط، ولكننا على الأرجح لن نشهد تصفية طويلة رئيسية ما لم تبدأ الأسعار بالانخفاض دون 49 دولارا أمريكيا لخام غرب تكساس الوسيط أو 51.25 دولار أمريكي لخام برنت.