شهدت السلع النفطية أفضل أسبوع لها في أكثر من شهرين، لا سيما بسبب الانتعاش القوي في قطاع الطاقة يقوده خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت. واستمر الدولار في استقراره في مجال معين، خصوصاً مقابل اليورو بين 1.05 يورو و1.10 يورو ونسبة ضعف قدرها 1.7% شهدناها هذا الأسبوع؛ جراء التعديلات الهابطة المستمرة من السوق بسبب توقيت وكيفية رفع معدل الفائدة الرسمية في الولاياتالمتحدة في نهاية المطاف. كما فاجأت البيانات الاقتصادية الأخيرة من الولاياتالمتحدة بصورة سلبية، مما ساعد على دفع هذه التوقعات بناء على ذلك، على الأقل في الوقت الراهن، مما يساعد على نحت بعض الاتجاه الصعودي المفرط الذي نراه في هذه الآونة بخصوص الدولار. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط للأسبوع الخامس على التوالي، حيث كانت آخر مرة نشهد فيها أرباحاً بنسبة 8.5% في شهر فبراير 2011، حيث ساعدت التوقعات حول هبوط الإنتاج الأمريكي مع المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالاقتتال في اليمن، بالإضافة إلى التوقعات بارتفاع الطلب على تحويل الاهتمام بعيداً عن المخزونات الأمريكية المتضخمة والارتفاع الحاد في انتاج الأوبك. وكان الغاز الطبيعي رابحاً آخر، بعد نمو التوقعات بإمكانية وجود أرضية في العملية بعد أسابيع متعددة من الضعف. في حين ساعد الارتفاع الشامل في الطلب والذي يُعزى بعضه إلى التحول عن الفحم ناهيك عن الجو الرحيم على السعر على المدى القصير في إثارة تغطية قصيرة من المتداولين الذين يملكون مواقف قياسية قصيرة الأجل. كما تلقت المعادن الصناعية بصورة عامة دفعة لا سيما بعد الإعلان عن بيانات النمو الصينية التي هبطت في الربع الأول بنسبة 7%، وهي أدنى نسبة منذ العام 2009. في حين حصل الانتعاش إلى جانب ضعف الدولار جراء التوقعات المتزايدة بقيام الصين بزيادة تدابير التحفيز من أجل دعم الاقتصاد. وسجل النفط الخام واحداً من أكبر الانتعاشات الأسبوعية في أكثر من 4 سنوات، مع التوقعات بتباطؤ وشيك في الإنتاج الأمريكي والتوترات الجيوسياسية في اليمن، بما يتجاوز الحقيقة القائلة إن المخزونات الأمريكية لا تزال في أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مع استمرار العديد من منتجي الأوبك في رفع الإنتاج. وفي تقاريرها الشهرية، توقعت كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الأوبك ارتفاع نمو الطلب، مما ساعد كذلك على دعم الانتعاش الذي كان بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 34% خلال الشهر الماضي. وفي الوقت نفسه، تمت الإشارة أيضاً إلى أن الإنتاج الحالي عند 31 مليون برميل في اليوم، بما يزيد بمعدل 2.5 مليون برميل عن الحاجة الفعلية للسوق في الربع الحالي. أسواق النفط ويمثل ارتفاع الطلب خبراً جيداً للغاية بالنسبة للتوقعات المستقبلية لارتفاع أسعار النفط، لكن التسعير فيها في هذه المرحلة المبكرة من الانتعاش يزيد من خطر حصول فجر كاذب في أسواق النفط. إذ يجب النظر إلى انخفاض الإنتاج الأمريكي بمعدل 200000 برميل الذي شهدناه في الأسبوع الماضي مقابل الزيادة في الإنتاج بمعدل 800000 برميل لأعضاء الأوبك خلال مارس. وعلى ذلك الأساس، فإن أسعار عقود النفط الخام العاجلة التي تقترب من 60 دولارا للبرميل قد تؤدي بحق إلى عكس السعر إلى الهبوط مرة أخرى. وعبر المؤرخ الشهير يارجين المتخصص في شؤون النفط عن وجهة النظر هذه في المقابلة الأخيرة التي أجراها مع بلومبيرج، عندما سلط الضوء على خطر أن يكون سعر النفط الخام متأرجحاً على شكل حرف «W» في الجداول البيانية.