أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الأمن يبدأ من الإنسان ويبدأ من شعور الإنسان بانتمائه لوطنه وتاريخه، مشيرا إلى أن التحديات الأمنية والسياسية والاضطرابات في المنطقة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي التكامل على المستوى الإنساني والتاريخي والثقافي، وأهمية التكامل على المستوى العسكري والسياسي والأمني، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - رجل ثقافة ويعتد بالتاريخ ويردد دائما أن الأمم التي تنسى تاريخها لن يكون لها مستقبل. وقال سموه في ختام زيارته ووزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمعرض السنوي الثاني للحرف والصناعات اليدوية لمجلس التعاون الخليجي، الذي يقام في المتحف الوطني بالرياض، بالتزامن مع اجتماع الدورة الثالثة لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، أول أمس: «نحن في المملكة نسير إلى الأمام بتعليمات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله-، وأيضاً توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي المتضامنة مع بعضها البعض، وكان حديث خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - خلال استقباله لأصحاب المعالي الوزراء المعنيين بالسياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مهما، حيث أكد على دور الثقافة والتراث الحضاري والسياحة متضامنة في تعزيز التكامل بين دول الخليج ومواطنيها وترابطهم التاريخي والحضاري وتعزيز هويتهم الوطنية، واليوم دول الخليج تمر بتحديات وظروف مشتركة، ووجدنا جميعاً كقادة ومواطنين قبل كل شيء أن تكاتفنا وتكاملنا هو طريقنا للمستقبل، واليوم أصبحت دول مجلس التعاون تمثل إحدى الوجهات السياحية المهمة على مستوى العالم وخطوط الطيران فيها من أضخم شركات النقل عالميا، وتتميز بإرث حضاري مشترك ضارب في عمق التاريخ، فنحن نملك جميع العناصر التي تجعل من دول الخليج بتكاملها وتضامنها تسهم بدور أساس في استقرار وتطور العالم ومستقبل الإنسانية». وبين سموه أن الاهتمام بحماية المواقع التراثية والتاريخية في المملكة وتأهيلها يندرج تحت برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يعد برنامجا تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا، والذي أُعلن عن تمويل المرحلة الأولى منه بأكثر من ثلاثة مليارات ريال، حيث سيعيد الحياة لكثير من المواقع التي اندثرت أو بدأت في الاندثا، إضافة إلى خمسة عشر متحفا رئيسا على مستوى المملكة منها متاحف التاريخ الإسلامي، والمتاحف الاقليمية في جميع مناطق المملكة. وقال سموه: «نحن نقوم حاليا بدراسة مع منظمة السياحة العالمية واليونسكو والبنك الدولي؛ لتقييم الأثر الاقتصادي الناتج عن المحافظة على التراث الوطني وتعزيز السياحة التراثية والثقافية، حيث ستقدم الدراسة أرقاما هائلة لاقتصاد جديد سوف ينشأ، وبدأ ينشأ الآن، لكي يُحدث نقلة في الاقتصاد، لأن المواطن لا يحتاج أن يكون موظفا حكوميا فنحن نؤمن بوجود الاقتصادات الفردية والأسرية التي هي العمود الفقري للاقتصادات العالمية اليوم، كما ننظر للبدء مع المواطن بثقافة محددة ليتعلم كيف يدير المال وكيف يدير الاستثمار والتمويل الذي يحصل عليه من الدولة، هذه منهجية استدامة تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، نحن اليوم ننفذ ثمانية برامج لثمانية مسارات سياحية وتراثية نرخص لها ونمولها، ولا نرخص ولا نمول المستثمرين لهذه قطاعات إلا بعد التحاقه ببرنامج تهيئة وتأهيل كمستثمر، وأصبح المستثمرون الآن يشعرون بملكيتهم لاستثماراتهم وليست فقط ملكيتهم للعقار فأصبحوا يبدعون ويطورون في المنشآت ومرافق الإيواء السياحي والخدمات السياحية». وأضاف:«اليوم أصبحت المحافظة على التراث والفعاليات السياحية مترابطة في كل العالم، فقطاع السياحة اليوم في مقدمة القطاعات المولدة لفرص العمل على مستوى العالم، المملكة نظرت في برنامج التحول الوطني إلى السياحة على أنها اقتصاد كبير يولد فرصا للعمل لذلك أعلنت الدولة أنها سوف تدعم قطاع السياحة وأنشأت أيضا هيأتين جديدتين للثقافة وهيئة للترفيه، وهيئة السياحة قدمت منظومة ضخمة جداً من المشاريع والمسارات التي نظمتها فنحن نؤمن بالتكامل بين السياحة والثقافة، واليوم على المستوى العالمي السياحة الثقافية والمتعلقة أيضاً بمواقع التراث أصبحت مساحتها ضخمة جداً». وأبان سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الحرف والصناعات اليدوية أصبحت قطاعا اقتصاديا كبيرا، والمملكة اهتمت بهذا القطاع بأن أسست البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) وهو برنامج وطني تشترك فيه الكثير من الوزارات وتديره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حيث حقق نتائج كبيرة في تنظيم وتطوير القطاع، مشيرا إلى أن عددا من كبريات الفنادق وبموجب اتفاقيات التعاون التي وقعتها الهيئة مع عدد منها ستستخدم قريبا المنتجات الحرفية ليس فقط في الديكورات والمفروشات وخدمات الغرف والأدوات التي يستخدمها النزلاء، مؤكدا أن هذا النشاط هو أحد الأنشطة الاقتصادية الجديدة تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يحوي مسارا اقتصاديا متكاملا، لافتاً إلى أن دول الخليج لها تجارب متعددة ومميزة في هذا المجال. وأفاد سموه بأن الهيئة تعمل على إنشاء شركة وطنية جديدة تعنى بالحرف والصناعة اليدوية، كما أطلقت شركة مع القطاع الخاص بصندوق الاستثمارات العامة للفنادق التراثية وبرنامجا بين شركة أرامكو وبين شركة سيتور ممول بمئة مليون دولار للسنوات العشر القادمة، إضافة إلى شركة (تراثنا) التي تخرج مستثمرين جددا من الذين كانوا يعملون في الدولة ووجدوا فرصا جديدة أكثر إبداعا وأصبحوا اليوم ينتجون على رأس مصانع. وأضاف: «كما عملنا شراكات مع مؤسسة التركواز التابعة لمؤسسة الأمير تشارلز، والتي تساعدنا في تنفيذ اتفاقيات التعاون التي وقعناها مع الفنادق لتجهيز وتقديم خدمات الحرف والصناعات اليدوية وصناعات الأسر المنتجة في الفنادق الجديدة». واطلع سموه ورؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع على أركان المعرض الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ممثلة بالبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع). وقد شاركت دول الخليج في المعرض بواقع 3 حرفيين من كل دولة ليقدموا صورة عن التنوع والثراء بالحرف اليدوية في دول الخليج. .. سموه يتوسط وزراء السياحة الخليجيين .. ويطلع على معروضات أحد الأركان