شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية مكثفة فجر أمس الأحد على الأحياء المحاصرة في حلب، بينما استعادت المعارضة المسلحة مواقع في الأطراف الشمالية والجنوبية للمدينة، في حين دعت بسمة قضماني، عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، واشنطن لتحرك أحادي الجانب يمنع روسيا من استمرار قصفها للمدنيين في حلب. وأضافت: إن السوريين وصلوا إلى آخر مراحل التعامل الدبلوماسي مع روسيا. فيما تتصاعد حدة المواجهات الكلامية بين روسيا وأمريكا والدول الأوروبية عقب جلسة مجلس الأمن الدولي التي فشلت في التوصل إلى قرار ينهي معاناة سكان حلب. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس: إن لروسيا وسائل لحماية وجودها في سوريا في حال استهداف مطارات القوة الجوية لنظام الأسد، وأضاف: إن الولاياتالمتحدة اتخذت خطوات عدوانية تهدد أمن روسيا القومي. وقال: «شهدنا تغيرا جوهريا في الأوضاع عند ما يتعلق الأمر بهوس الخوف من روسيا العدواني والذي يكمن الآن في لب السياسة الأمريكية تجاه روسيا». إنه ليس فقط هوسا بلاغيا تجاه روسيا وإنما خطوات عدوانية تضر فعليا بمصالحنا القومية وتمثل تهديدا لأمننا. يأتي ذلك بينما تتواصل المعارك والغارات الكثيفة على المدينة المنكوبة. معارك بالأحياء الشرقية وكانت روسيا قد أجهضت باستخدامها حق النقض «الفيتو» مشروع قرار فرنسي إسباني في مجلس الأمن حول الهدنة في حلب قوبل بانتقادات دولية واسعة، وحال الفيتو الروسي دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي الذي رفض بدوره مشروع قرار قدمته موسكو. وشن مندوب بريطانيا الدائم في الأممالمتحدة هجوماً لاذعاً على روسيا بعد إفشالها مشروع القرار بوصف الخطوة الروسية ب«فيتو العار».من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ل«فرانس برس»: إن المعارك في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب تتركز أمس الأحد على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها. وأوضح عبدالرحمن أن الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة. وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام بتواصل القصف العنيف على مناطق الاشتباكات التي لم تتوقف طوال الليل.