يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب من دون ذكر لحظر الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة السورية. وقال دبلوماسيون: إن دول المجلس ال15 ستتخذ قرارها حيال هذا المشروع، مباشرة بعد التصويت على مشروع قرار فرنسي يدعو إلى وقف القصف الجوي على المدينة. بينما قتل وجرح العشرات في حلب أمس السبت بعد ما جددت الطائرات الحربية الروسية ومدفعية جيش الأسد قصفها على الأحياء المحاصرة، فيما قالت المعارضة السورية المسلحة: إنها قتلت أكثر من عشرة من ميليشيا «حركة النجباء» العراقية وأسرت ثمانية آخرين خلال اشتباكات دارت بين الطرفين في حي «الشيخ سعيد» بالمدينة. وأسفرت الاشتباكات عن استعادتها السيطرة على عدة مواقع في الحي، من ضمنها جسر «سوق الجمعة». في وقت استعادت قوات النظام مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة في حماة غربي سوريا. في حين تدور معارك طاحنة بين جيش النظام والفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب قبل ساعات على اجتماع مجلس الأمن الذي سيبحث مشروعي القرارين الفرنسي والروسي، لفرض وقف إطلاق النار في المدينة. ونص القرار الروسي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه يدعو إلى التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، خصوصا في حلب «ويدعو جميع الأطراف إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وأعرب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عن رفضه للنص، قائلا: إنه مناورة روسية هدفها تحويل الانتباه بصورة ساخرة عن ضرورة وقف القصف على حلب«. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته: إن القرار الروسي»في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن النص الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي». وأضاف: إن الغالبية العظمى من أعضاء المجلس يريدون وقفا فوريا لعمليات القصف المتواصل للمدنيين في حلب. وقدم مشروع القرار هذا إلى مجلس الأمن بعد ما أشارت موسكو إلى استعدادها لاستخدام الفيتو من أجل منع مشروع قرار قدمته فرنسا. يدعو النص الفرنسي إلى وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في المدينة بشمال سوريا. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سوريا أمس الأول الجمعة غداة تحذير مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا من أن الاحياء الشرقية لحلب ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام إذا ما استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية، ودعا المقاتلين إلى مغادرة حلب. ورحبت روسيا في مسودتها بمبادرة المبعوث الأممي، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تقديم خطة مفصلة يمكن اعتمادها من قبل مجلس الأمن. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: تدور معارك على ثلاثة محاور أساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية. وأفاد عبدالرحمن بتقدم جديد لقوات النظام والميليشيات الموالية له في المحور الشمالي بسيطرتهم أمس السبت على ضاحية العويجة التي تتواجد فيها منازل مدنيين ومعامل، مشيرا الى أن ذلك يتيح لها التقدم أكثر في شمال المدينة. وترافقت المعارك مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية والمرصد السوري.