قال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: إن تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للمملكة ازدادت بشكل أكبر، وأوضح خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى وجود 124 تصريحاً معادياً من قيادات إيرانية منذ بداية العام الجاري؛ وحتى أغسطس الماضي، وأن طهران تلعب على الوتر الديني والطائفي. وأضاف خلال لقاء مع فعاليات مجتمعية أمس: إن الوضع الأمني الدولي يتعرض لاختلال في موازين الأمر والاستقرار، مؤكداً أن كل من كان له علاقة بمحاولات إسقاط النظام لن يكون له مكان في المستقبل السياسي، في إشارة منه إلى جمعية الوفاق وغيرها من الجمعيات التي اشتركت في تلك المحاولة. وقال وزير الداخلية: إن الوزارة تتعامل مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية للاستفادة من تجربتهم الناجحة في برنامج «المناصحة»، فضلاً عن التنسيق مع باقي دول مجلس التعاون لمكافة الإرهاب في ظل الاتفاقية الأمنية. وتابع وزير الداخلية «وضعنا خلفنا حقبة أمنية صعبة وانتقلنا الى حقبة أكثر وضوحاً، وهناك محاولة لاستدراج رجال الأمن من أجل العمل على الانفلات». وأشار إلى وضعهم لمزيد من الضوابط للتعامل مع التدخلات الإيرانية والحد منها، دون أن يشير إلى ماهية تلك الضوابط. وبيّن وزير الداخلية أن المخاطر النووية والكيمياوية موجود في المنطقة في ظل وجود مفاعل «بوشهر» النووي، فضلاً عن انتشار المحطات النووية في المنطقة، مشيراً إلى أن البحرين تواصلت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة خطة الطوارئ الإشعاعية في البحرين وغيرها من التدابير الاحترازية. وأوضح أن ملف حقوق الإنسان أصبح منبراً للاتهام، وسبباً للتدخل في شؤون الدول الأخرى من خلال هذا الهدف الإنساني، مضيفاً: «نحن مؤمنون ونخاف الله، ومن يخاف الله لا يظلم الناس، بل يكون لهم نصيراً ومعيناً، مشيرا إلى مؤسساتهم الحقوقية التي تعتبر مصدرا للفخر». وشدد وزير الداخلية على أن المرحلة المقبلة تشهد حقبة أمنية أكثر وضوحاً ومفاجآتها محدودة التأثير، بقوله: إن الإجراءات الأمنية الأخيرة التي تم اتخاذها لم تكن وليدة الساعة، في إشارة منه إلى الإجراءات ضد بعض رجال الدين من بينهم عيسى قاسم الذي سحبت جنسيته وتم تقديمه للقضاء بتهمة غسيل الأموال. وتابع: «ما جرى من إجراءات أمنية وقانونية ضد بعض الأشخاص والمؤسسات مؤخراً هي ليست استهدافاً لأحد أو لطائفة، وإنما هي نتيجة تحريات أمنية استمرت لعدة سنوات»، مؤكداً «استمرارهم في علاج ما تبقى من بؤر قد تؤثر على مستقبل البلاد». وأشار إلى أن معدلات الجريمة في البحرين مستقرة رغم النمو السكاني الهائل الذي شهدته المملكة، بل وانخفضت جرائم السرقة وغيرها من الجرائم في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن الداخلية البحرينية ستعمل وفق استراتيجية «استشرافية للمستقبل».