كشفت منظمة الصحة العالمية عن اتخاذ وزارة الصحة السعودية إجراءات لمواجهة أية قضايا صحية قد تطرأ أثناء موسم الحج لهذا العام،والتصدي لها سريعا مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسبِبها فيروس كورونا وسائر الأمراض التنفسية. وأشادت المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط رنا صيداني بالجهود الكبيرة والفاعلة التي بذلتها وزارة الصحة السعودية على مدى سنوات للتحضير لمواسم حج خالية من الأمراض المعدية. مشيرة الى مساهمة منظمة الصحة العالمية في تدريب أكثر من 25 طاقما طبيا من جدة ومكة والمدينة المنورة على الاستجابة السريعة حال وقوع أي طارئة صحية. وركز التدريب على تقصي فاشيات الأمراض التنفسية مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسببها فيروس كورونا، وإجراءات مكافحة العدوى، والاتصال المتعلق بالمخاطر، والمشاركة المجتمعية، وإدارة البيانات، وأثمر التدريب عن تنمية مهارات المشاركين في مجالات الوقاية من العدوى، ومكافحتها، وتتبُع المُخالطين لحاملي العدوى بهدف الحد من زيادة انتشارها. وقالت ل «اليوم»: ان الخطر الصحي الأكبر في حج هذه العام يتعلق بارتفاع درجات الحرارة وضربات الشمس، مشددة على الحجاج باستخدام الشمسيات أو «المظلات» وشرب كميات كبيرة من المياه، وارتداء الثياب الفضفاضة وأخذ أكبر قسط من الراحة كلما سنحت لهم الفرصة، لتفادي الإجهاد، والتوقي من حالات التسمم بسبب تناول الأطعمة المكشوفة في الطرقات وغسل اليدين بشكل متكرر والحفاظ على النظافة الشخصية باستمرار. وعن خطر انتشار فيروس كورونا في موسم الحج أوضحت «صيداني» ان خطر انتشار فيروس كورونا ما بين الحجاج قليل كون السلطات الصحية في المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة لتقليل هذا الخطر، مثل منع وجود الإبل في الشعائر المقدسة، وتشديد إجراءات الحد من العدوى في المراكز الصحية وخصوصا زيادة وعى الحجاج بأساليب الوقاية من هذا الفيروس، مشيرة إلى انه من المعروف عن فيروس كورونا، أنه ينتشر عادة خلال فصل الشتاء خصوصا ما بين ديسمبر وأذار من كل عام، ويأتي موسم الحج هذه السنة خلال فصل الصيف، حين يكون خطر الانتشار ضعيفا. وأشارت «صيداني» إلى أن المخاطر التي يمكن أن يجلبها الحجاج معهم من خارج المملكة لها علاقة بالأمراض السارية والتي يمكن الوقاية منها عبر التطعيمات مثل: الحمى الصفراء وشلل الأطفال، وغيرها من الأمراض التي يجب على الحجاج أن يظهروا شهادة تثبت أنهم أخذوا التطعيمات اللازمة ضدها في بلادهم، وفي منافذ الدخول إلى المملكة، إضافة إلى أن السلطات السعودية تقوم بإعطاء هذه التطعيمات إلى الحجاج الذين لا يملكون هذه الشهادة. ويحظى موضوع الوقاية من ضربات الشمس والإعياء الناجم عن التعرُض للحرارة المرتفعة بأولوية هذا العام، حيث من المتوقع أن يشهد موسم الحج هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة. ولذلك، فقد وفرت وزارة الصحة أعدادا إضافية من الأسِرة في المستشفيات مُخصصة لمعالجة المصابين بضربات الشمس، كما تم تركيب المراوح المزودة بمضخات المياه في الأماكن المُقدسة، حيث يؤدِي الحجاج مناسكهم مجتمعين. وتعكف الوزارة على تنفيذ حملة بعنوان «معا من أجل حجٍ صحيٍ»، تستهدف إذكاء الوعي بسُبُل تجنُب الإعياء الحراري وضربات الشمس، فضلا عن تعزيز النظافة الشخصية وكيفية الوقاية من التسمم الغذائي، كما تُتخذ إجراءات الصحة العمومية اللازمة عند نقاط الدخول على المنافذ الجوية والبحرية والبرية للتأكُد من حصول الحجاج الوافدين على اللقاحات اللازمة ضِد الحمى الصفراء، والحمى الشوكية، وشلل الأطفال، والإنفلونزا الموسمية.