على الرغم من المشاركة العربية المحدودة، نجح عرض مسرحي فلسطيني في اجتذاب كثيرين من رواد مهرجان إدنبرة للفنون. العرض الذي يحمل اسم «مقهى فلسطين» هو العرض المسرحي الجماعي العربي الوحيد المشارك في المهرجان الذي تستضيفه العاصمة الاسكتلندية سنويا. وجاء العرض، الذي قدمته مجموعة من الشباب الفلسطيني، في صورة لوحات فنية تراثية تراوحت بين التمثيل المسرحي والغناء ورقص الدبكة. ومزج العرض بطريقة فنية جذابة ما بين الإنساني والسياسي في عرض قضايا للمواطن الفلسطيني. ويشارك العرض ضمن ما يُعرف بمهرجان «فرينج»، وهو مهرجان الهامش الذي يقدم العارضين الهواة جنبا إلى جنب مع العروض المسرحية ذات الصيت العالمي. وشهد مهرجان «فرينج» كذلك عرضا لعازف الغيتار السوري أيمن جرجور. وقد استقبل جمهور مهرجان أدنبرة للفنون عرض «مقهى فلسطين» بقدر كبير من الحفاوة والحماس، وذلك في خضم منافسة حامية من آلاف العروض الفنية الأخرى. ويأتي العرض برعاية مركز الرواد للثقافة والفنون الذي انشئ بجهود ذاتية في عام 1998 في مخيم عايدة بمدينة بيت لحم الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. ويرفع المركز شعارا، هو: «المقاومة السلمية الجميلة»، حسبما يقول عبدالفتاح أبو سرور مدير ومؤسس المركز في حديث لبي بي سي. ويوضح أبو سرور أن المركز يوفّر مساحة آمنة للابتكار لأطفال المخيم، إذ يُقدّم مساحة للمشاريع الفنية ويسمح للشباب بالتعبير عن أنفسهم عبر المسرح والموسيقى والتصوير واللوحات الفنية الراقصة.وعقب العرض، تحدثنا إلى اثنين من الشباب في طاقم العمل الذين رعاهم المركز، وهما لايان ومعتصم. وتحدث الاثنان عن أن مركز الرواد قدّم لهما فرصة بديلة للعنف في مجتمع يموج بالصراعات ويكافح من أجل الحفاظ على الهوية.