قتل 13 مدنياً على الأقل وجرح 30 آخرين، سقط معظمهم في مدينة الغنطو بريف حمص، وقصف طيران نظام الأسد مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق بأكثر من 50 برميلاً متفجراً صباح أمس السبت، بعض هذه البراميل يحوي النابالم الحارق المحرم دولياً، ما أخرج المستشفى الميداني الوحيد في المدينة عن الخدمة بشكل كامل. فيما طالت الغارات مدن وبلدات الرستن وتلبيسة وتير معلة والزعفرانة وغيرها حيث يتعرض ريف حمص الشمالي إلى حملة إرهابية ممنهجة تشنها طائرات النظام وروسيا، كما تعرض حي الوعر بحمص لقصف استهدف مستشفى «البر» ومناطق سكنية مخلفاً إصابات بين المدنيين ودماراً في المستشفى، بالتوازي مع حصار خانق وترويج لشائعات تسعى لبث الرعب في صفوف أهالي الحي المنكوب، بحسب بيان أصدره الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي طالب كلاً من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والدول المساندة للشعب السوري بالعمل على وقف جرائم نظام الأسد وروسيا بحق المدنيين على الفور، كما دعا إلى منع أعمال القتل والتدمير والتهجير، بكل ما يترتب على ذلك من تقويض لفرص التسوية السياسية إلى نحو ينهي معاناة الشعب السوري. في وقت جدد فيه نظام الأسد أمس السبت قصفه مناطق سيطرة الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، مما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى بعد أن استهدف القصف حي العزيزية. وتشهد الحسكة مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الأكراد. تصعيد ضد المدنيين والمرافق الطبية من جهة أخرى يستهدف نظام الأسد بحملة قصف مكثف المراكز الحيوية في داريا، لا سيما مركز الدفاع المدني والمستشفى الميداني، الذي تعرض لاستهداف مباشر يوم الثلاثاء الماضي بالبراميل المتفجرة وبراميل النابالم الحارق أخرجته عن الخدمة مؤقتاً، لكن النظام أعاد قصفه مجدداً ليل أمس الأول الجمعة بأربعة براميل نابالم أخرجته عن الخدمة بشكل نهائي، وهو المستشفى الوحيد الموجود في المدينة والذي يقدم خدماته ل 8300 مدني خلال سنوات الحصار الأربع. وطالب المجلس المحلي للمدينة في بيان له الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الأسد ضد السوريين، والوقف الفوري لعمليات القصف العشوائي، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فوراً إلى المدنيين داخل داريا. ويستمر نظام الأسد وحلفاؤه بالتصعيد العسكري ضد المدنيين والمرافق الطبية والخدمية في الأراضي المحررة وعلى الأخص في حلب وإدلب وداريا وريف دمشق، مما تسبب في استشهاد أكثر من 400 مدني خلال أسبوع واحد، واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن انتصارات الثوار أصابت النظام «بحالة هيستيريا دفعته لارتكاب المجازر بالجملة». معارك بالحسكة وفي محافظة الحسكة قالت وكالة الأنباء الألمانية: إن جيش النظام والقوات الرديفة له تخوض معارك عنيفة في منطقة غويران شرقي الحسكة، استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة من الجانبين، واستقدمت القوات الكردية تعزيزات من قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الفيلات الحمر. وحلق طيران النظام باكرا صباح أمس فوق مدينة الحسكة التي يسيطر الأكراد على القسم الأكبر منها بالرغم من تحذير واشنطن من شن أي غارات تعرض مستشاريها العسكريين على الأرض للخطر، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت الغارات تجددت أمس الأول الجمعة، مما حمل الولاياتالمتحدة على إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها الخاصة التي تقدم المشورة العسكرية للمقاتلين الأكراد في سوريا، مما اعتبر التدخل الأمريكي الأول ضد نظام الأسد. وحذر الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون بأن هذا الإجراء اتخذ «لحماية قوات التحالف» مضيفا: «لقد كشفنا بشكل واضح أن الطائرات الأمريكية ستدافع عن القوات الموجودة على الأرض في حال تعرضت للتهديد». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أنه «ليس هناك قوات خاصة أمريكية في المدينة» لافتا إلى أنها «موجودة في القواعد الأمريكية الواقعة على مسافة حوالى ستة كلم إلى الشمال». وكشفت مصادر إعلامية في محافظة الحسكة أن قوات الأسد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة الحسكة، وأن حوالي 260 عنصراً من قوات النظام الخاصة وصلوا إلى مطار القامشلي ليتم نقلهم عبر طائرات مروحية إلى مدينة الحسكة، وفي الوقت نفسه، أرسلت الوحدات الكردية مئات المقاتلين الذين تم نقلهم إلى مدينة الحسكة بعد تدخل جيش النظام بشكل مباشر في المعركة ودخول سلاح الجو لأول مرة. وشهدت بعض أحياء المدينة، التي تعرضت للقصف والمواجهات، حركة نزوح إلى المناطق المجاورة. اشتباكات في حلب وفي مدينة حلب لا تزال الاشتباكات على أشدها، قبل بدء العمل بالهدنة الأسبوعية في المدينة، التي أعلنت روسيا استعدادها الالتزام بها ورحبت بها هيئة المعارضة السورية. في وقت صدت فيه المعارضة هجوماً كبيراً لقوات النظام وميليشياته في محاولة لإعادة فرض الحصار على أحياء حلب الشرقية. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي ابن علي يلدريم أمس السبت: إن أنقرة ستضطلع بدور أكثر فعالية في التعامل مع الصراع في سوريا في الأشهر الستة القادمة حتى لا تنقسم البلاد على أسس عرقية. كما صرح يلدريم لمجموعة من الصحفيين في اسطنبول بأنه بينما يمكن أن يكون لبشار الأسد دور في القيادة الانتقالية فإنه ينبغي ألا يكون له أي دور في مستقبل البلاد.