في الوقت الذي تفرض فيه القوات الروسية مع قوات النظام السوري حصارا خانقا على عشرات المناطق السورية وتواصل غاراتها ضد السوريين، دعت وزارة الخارجية الروسية امس أطراف الصراع في سوريا إلى استخدام نفوذهم لضمان توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، فيما أوضح رئيس الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري رياض حجاب أن المعارضة السورية تتعرض لضغوط روسية لإضافة شخصيات معينة إلى وفدها وهو ما ترفضه تماما، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وثيقة أن سوريا سمحت بوجود سلاح الجو الروسي على أراضيها مدة غير محددة، في حين قالت المعارضة المسلحة إنها تقدمت في معاركها ضد قوات النظام في الريف الجنوبي لحلب وحماة رغم الغارات الروسية، من جهته، اعتبر الامين العام للامم المتحدة عشية اجتماع لمجلس الامن بطلب من واشنطن وباريس ولندن لتحسين المساعدة الانسانية ان حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل "جريمة حرب". غطاء جوي وفي التفاصيل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية مساء الخميس أن القوات الجوية الروسية والسورية نفذت أول مهمة قتالية مشتركة ضد تنظيم داعش. وأضافت الوزارة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن مقاتلات سورية طراز "ميج29-" وفرت غطاء جويا لطائرات هجومية روسية طراز "سو25-" والتي قصفت منشآت بنية تحتية تستخدمها الجماعة "الارهابية" في سوريا. بدورها، أكدت المعارضة المسلحة استعادتها السيطرة على منطقة الحرش في محيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، وأنها قتلت عددا من قوات النظام في الهجوم الذي بدأته قبل أيام لاستعادة ما خسرته جنوب حلب. وفي الغوطة الغربية ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على منازل المدنيين في مدينة داريا، وتعرضت المدينة لقصف بصواريخ "أرض-أرض"، ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد في المنطقة الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام وقتل خلالها خمسة من عناصر النظام. وفي المقابل، شنت الطائرات الروسية عدة غارات على مواقع المعارضة المسلحة هناك، بينما تتواصل المعارك في المنطقة منذ أشهر، حيث تحاول قوات النظام قطع الطريق الدولي الواصل بين مناطق المعارضة في حلب وإدلب وحمص. وفي ريف حماة، استعادت المعارضة السورية مواقع كانت قد فقدتها في محيط بلدة حربنفسه. وتواصلت المواجهات بين قوات المعارضة وقوات النظام التي تحاول السيطرة على البلدة مدعومة بغطاء جوي روسي، حيث تسعى قوات النظام إلى قطع آخر طرق الإمداد من ريف حماة الجنوبي إلى مناطق المعارضة المسلحة في ريف حمص الشمالي. وقالت وكالة مسار برس إن غارة للطيران الروسي على مدينة معرة النعمان يإدلب تسببت في سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وفي ريف دمشق، واصل النظام قصف داريا بالبراميل المتفجرة، كما تعرضت بلدة زبدين لقصف صاروخي. وذكرت شبكة شام أن الطائرات الروسية قصفت قريتي تيرمعلة والسبيل في حمص، وأضافت أن مدينة تلبيسة تعرضت لقصف مدفعي عنيف. ووثقت الشبكة وقوع اشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بمحافظة درعا، مع قصف تسبب في سقوط جرحى في بلدتي النعيمة ونوى. وشهدت محافظة الرقة اشتباكات بين داعش وقوات الحماية الشعبية الكردية غرب منطقة عين عيسى، وقال ناشطون إن قوات الحماية الشعبية تحفر أنفاقا حول مدينة القامشلي في الحسكة. وفي اللاذقية، استمرت الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط بلدة سلمى التي تمكنت الأخيرة من بسط سيطرتها عليها قبل أيام. إلى ذلك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين متطرقا الى حصار بلدة مضايا في ريف دمشق ومناطق سورية اخرى "فلنكن واضحين: استخدام التجويع كسلاح حرب هو جريمة حرب". وشدد على ان النظام السوري والمعارضة المسلحة "يتحملان مسؤولية هذا الامر وفظائع اخرى تحظرها القوانين الانسانية الدولية". ودخلت قافلة جديدة بأكملها من المساعدات الانسانية الخميس الى بلدة مضايا في ريف دمشق، كما دخلت قافلة المساعدات الى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة ادلب. وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي بافل كشيشيك لفرانس برس ان "قافلتي المساعدات دخلت بأكملها الى مضايا والفوعة وكفريا". وكتب في تغريدة على تويتر "دخلت الشاحنات كافة وبدأ افراغ الحمولة. وأكدت رنا صيداني، متحدثة باسم المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لوكالة فرانس برس ان عددا من اخصائيي التغذية من المنظمة دخلوا في عداد القافلة الى مضايا. وقالت: "سيعملون على تقييم الوضع ومعالجة المرضى ميدانيا وفحص مدى خطورة حالتهم، وعلى ضوء ذلك نحدد المرحلة المقبلة". وفي سياق قريب، أوضح رئيس الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري رياض حجاب أن المعارضة السورية تتعرض لضغوط روسية لإضافة شخصيات معينة إلى وفدها وهو ما ترفضه تماما.