في الوقت الذي تستمر فيه المساعي لإيجاد حل سياسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام في سوريا، تمضي قوات النظام في تصعيدها العسكري على مختلف الجبهات، وكانت داريا في ريف دمشق مسرحاً لتلك العمليات، حيث قصفتها قوات النظام بأكثر من 20 برميلاً متفجراً خلال الساعات الماضية، كما نفذت مقاتلاتها الحربية نحو 14 غارة على أحياء المدينة ومحيطها، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية، وامطر النظام الاسدي ريف دمشق بالقنابل الفراغية والعشوائية، وقصفت قوات النظام أيضاً أماكن عدة في محيط منطقة المرج بالغوطة الشرقية، كما كانت حلب وريفها مسرحاً أيضا لعمليات النظام وحلفائه، حيث شنت طائرات روسية بحسب ناشطين، غارات على أحياء الأنصاري والصالحين والمعادي والراموسة والشيخ سعيد جنوب غرب المدينة، كما شنت طائرات النظام غارات مماثلة على مناطق في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدتي دير حافر ولالا محمد بريف حلب الشرقي، وأعلنت فصائل المعارضة أنها استهدفت مراكز وتجمعات قوات النظام في حي الأشرفية وشارع النيل، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، وعلى الجبهة الجنوبية، واصلت طائرات النظام قصفها لبلدات النعيمة والشيخ مسكين ونمر وتل عنتر، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس إن مائة على الأقل من الجنود والمسلحين قتلوا في شمال سوريا خلال 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة هذا الأسبوع مع وصول القوات الموالية للحكومة إلى قاعدة جوية حاصرها تنظيم داعش لفترة طويلة، وقالت مصادر غربية إن اجتماع فيينا الدولي المقرر أن يبحث غدا خريطة طريق لإنهاء النزاع بسوريا لن يركز على خطة روسية، تنص -خاصة- على تنظيم انتخابات، كما رفضت المعارضة السورية الخطة الروسية. الخطة الروسية لا تؤسس لحل وقال سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت للصحفيين "نحن على علم بالمقترح الروسي، وخطة الثماني نقاط ليست بحد ذاتها في صميم مباحثات فيينا". ونفت روسيا إعداد أي وثيقة قبل محادثات السلام التي تُجرى في فيينا غدا. وتتضمن الخطة ثماني نقاط تدعو إلى تنظيم انتخابات بعد عملية إصلاح دستورية تستمر 18 شهرا. ويفترض أن تبحث 17 دولة السبت في فيينا هذه الخطة وإمكانية وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري وبعض مجموعات المعارضة. ورأى دبلوماسيون غربيون آخرون أن الخطة الروسية المقدمة قبل أسبوعين تقريبا لا توضح مصير الرئيس بشار الأسد، ولذلك فهي لا يمكن أن تشكل أساسا للبحث. ورفض عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري فايز سارة وثيقة الحل الروسية المقترحة لكونها تتعارض مع مضمون بيان "جنيف واحد". سارة قال أيضاً إن موسكو تحاول الالتفاف على إعلان فيينا وإبقاء الأسد أطول فترة ممكنة. وأضاف سارة: "أعتقد أنه من الطبيعي قول إن الوثيقة غير مقبولة حتى الآن لأنها تتعارض مع محتويات بيانات جنيف واحد وتتعارض مع المطالب الأساسية للسوريين التي وجدت وتجد دعماً دولياً واسعاً، ليس من الدول الكبرى فقط وإنما ايضا من الدول الإقليمية.. روسيا نفسها أحد صناع بيان جنيف 2012م. على كل الأحوال حتى الآن هي مجرد ورقة وأنا أقول إنها لن تمر في فيينا.. وحتى نحن غير موجودين في فيينا ولكن هناك أطرافا تعرف تماماً ما هو المحتوى لهذه الورقة". غارات ومعارك ميدانيا، أكدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أنها قتلت إبراهيم يعقوبي قائد مليشيا لواء "فاطميون" الموالي للنظام السوري في معارك بريف حلب الجنوبي، بينما جددت الطائرات الروسية غاراتها على مواقع المعارضة والمناطق السكنية في مدينة حلب وريفها وإدلب وحماة. وقالت المصادر: إن المعارضة المسلحة قتلت أيضا عددا من قوات النظام والمليشيات الموالية له في معارك تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على عدة قرى بريف حلب الجنوبي. وكان مقاتلو المعارضة استعادوا السيطرة على قرية محال والمزارع الشرقية في محيط بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي. وشنت الطائرات الروسية عدة غارات على أحياء سكنية في حلب، وذلك بعد يوم من تمكن قوات النظام من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم داعش على مطار كويرس العسكري بدعم من الطائرات الروسية. وشملت الغارات الروسية دير حافر في ريف حلب الشرقي، ومعرة النعمان وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وكفر زيتا في ريف حماة الشمالي وقصف الطيران المروحي الاسدي بشكل مكثف مناطق في بلدة المضيق وقرية الشريعة بريف حماة الغربي، ومناطق أخرى في أطراف بلدة مورك بريف حماة الشمالي، كما تعرضت أماكن في قرية الحويز بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي لقصف من قبل قوات النظام، بينما نفذت طائرات حربية المزيد من الضربات على مناطق في بلدات اللطامنة وكفزريتا وكفرنبودة بالريف الشمالي، وسط قصف من قبل قوات النظام على أماكن في كفرنبودة، فيما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقة السعن بريف حماة الشرقي، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في مدينة أريحا بريف إدلب، وتعرضت مناطق في قرية تل عاس بريف إدلب الجنوبي لقصف من قبل طائرات حربية، وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة المرج وتل صوان وتل كردي بالغوطة الشرقية، وسط استمرار القصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أماكن في بلدة خان الشيح بالغوطة الغربية، وارتفع عدد الغارات الجوية إلى 74 نفذتها طائرات النظام المروحية والطائرات الحربية، مستهدفة بها مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية.