يقول العلماء: إن «الغدة الصنوبرية» بمثابة «هوائي»، يرسل ويستقبل الرسائل الذهنية، ويصل حجمها لدى الطيور إلى عشرة أضعاف حجمها لدى الإنسان، وعن طريقها تهتدي الطيور إلى أعشاشها، وأقول انها أشبه بجهاز «ساهر» المروري، الذي يستقبل ويرصد ويصور المخالفة، ثم يرسلها لجهة الاختصاص من اجل المعالجة، أعني ذلك الجهاز المنتشر في الطرقات «بفلاشاته» المهيبة، التي لا تدع شاردة ولا واردة في الشارع الا وصورتها، الفرق بين «الغدة الصنوبرية» والسيد «ساهر» هو أن الاولى لها علاقة بالكرات الحمراء والبيضاء، التي لها علاقة وطيدة بعمل الدماغ، بينما الثاني له علاقة بالورقة الزرقاء فئة الخمسمائة ريال، التي لها علاقة وطيدة بمحفظة الجيب. كلما انعكس شعاع الشمس على زجاج المباني، ظنه البعض كاميرا ساهر ترصده، حتى كاد هذا البعض يصاب بالرهاب «Phobia» أو «ساهروفوبيا»، والرهاب هو عبارة عن خوف مرضي غير طبيعي، لا يستند الى أي اساس واقعي، ولا يمكن السيطرة عليه من قبل المصاب به رغم ادراكه انه غير منطقي، ويعتقد بعض العلماء أن أسباب الرهاب قد تكون نتيجة مواد كيميائية معينة في الدماغ، أو لأسباب وراثية، أما السبب الثاني، فهو غير وارد في مثل حالة هؤلاء؛ لأن المحروس «ساهر» لم يكن موجوداً في أيام آبائهم وأجدادهم، لذا فهو غير وراثي! هناك رهاب آخر له علاقة بالسيد «ساهر»، وهو رهاب المرور، أو لنسمه «مروروفوبيا»، فبعض الدراسات تصيبنا بالهلع والرهاب، حيث تتوقع أن يصل عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في المملكة عام 2019 إلى 9604 حالات، كما تتوقع أن الخسائر المادية قد تصل إلى 23 مليار ريال، بينما الوفيات -الآن- نحو سبعة آلاف وفاة سنوياً، أي حوالي عشرين حالة وفاة يومياً، والخسائر المادية حوالي 13 مليار ريال سنويا، وهذا السياق يأخذني الى نوع آخر من الرهاب، وهو رهاب العقار أو «عقاروفوبيا»، وهو قريب من «Agoraphobia»، الذي يعني الخوف من الاماكن المفتوحة أو الاراضي الفضاء مع الاختلاف بنوع الرهاب بين هذا وذاك، وأعني هنا الرهاب الذي اصيب به بعض العقاريين، بعد أن اطلق نظام فرض الرسوم على الأراضي البيضاء لتنظيم السوق الإسكاني، وهو رهاب يماثل تماماً ذلك الرهاب، الذي اصيب به الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، اعني رهاب الاسلام أو ما يسمى «اسلاموفوبيا»، الذي يعرف على انه الخوف اللاشعوري واللامبرر والرفض العشوائي للإسلام وكل ما يتعلق به، وتطور الأمر عندهم في الغرب الى «فوبيا الارهاب» لدرجة أن الحكومة الأمريكية ذهبت الى حد تقويض الحقوق المدنية للمواطن الأمريكي، وكذلك المقيم على اراضيها، الذي أصبح ضحية لقرارات وتشريعات وأنظمة فرضت في الأساس لمصلحته منذ تأسيس الولاياتالمتحدة زمن أول رئيس لها «جورج واشنطن»، وتبخرت في زمن الرئيس جورج بوش الابن. الغرب يعاني الكثير من انواع الرهاب، كرهابه من الرقم «13» فهم يعتبرونه رقماً مشؤوماً، ولا يرغبون الارتباط به، ويتجنبونه في منازلهم، حتى ان بعض الفنادق في الغرب لا تستخدم الرقم 13 في الترقيم، بل يقفزون من رقم 12 إلى رقم 14، وأحياناً يستبدل الرقم 13 برقم (A12)، وفي بعض المستشفيات هناك لا توجد غرفة تحمل هذا الرقم، وآخر انواع الرهاب في الغرب هو رهاب المحافظين الأمريكيين من «المثليين»، فبعد ان اقر الرئيس اوباما بزواج المثليين انتشر هذا النوع من الرهاب! الرهاب انواع منها: «Acrophobia» رهاب المرتفعات، وكلستروفوبيا (Claustrophobia) ويعني الخوف من الاماكن المغلقة، وزينوفوبيا (xenophobia) ويعني الخوف من الغرباء، وهناك الكثير من انواع الرهاب، كالرهاب من الحيوانات والحشرات والرهاب الاجتماعي وغيرها، ولا يمكنني «رهابها» وحشرها في زاوية ضيقة كهذه الزاوية من هذه الصفحة في هذه الجريدة!